ماذا نحتاج الأن؟

مشاهدات

 





*عدي سمير الحساني



تتعدد الاهتمامات الشخصية في مجالات الحياة المختلفة منها الاجتماعية والمهنية والعلمية والمالية وهكذا وصولاً الى الغايات الأساسية.

وبطبيعة الحال فأنها من الحقوق المكتسبة التي تتماشى مع القوانين الوضعية والعرفية، وهذا يبدأ من الارادة الفردية للأشخاص مروراً بالمجتمعات الصغيرة وصولاً الى المجتمع بأكمله وتنتهي بالدولة والتي هي اكبر المجتمعات البشرية والمعنوية التي تتبنى البناء الحقيقي لكيانها السياسي والاقتصادي والثقافي والعلمي والإنساني.

اذاً الطموح نحو الأفضل والاحسن هو المبتغى الأساسي من خلال النهوض السريع بالواقع الداخلي للبلد وتقديم ارقى وافضل الخدمات التي يحتاجها المواطن وبما يضمن تحقيق رضا اجتماعي متكامل نسبياً.

حيث يقع على عاتق الدولة مهام كبيرة وجسام يستوجب معها ترتيب أولوياتها بشكل او بأخر من اجل تنظيم وضعها الداخلي والخارجي سواءً على الصعيد الأمني اوالاستخباري اوالخدمي او غير ذلك.

ولعلنا اليوم نشهد تحول كبير بواقع البلد الا اننا ماذا نحتاج لان نكون في الصدارة؟!.

وضع داخلي

فخلال الفترة الماضية شهدنا احداث كبيرة ومتعددة ابعدتنا عن المحيط الدولي والإقليمي والتي انعكست سلباً على الوضع الداخلي والذي اثر بشكل او بأخر على الاستقرار بنواحي الحياة المختلفة، فالعزلة السياسية والثقافية التي رافقت الفترات الماضية جعلتنا في انفتاح على العالم الخارجي من جهتنا فقط او قد يكون تبادل خجول من قبل بعض الدول تدخل المصالح الاقتصادية في مقدمتها.

لكن اليوم ماذا حدث؟ نعم هناك حدث كبير جداً اكسب دولتنا تقارب نشط وانفتاح متبادل انتعشت معه متطلبات النهوض بالمستويات الاجتماعية والفكرية والثقافية والاقتصادية. فقد وحد خليجي 25 النظرة تجاه العراق فبعد ان كانت نظرة عدم الاستقرار الأمني والتناحر الطائفي وانحدار المستوى الثقافي، لكنها سرعان ما تغيرت عندما تفاجئ العالم اجمع بالكرم العراقي (البصراوي) والمستوى الثقافي والحضاري والاهم الاستقرار الأمني حتى تزايد التوافد على بصرتنا الفيحاء واصبحنا نشهد حشوداً جماهيرية عربية واجنبية إضافة الى أبناء محافظاتنا الذين شاركوا أهلهم في البصرة هذا الكرنفال الرياضي الكبير الذي وحد ولم شمل أبناء الخليج والعراقيين ليسجلوا عناوين تاريخية قيدتها الأيام لتتفاخر بها الأجيال القادمة.

لذلك نحتاج لاستثماره فكيف ذلك؟

فلو اخذنا اهم جانب من جوانب الحياة وهو الامن حيث ابدعت قواتنا الأمنية والعسكرية بواجباتها رغم المتاعب والواجبات المتكررة والمستمرة والمهام والمسؤوليات الكبيرة والتي تجسدت في نجاح الخطط الموضوعه لا بل فاقتها.

كذلك الشعور الوطني والاحساس بالمسؤولية للمواطن الذي جعل من نفسه قدوة لغيره، فلم نشهد اطلاق نار عشوائي خلال الفوز المتكرر لمنتخبنا الوطني، وهذا دليل واضح على الوعي الثقافي والتفكير السليم وهي نقطة تحول جوهرية لما بعد خليجي يستوجب معه الاستمرار بذات النهج للحفاظ على المكتسبات الاجتماعية.

فنحن نطمح الى انتعاش للحضور الدولي في العراق والذي سيساهم بشكل كبير في دعم اقتصادنا الوطني وزيادة رصيدنا الاجتماعي حتى تصل رسالتنا للعالم اجمع بأن العراق سيبقى قبلةً دينية وحضارية وثقافية وعنوان دائم للشجاعة والكرم.



* لــواء أستاذ مساعد دكتور

إرسال تعليق

0 تعليقات