موهوبون يستثمرون مواقع التواصل بالورشات التدريبية المجانية

مشاهدات


 


بغداد - داليا أحمد

مواهب تدفن بين زوايا الصعاب في بلاد لا تلتفت للمجاميع الكبيرة من الخريجين، واخرى باتت على حافة الموت وهي تنتظر ملف التوظيف الحكومي.
بين هذا وذاك نالت الدورات التدريبية في مختلف الفنون والمواهب الاخرى اقبالا كبيرا في الاونة الاخيرة منها لتطوير الذات ومنها لافتتاح المشاريع الخاصة.
نقف اليوم صمتا، اجلالا لاناس يقدمون العلم دون مقابل، دورات وورشات عمل مجانية تهدف لاعانة كل محتاج.
هنا فن التصوير والشموع المعطرة و الريزن جميعها تقدم على اطباق من فضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمهتمين، كانت لنا وقفة لاجراء حوار صحفي مع المدربة اكرام العبيدي وفي السياق الحوار الاتي:-

حدثينا عن نفسك؟ وعن اختصاصك العلمي ؟
 
- اكرام العبيدي موظفة سابقة في قسم المصوغات التابع للجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية ولانني  خريجة معهد النفط قسم التحليلات الكيميائية وجدت من فن الريزن مادة جميلة قابلة للتشكيل في مختلف المجالات ويمكن استخدامه بشكل بسيط لاصحاب المواهب ومحبي هذا الفن.

حدثينا عن فن الريزن الذي لجأت اليه الطاقات الشابة في الاونة الاخيرة؟

    ⁃    الريزن في الأصل هو مادة كيمائية سائلة نقية وشفافة ذات قوام  سميك تدخل في صناعات عدة و في تركيب بعض المواد المستخدمة في حياتنا  اليومي ومنها طلاء الاظافر والثلاجات وارضيات المختبرات والفنادق والكثير من المجالات والحرف اليدوية ومن الممكن ان اعده انا شخصيا اروع الفنون التي يمكن من خلالها تشكيل قطع مختلفة ورائعة في مختلف المجالات ولاسيما الإكسسوارات والكماليات والتحفيات وما الى ذلك. ومن أشهر أنواع الريزن هو الإيبوكسي حيث كان ذو استخدام  محدود جدا لكن جمال الايبوكسي دفع بالمهتمين الى استغلال خواصه المميزة وابتكار طرق لدمجه مع بعض المواد الاخرى للافادة منه بشكل اوسع وانتاج قطع فنية جميلة بعد ان يتم صبه في قوالب السيليكون لاخذ اشكال صلبة سواء تحفيات او اي شكل اخر وذلك بدمجه مع مادة المصلب بنسب معينه تختلف من نوع الى اخر.

من صفات الريزن هي الشفافية والصلابة اذ يبدو كالرجاج بشفافيته  العالية وصلابته والمقاومة لمعظم العوامل الخارجية، ويتميز بتركيبته المشابهة لخواص البلاستك اي انه لامع صلب كالزجاج ومرن كالبلاستك لذلك من الصعب ان  ينكسر بسهولة وهذا ابسط مايمكن ان نقوله للتعريف بماهية مادة الريزن اذا يطول الحديث عنه اذا تعمقنا بتركيبته واستخداماته.

الاعمال اليدوية ولاسيما فن الريزن والشموع اصبح في الآونة الأخير محط انظار واستقطاب لمحبي هذه الفنون كيف تجدين اقبال الشباب لهذه الفنون؟
                   
