لو كنت في موقع المسؤولية

مشاهدات


 

د. شاكر كريم

والله وبكل تجرّد لو كنت بدلا من الرئاسات الثلاث، أو رؤساء الاحزاب و الكتل السياسية، واحاط بي الفشل من كل جانب، لما استمريت في تحمّل هذه المسؤولية الكبيرة، خوفا من الله ومن غضب الشعب العراقي الأصيل. ومن المستقبل الذي ينتظرني. ولعدت من حيث اتيت.واعلموا علم اليقين، انه اذا مدحكم الحاكم الأمريكي، أو البريطاني ،أو الايراني، أو بلاسخارت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، فانتم على خطأ . لانه تقاس عظمة القادة والزعماء والرؤساء والملوك في كل دول العالم، بقدرتهم على توفير الأمن والرخاء، والاستقرار لشعوبهم ومجتمعهم ،وفي مقدمتها الأمن والعمل الوظيفي ، والأمن الغذائي ، والأمن الصحي ، والأمن النفسي ، والأمن الاقتصادي ، والأمن الاجتماعي ، والأمن السياسي ، والأمن البيئي فاعلموا ان جميع هذه الاماني ،غير متوفرة والحمد لله في ظل حكمكم؟ مستويات البطالة مرتفعة جداً ، وعشرات آلاف الخريجين لا يجدون فرص عمل، مستويات الفقر والجوع والحرمان ،في أعلى مستوياتها  ،اقتصاد منهار،  وتنمية معدومة ، وشعب يعيش على مكبات  القمامة، و التفكك الاجتماعي وضعف الروابط الأسرية والعائلية، زادت بشكل مخيف بعد ان اصبحت العوائل تبيع اطفالها، والابن يقتل اباه، والزوجة تقتل زوجها واطفالها، و تلوث بيئي مرتفع جداً بسبب انقطاع التيار الكهربائي، واستخدام المولدات الكهربائية، الإصابة بمرض السرطان والقلب والامراض الجلدية ،ارتفعت بمعدلات خطيرة جداً، خاصة بمحافظات الوسط والجنوب وفي مدن اخرى، ومستويات القلق والاكتئاب والإحباط والتوتر عالية جدا، وارتفاع نسبة الأمراض النفسية، طالت جميع أبناء شعبنا العراقي، بنسب متفاوتة وخاصة شريحة الشباب، نتيجة انتشار ظاهرة تجارة وتعاطي المخدرات، والانتحار والجريمة المنظمة. ومثلها النزاعات العشائرية، واعلموا انه لاوجود لدولة ولا لحكومة ولا لمؤسسات تعمل كي تتمسكون بالكراسي؟.!! دماء طاهرة تسفك يوميا هنا وهناك، وأموال الشعب بيد الفاسدين والمفسدين ،والشعب يتضور جوعا وعطشا والما من المرض ،من جراء سياساتكم الخاطئة، وتناحركم وفشلكم، وانتم وعوائلكم ومعارفكم تنعمون بخيرات البلاد والعباد، واصبحتم طبقة ارستقراطية متحكمة بشؤون الشعب الجريح ، والعراق الذبيح. احاديثكم  وتصريحاتكم  كلها اكاذيب ووعود عرقوبية ، تريدون معالجة البطالة،  فنقول لكم منذ متى تهتمون بالبطالة والعاطلين عن العمل والفاقدين لمورد العيش ؟ وتريدون محاربة الفساد فهل تريدون " محاربة انفسكم" فهل انكم مستعدون للوقوف امام القضاء لتعترفوا بفشلكم وجرائمكم الاقتصادية،وتعيدوا كل المليارات التي سرقتموها من قوت الشعب، لاسيما قوت الفقراء؟ تتشدقون  بديمقراطية عرجاء وشوهاء وحمقاء، تثير الفتن وتكمم الافواه!! ونبقى ننتظر معجزة ربانية ،تنقذ شعبنا العراقي الجريح من ويلات الظلم والقهر والاضطهاد، بسبب تعنتكم وتمسككم بالكراسي الخاوية، لو كنتم تخجلون قيد ذرة لشاهدتم جموع الناس التي تلعنكم يوميا! ما الذي قدمتموه للعراق ولشعبه الجريح؟! .

إرسال تعليق

0 تعليقات