في حوار دار بين عربي وأجنبي طرح العربي السؤال الآني: هل تحب حاكمك.
فكان جوابه: وما دخل الحب والمشاعر في نظرتي الى الحاكم، فهو ليس فناناً او نجماً كي اشعر نحوه بالحب او بالكره فالمسالة هنا لا تقاس بالعواطف مطلقاً، بل تقاس بالأداء والإنجازات ومدى الفرق الذي يشهده البلد في اثناء فترة حكمه.
قال العربي: لكنه ولي الامر والسلطة الأكبر في البلاد.
قال الاجنبي: انا من منحته هذه السلطة، انا الشعب، وبالتالي فاني السلطة الاعلى منه وبأمكاني ان اقيله واحاسبه واحاكمه وفق القانون ان لم يثبت جدارته ونزاهته، فهو لم يمنح هذه السلطة كي يحقق أهدافه ومصالحه الشخصية.
قال العربي: لكن ماذا عن هيبة الحاكم؟
اجاب الغربي: ان هيبة البلد ورفاهيته وقوة اقتصاده ومكانته بين البلدان هي الهيبة الحقيقية، فما نفع هيبة الحاكم إذا كان بلده بائساً فقيراً ضعيفاً ممزقاً.
قال العربي: ان مظهر الحاكم وشخصيته مهمة.
قال الغربي: إذا كان المظهر لا يجلب اي نفع للشعب فما الهدف منه، افضل ان يلبس حاكمي الخيش والطرق معبدة والوظائف متاحة والأسعار رخيصة والخدمات متوفرة على ان يلبس افخر الماركات ويضع ارقى العطور في الوقت الذي يعيش شعبه وسط رائحة النفايات او ان يعيش في قصر عاليً وشعبه ينام على الأرصفة يأكل ما لذ وطاب وشعبه يتضور جوعاً.
قال العربي: أنك تتعامل مع الحاكم كأنه شخص عادي.
اجاب الغربي: هذه هي الحقيقة، فهو مجرد موظف مكلف بأداء واجبه تجاه شعبه.
قال العربي: إذاً انت لا تحب حاكمك؟
اجاب الغربي: وهل مطلوب مني إن أحب ساعي البريد مثلاً او موظف البلدية او موظف الجوازات فهم موظفون شأنهم شأن الحاكم عليهم اداء عملهم وفي حالة وجود اي تقصير فسيعاقبون وفق القانون.
قد يختلف الحكام العرب في الخطابات والشعارات وممارسة السلطة بأساليب مختلفة، فنجد نظام جمهوري وآخر ملكي يتشابه في النهايات من حيث الممارسة السياسية وفي النتائج الحاصلة على الأرض.
لقد شهد الحكام العرب جميع مظاهر الديمقراطية الغربية في النصف الثاني من القرن العشرين، ولكنهم لم يقلدوها وبقوا أسرى الموروث السلطاني العربي.
فالحاكم العربي واحد ولكن بوجوه متعددة فجميعهم لا يتوانون في تصفية من يعارضهم، فتجد مثلاً حاكماً يتغنى بالمبادىء الديمقراطية الثورية العربية الاشتراكية قد عدل دستوراً من أجله في ربع ساعة ليكون وريثا جمهوريا لدولة ليست ملكية، ولكنها واقعة في قبضة أسرة واحدة تريد ان تبقى في الحكم الى يوم الساعة.
ان بداية القرن الواحد والعشرين هي حقبة احتقار الحكام العرب لشعوبهم؛ احتقاراً أودى بمقدرات هذه الشعوب فاورثوها الخوف والذلة والهوان بين شعوب العالم.
على الرغم من أن ذلك كان يجري بموازاة تقدم الديمقراطيات في الدول المجاورة للدول العربية وازدهار شعوب كثيرة، بما في ذلك الشعوب الأفريقية التي طالما نعتها العرب بالبدائية والتخلف.
ان السمة المشتركة لأغلب حكام العرب هو استصغار شعوبهم، بغض النظر عن مستويات هذه الشعوب الفكرية، وعمق تعلمها ووجود نخب فكرية بينها تمكنها المساهمة في صنع القرار العقلاني النافع لإدارة الدول والنهوض بالشعوب من ميراث القرون البائسة. وإنها لمفارقة عجيبة، فبقدر ما كانت نخب هذه البلدان تتعلم وتتطور، كان حكامها يمارسون العنف والذل والامتهان لاي أصوات تدعو للتغيير والمطالبة بحقوق الطبقات الكادحة.