  - اقبال الناس ومعرفتهم بهذا الفن مازالت محدودة ليس في العراق فحسب بل الوطن العربي بالكامل اذا ان هناك الكثير من العامة مازالوا يجهلون الريزن، لكن في المدة الاخيرة بدات تنتشر هذه الحرفة بين مختلف الاعمار  نظرا للتميز الريزن واتساع استخدامه في مجالات مختلفة كالتحفيات والطاولات وطلاء الارضيات مما دفع شريحة الشباب لاتقان الفن واتخاذه كمصدر لمشاريع تعود بالنفع المادي لهم لذلك اتخذنا على عاتقنا مسؤولية تدريب وتعليم الفن عن طريق عمل مجموعات للتدريب المجاني في مواقع التواصل الاجتماعي يتضمن التدريب المعلومات الكافية عن المادة ومن اين يحصلون عليها وكيفية العمل بها وماهي اسرارها وخباياها  وما الى ذلك من معلومات فضلا عن البقاء مع المتدرب خطوة بخطوة حتى انجاح العمل في محاولة لتبسيط جميع الصعاب التي واجهناها نحن المدربين في بداية عملنا  اذ اقتصرت تدريباتي انا شخصيا على  اليوتيوب والغوغل حيث كانا المعين لي في التعرف على هذا الفن ولمدة قد طالت الى ما يقارب الستة اشهر بالمتابعة المستمرة للفيديوهات والتقارير العلمية عن مادة الريزن فضلا عن تخزين الكثير من المعلومات لجعلها مراجع ومصادر لاكمال مشوار الخوض في مجال هذا الفن العميق حيث باشرت في التطبيق وصب الريزن في القوالب حتى اتقنت العمل به حيث ساعدني تواجدي في بداية خوض هذا المجال في تركيا اذ تمتاز بتوفير افضل انواع المواد ولكن بعد العودة الى العراق بدأت ابحث عن النوعية الجيدة من الريزن لتغنيني عن التركي الذي كنت استخدمه وبعد تجربة اربعة انواع من الريزن  اعتمدت  على نوع ريزن كربلاء لما يمتاز به من مواصفات ممتازة ومنها الشفافية العالية ومن دون  روائح كريهة ولا يسبب الفقاعات الكثيرة التي تشوه العمل الفني الذي نقوم به.

كيف خطرت لكم فكرة انشاء دورات تدريب مجانية  في وقت الإفادة أي ان كل من يجد بين يديه موهبة او فائدة يحاول استثمارها كمشروع فان كان ما تقدمونه هي وجدتم نوعا من المنافسة الشرسة او اصح التعبير بالمحاربة؟

    ⁃    بداية جاءت فكرة انشاء مجموعة لتدريب فن الريزن من صاحب مشروع ريزن كربلاء نهاد علي حسين الذي يمتاز بانسانيته  وحبه لمساعدة من يحتاج من دون مقابل وبعد ان اطلع على قوة معلوماتي وشغفي في كسب الخبرة فضلا عن كثرة التجارب وحبي في منح المعلومات من دون مقابل  فاقترح انشاء مجوعة للتدريب المجاني لمساعدة من يحب ان يحترف هذا الفن واتخاذه مصدرا للرزق جاءت موافقتي من دون تردد او شرط يذكر.

كل ورشة او دورة تدريبية لديها شروط وضوابط كيف وجدتم التطبيق او الالتزام بها داخل المجموعة ولاسيما انها تقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي؟

 - بالتأكيد التطور مستمر ولاسيما بعد نجاح الفكرة والنتائج المبهرة للمشتركين اذ اصبحت الدورة مفتوحة وتواصل مستمر  مع المتدربين ليلا ونهارا اذ اصبحت الدورة اشبه بورشة العمل المفتوحة اذ ان المتدرب وقتما يحتاج الى معلومة او استفسار يجده حتما وفي الوقت ذاته دون تأخير.

ودورتنا ليس فيها شروط تذكر سوى الانضمام من خلال  رابط خاص بالورشة وبعد الاطلاع على الفديوات والمحاضرات التعليمية يبدأ كل متدرب بشراء مجموعة المواد المجهزة للمتدربين المبتدئين اذ يحوي كل ما يحتاجه في عمله ويتم بعد ذلك تحديد يوم خاص لكل متدرب على حدة حسب رغبته وتفرغه وظروفه واكون مع المتدرب من النقطة صفر حتى صب المادة بالقوالب التي يرغب بها ثم انتظار
النتائج في اليوم التالي خطوة بخطوة حتى يتقنوا الفن ولهم حرية البقاء في المجموعة او المغادرة ومنهم من بقي واصبح عونا ومساند للمبتدئين اذا نسمح لهم بالرد على جميع الاستفسارات والحلول للمشاكل التي تواجه المهتمين بفن الريزن.   

