البقاء للأقوى وللأصلح

مشاهدات

 




بسام كريم المياحي
 
الجماهير ستقف متفرجة وتتبعها مرجعياتها لأنها مصدر قوتها.
والأصوات النشاز تثير الناس وتقّرح مسامعهم ولا ترجعهم إلى الوراء .
وبحسب أحد الامثال المشهورة:  اذا تصارع الأقوياء فعلى الجميع أن يقف متفرجا قابلا بالنتائج مهما كان مضمونها وشكلها .
 سيما ان من لا يمتلك مصادر القوة لا يمكنه التأثير بالنتائج مطلقا هذا بالإضافة إلى أن الأغلبية من الشعب العراقي ترى الخروج من هذا الوضع البائس في الخلاص من الطبقة السياسية الحاكمة.
ربما من يقرأ مقدمة المقال سيجدها غير متناسقة  وان كانت تتحدث عن المأزق السياسي لكنها ربما تحتوي مواضيع متفرقة .
 من هذ المنطلق سأوضح ما أريد  إيصاله إلى القارئ الكريم .
 لقد اختار السواد الأعظم من المجتمع مقاطعة الانتخابات الماضية حتى وصلت نسبة المقاطعة إلى 80% من الشعب  ليترك  الساحة السياسية المتفاعلة والمنفعلة للطبقة السياسية الفاسدة تتصارع فيما بينها وتنقسم على نفسها وهو نوع من مقاومة النظام يجيدها العراقيون بشكل خاص،
 وصولاً إلى حتميات سبق وأن أشرت أليها في مقالات سابقة .
وعندما قام الصدر بحركة تجديدية إصلاحية من داخل العملية السياسية نفسها في محاولة منه لتأسيس تكتل سياسي ذات انقسام طولي ومن خلال هذا التكتل اختيار الرئاسات الثلاثة ..
وتاسيساً على ذلك أصبحت لدينا  كتلتين الاولى محافظة باقية قوية والآخرى إصلاحية ربما تنهار مع أي هزة أو من خلال الضربات المتتالية من الداخل والخارج ( وهو ما قد حصل بعد أن صمد التحالف أكثر من ستة أشهر ) . وسيعودون للانقسام الافقي الثلاثي السابق والذي هو قومي في الشمال وطائفي اثني في الوسط والجنوب بالثلاثية المعروفة ( شيعي سني كردي ) .
وهنا سيرجع الجمهور إلى حالته السلبية من العملية السياسية والتقوقع على الذات والاهتمام بالحياة قدر المستطاع والعيش كل يوم بيومه وانتظار الفرج من الله وتمنياتهم بالانتقام الرباني من الطبقة السياسية ولو بالاقتتال فيما بينهم ليأخذ الله ثأر هذا الشعب المغلوب على أمره (بأعتقادهم .. وهذا ما خلص له نقاش مجموعة من الأشخاص المتابعين للأحداث غير متجانسة في الاعمار كانوا يتناقشون في أحد المقاهي ) .
قبل أن يخلصوا إلى أن المرجعيات عموما ستكون بصف الشعب ويقررون ما يقرره السواد الأعظم لأنها لا تستطيع أن تقف ضد رغباتهم الحقة والعادلة ..
والا فقدت قوتها التي تستمدها من تأييدها الشعبي .
 ووسط هذا كله تأتي ثلاثة احداث سريعة ومتتالية في يومين .
الاولى .. اجتماع الحلبوسي والبرزاني ليعلنوا بشكل غير مباشر انفكاكهم وأنهم في حل من الاتفاق مع الصدر وتكوين التحالف والذي بنى عليه الكثير من السياسيين والمتابعين امال وتصورات لتغيير مسار العملية السياسية.. معللين انفراط العقد لأن الصدر وكتلته انسحبوا من البرلمان وما تبعه ويتبعه من مخرجات واحداث .
وثانيا.. الكلام الذي ردده شخص يسمى باسم الكربلائي والإساءة التي أطلقها والتعبير الغير مسؤول الذي ردده والذي يراد منه اعدة موجة من الطائفية المقيتة وخصوصاً في وقت حساس كهذا ولقد لاقى من الردود ما يقطع الطريق لمثل هذه التصرفات المرفوضة .
وثالثا .. مجيء حاقان فيدان مدير المخابرات التركية ولقائه مع بعض الأشخاص والتكهنات التي خرجت بعد زيارته للعراق .
فلقد اعتاد المتابعون والمختصون مجيء بعض المسؤولين الإيرانيين وايضا بعض الامريكان ولكن نادراً ما يكون هنالك حديث عن زيارت مسؤولين اتراك للعراق وحديثهم عن أمور وتصورات تخص الوضع السياسي والامني للبلد .
ومازالت الايام حبلى بالاحداث .
كل هذا السرد وغيره مما يأتي يلقي بظلاله الثقيلة على نفسية الفرد والمجتمع العراقي ويجعل له انطباع خاص في ذهنه ويبني عليه تصورات فردية وجمعية مفادها .
كل ما يحصل من محاولات وتدخلات وارهاصات ماهي الا ضغوط لا تسمن ولا تغني من جوع لتسيير ما يسمى بالعملية السياسية ووصولها إلى أبسط حالات الوسطية والمقبولية لتستمر من موتها السريري لتمشية أمور الدولة .

إرسال تعليق

0 تعليقات