وما يزيد الأمر سوءا أن لهذه الدول مقدرات اقتصادية عظيمة تسمح ببناء التنمية والديمقراطية، ولكن النتيجة لا تختلف فستجد شعباً غنياً بالموارد لكنه لا ينتج غذاءه رغم ثرواته العديدة وموقعه الجغرافي.
اعتاد الحاكم العربي ان يخلق عدواً او كما نسميه ( بعبعاً ) او فزاعة لتخويف الشعب وإيهامه بوجود عدو يتربص ويريد البطش به ويعد العدة لتدميره في اي لحظة وان من اهم أدوات ذلك العدو هو القضاء على الحاكم ، لذا فان وجود الحاكم من الضرورات القصوى للاستعداد والتهيئ للمعركة والقضية الوطنية والحرية والتقدم والاستقلال .
تعددت الاسماء والموت واحد، اعتاد الحاكم العربي ان يدخل شعبه في أزمات مختلقة كي يجعله هائماً حائراً قلقاً خائفاً، فتارة يختلق أزمة وقود او أزمة طعام او ازمة دواء او ازمة وظائف او ازمة سكن ومن الطبيعي جدا ان تجد كل تلك الازمات مجتمعة في بلد واحد.
ومن اهم أدوات الحاكم وعاظ السلاطين الذين يبررون اي عمل او قرار او خطوة يقوم بها الحاكم ويعطوها إطاراً دينياً مقدساً وان اي خروج على الحاكم بمثابة الفجر والكفر والإلحاد والخروج عن السلف الصالح.
لم تجني الشعوب العربية من حكامها الا الخراب وهنا يجب ان يأتي دور الفكر المتحرر الواعي الناضج الذي يكشف الحقائق امام الشعوب المظلومة وينير دروبها التي امتلأت بظلام ظلم الحكام.
فالحاكم مجرد موظف فقط لا غير له حقوق وعليه مسؤوليات.
فكان جوابه: وما دخل الحب والمشاعر في نظرتي الى الحاكم، فهو ليس فناناً او نجماً كي اشعر نحوه بالحب او بالكره فالمسالة هنا لا تقاس بالعواطف مطلقاً، بل تقاس بالأداء والإنجازات ومدى الفرق الذي يشهده البلد في اثناء فترة حكمه.
قال العربي: لكنه ولي الامر والسلطة الأكبر في البلاد.
قال الاجنبي: انا من منحته هذه السلطة، انا الشعب، وبالتالي فاني السلطة الاعلى منه وبأمكاني ان اقيله واحاسبه واحاكمه وفق القانون ان لم يثبت جدارته ونزاهته، فهو لم يمنح هذه السلطة كي يحقق أهدافه ومصالحه الشخصية.
قال العربي: لكن ماذا عن هيبة الحاكم؟
اجاب الغربي: ان هيبة البلد ورفاهيته وقوة اقتصاده ومكانته بين البلدان هي الهيبة الحقيقية، فما نفع هيبة الحاكم إذا كان بلده بائساً فقيراً ضعيفاً ممزقاً.
قال العربي: ان مظهر الحاكم وشخصيته مهمة.
قال الغربي: إذا كان المظهر لا يجلب اي نفع للشعب فما الهدف منه، افضل ان يلبس حاكمي الخيش والطرق معبدة والوظائف متاحة والأسعار رخيصة والخدمات متوفرة على ان يلبس افخر الماركات ويضع ارقى العطور في الوقت الذي يعيش شعبه وسط رائحة النفايات او ان يعيش في قصر عاليً وشعبه ينام على الأرصفة يأكل ما لذ وطاب وشعبه يتضور جوعاً.
قال العربي: أنك تتعامل مع الحاكم كأنه شخص عادي.
اجاب الغربي: هذه هي الحقيقة، فهو مجرد موظف مكلف بأداء واجبه تجاه شعبه.