وبالتالي فان هذا يحفزنا الى ان نفتخر بعملنا التطوعي هذا ونتائجه والاقبال الكبير الذي شهدته هذه المجموعة التطوعية المجانية اذ تشهد التعاون من جميع الاعضاء والتشجيع فضلا عن  الحماس والحس الفني  المحب لهذا العمل يزداد يوما بعد يوم.

في ظل الظروف الاقتصادية و المعيشية الصعبة التي يعيشها البلاد ونظرا للاعداد الكبيرة من الخريجين الذين ما زالوا يعانون من البطالة وانعدام الوظائف فبالتأكيد مثل هكذا اعمال وورش لابد وان قدمت خدمة لتطوير المهارات واتخاذ الموهبة كمشروع ذو عائد مالي من الممكن ان يطور من وضعهم المادي؟

    ⁃    خلال المدة التي مضت واجهنا منافسات وحرب لافشال هذا العمل التطوعي لكن رغم ذلك  استطعنا ان نسيطر على الوضع واصبح الاقبال على المجموعة يكبر يوما بعد يوم

حتى اصبح العدد يفوق القدرة المحددة لبرنامج التواصل الاجتماعي الواتساب اذ انه يفوق العدد 300 متدرب وبالتالي اعتمدنا في تطوير العمل بانشاء مجموعة اخرى في برنامج اخر وهكذا حتى اصبح الاقبال يزداد يوما بعد يوم والرغبة في تعلم مختلف الفنون منها
الريزن والشمع والطباعة والاكريلك والكثير من الحرف الفنية حتى تخرج الكثير من المهتمين والمواهب
واصبحوا محترفين بهذا المجال وفتحوا الحسابات الخاصة بهم على التواصل الاجتماعي ويشاركون الان في البازارات.

 خلال الخوض بهذه المجموعات وجدنا ان هناك منافسة شريفة ما بين المشتركين والعمل على ترشيح اعمال معينة والحصول على جوائز عن طريق تنظم مسابقات داخل الدورة فهل تجدون بانها ذات عائد جيد لانجاح العمل وحافز للتطور؟

    ⁃    دائما ما نحمد الله لاننا استطعنا ان ندرب عددا كبيرا   تميز بالعمل الاحترافي والحقيقي اذ اصبح مصدرا للدخل يعينهم على مشاق الحياة ومتطلباتها حتى اصبح الاقبال على اعمالهم يكبر يوما بعد يوم وبدأت ورشتنا تعرف يوما بعد اخر من دون اي ترويج سوى بالنشر على مواقع التواصل الاجتماعي مما سبب غضبا كبيرا لاصحاب الخبرات والمتخصصين بهذا المجال اذا نواجه الحظر والمنع من النشر ولكننا مستمرون في عملنا هدفا لمساعدة المحتاجين مجانا ونرغب بالوصول الى كل من يرغب بالتعلم دون مقابل.
من خلال التدربب نقيم مسابقات تشجيعية للمتسابقين كأفضل عمل او قطعة فنية فضلا عن فن التصوير بتعليمهم كيفية صنع صندوق التصوير لتكون الجوائز هي كيلو  من الريزن وقيمته 20 الف دينار  من اجل النهوض بمستواهم ودعم حقيقي لمن يرغب بانشاء مشروعه الخاص كتمويل بسيط للمباشرة بالعمل وكسب الرزق.
فضلا عن سعي صاحب المشروع نهاد علي حسين  بالوقت الحالي الى المضي اكثر بتطوير الدورات وزيادة اعداد الجوائز والمسابقات وجعلها من اهم الدورات في جميع انحاء العراق.

إرسال تعليق

0 تعليقات