قال العربي: إذاً انت لا تحب حاكمك؟
اجاب الغربي: وهل مطلوب مني إن أحب ساعي البريد مثلاً او موظف البلدية او موظف الجوازات فهم موظفون شأنهم شأن الحاكم عليهم اداء عملهم وفي حالة وجود اي تقصير فسيعاقبون وفق القانون.
قد يختلف الحكام العرب في الخطابات والشعارات وممارسة السلطة بأساليب مختلفة، فنجد نظام جمهوري وآخر ملكي يتشابه في النهايات من حيث الممارسة السياسية وفي النتائج الحاصلة على الأرض.
لقد شهد الحكام العرب جميع مظاهر الديمقراطية الغربية في النصف الثاني من القرن العشرين، ولكنهم لم يقلدوها وبقوا أسرى الموروث السلطاني العربي.
فالحاكم العربي واحد ولكن بوجوه متعددة فجميعهم لا يتوانون في تصفية من يعارضهم، فتجد مثلاً حاكماً يتغنى بالمبادىء الديمقراطية الثورية العربية الاشتراكية قد عدل دستوراً من أجله في ربع ساعة ليكون وريثا جمهوريا لدولة ليست ملكية، ولكنها واقعة في قبضة أسرة واحدة تريد ان تبقى في الحكم الى يوم الساعة.
ان بداية القرن الواحد والعشرين هي حقبة احتقار الحكام العرب لشعوبهم؛ احتقاراً أودى بمقدرات هذه الشعوب فاورثوها الخوف والذلة والهوان بين شعوب العالم.
على الرغم من أن ذلك كان يجري بموازاة تقدم الديمقراطيات في الدول المجاورة للدول العربية وازدهار شعوب كثيرة، بما في ذلك الشعوب الأفريقية التي طالما نعتها العرب بالبدائية والتخلف.
ان السمة المشتركة لأغلب حكام العرب هو استصغار شعوبهم، بغض النظر عن مستويات هذه الشعوب الفكرية، وعمق تعلمها ووجود نخب فكرية بينها تمكنها المساهمة في صنع القرار العقلاني النافع لإدارة الدول والنهوض بالشعوب من ميراث القرون البائسة. وإنها لمفارقة عجيبة، فبقدر ما كانت نخب هذه البلدان تتعلم وتتطور، كان حكامها يمارسون العنف والذل والامتهان لاي أصوات تدعو للتغيير والمطالبة بحقوق الطبقات الكادحة.
وما يزيد الأمر سوءا أن لهذه الدول مقدرات اقتصادية عظيمة تسمح ببناء التنمية والديمقراطية، ولكن النتيجة لا تختلف فستجد شعباً غنياً بالموارد لكنه لا ينتج غذاءه رغم ثرواته العديدة وموقعه الجغرافي.
اعتاد الحاكم العربي ان يخلق عدواً او كما نسميه ( بعبعاً ) او فزاعة لتخويف الشعب وإيهامه بوجود عدو يتربص ويريد البطش به ويعد العدة لتدميره في اي لحظة وان من اهم أدوات ذلك العدو هو القضاء على الحاكم ، لذا فان وجود الحاكم من الضرورات القصوى للاستعداد والتهيئ للمعركة والقضية الوطنية والحرية والتقدم والاستقلال .
تعددت الاسماء والموت واحد، اعتاد الحاكم العربي ان يدخل شعبه في أزمات مختلقة كي يجعله هائماً حائراً قلقاً خائفاً، فتارة يختلق أزمة وقود او أزمة طعام او ازمة دواء او ازمة وظائف او ازمة سكن ومن الطبيعي جدا ان تجد كل تلك الازمات مجتمعة في بلد واحد.
ومن اهم أدوات الحاكم وعاظ السلاطين الذين يبررون اي عمل او قرار او خطوة يقوم بها الحاكم ويعطوها إطاراً دينياً مقدساً وان اي خروج على الحاكم بمثابة الفجر والكفر والإلحاد والخروج عن السلف الصالح.
لم تجني الشعوب العربية من حكامها الا الخراب وهنا يجب ان يأتي دور الفكر المتحرر الواعي الناضج الذي يكشف الحقائق امام الشعوب المظلومة وينير دروبها التي امتلأت بظلام ظلم الحكام.
فالحاكم مجرد موظف فقط لا غير له حقوق وعليه مسؤوليات.
0 تعليقات