سُلّم المَسؤوليات

مشاهدات

 




محمود الجاف

قال تعالى : ﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ۝٢٤﴾ الصافات

المسؤولية : هي احدى القيم الإنسانية والأخلاقية والقانونية عند البشر وحالُ أَو صفةُ مَنْ يُسْأَلُ عن أَمْرٍ تقع عليه تبعَته ولهذا يقال : ( أنا بريءٌ من مسؤولية هذا العمل ) وتطلق أَخلاقيًّا على : ( التزام الشخص بما يصدر عنهُ قولاً أَو عملا ) وايضا هي : ( الالتزام بإِصلاح الخطأ الواقع على الغير طبقا لقانون ) وقيل : انها حالة يكون فيها الإنسان صالحًا للمؤاخذة على أعماله ومُلزمًا بتبعاتها المُختلفة . والإسلام قصرها على المُخطىء وحده فلا يُؤخذ بريء بجريمة مُذنب ولا يشترك أهله فيما اقترفت يداه أو ما نُسب إليه . قال تعالى : ﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا ۝١٣ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ۝١٤ مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ۝١٥﴾ الإسراء ...

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كلكم رَاعٍ , وكلكم مسؤول عن رَعِيَّتِهِ : والأمير رَاعٍ , والرجل رَاعٍ على أهل بيته , والمرأة رَاعِيَةٌ على بيت زوجها وولده , فكلكم راَعٍ , وكلكم مسؤول عن رَعِيَّتِهِ. ( وفي لفظ : ( كلكم رَاعٍ ، وكلكم مسؤول عن رَعِيَّتِهِ : الإمام رَاعٍ ومسؤول عن رَعِيَّتِهِ ، والرجل رَاعٍ في أهله ومسؤول عن رَعِيَّتِهِ ، والمرأة رَاعِيَةٌ في بيت زوجها ومسؤولة عن رَعِيَّتِهَا ، والخادم رَاعٍ في مال سيده ومسؤول عن رَعِيَّتِهِ ، فكلكم رَاعٍ ومسؤول عن رَعِيَّتِهِ )

ان سُلَّم المسؤوليات يبدأ من اعلى هرم الدولة حتى آخر طفل بدأ يُدرك ما هي الحياة وما يجري حولهُ . ولابد من التدرب عليها مُنذ الطفولة فتعليم الأبناء قيم حياتية من شأنها أن تُعزز ذلك . ومنها على سبيل المثال الاهتمام والتقدير السليم والتعاون والشجاعة والرغبة في تغيير خططك عند الضرورة بإرادتك الحرة تُنفذها بطريقة مُنظمة وتجعل الأشياء مُرتبة وجاهزة وتبتكر حلولًا للمواقف الصعبة والمُشكلات اليومية .

والمسؤولية ليست مُستوى واحد . لان حياتنا تُشبهُ الشجرة التي ان قطع ساقها تموت جميع اغصانها . وسلم التخلي يبدأ من السكوت عن حقوقنا ومصالحنا كمُواطنين في الأمة بشكل عام ثم المُجتمع والدولة وبعدها حقوق العائلة الكبيرة . يليها الصمت المُطبق عن حقوقنا كأفراد . تراجع قد يُؤدي في النهاية الى خرس دائم . موت بطيء .. حتى ان البعض قد يقيدهُم الحب ايضا ! بل يجعل حياتهُم اكثر لوعة من الأسير الذي يُحتجز من قبل قوى مُعادية خلال النزاع المُسلح . لكن بلا قيود . مسؤولية من نوع اخر ورابط عجيب غريب . رغم عدم رؤيته في الغالب . لكنه قيدٌ يصعبُ الفكاك منه ... حتى الخرافة لها قيود حولت الكثير من البشر الى عبيد يهيمون في الطرقات ويفخرون بسيدهم بدل ان تزعجهم تلك الصفة . عالم غريب . قيود تطوق رقابنا لامفر منها ... قيّموا وقوّموا حياتكُم قبل فوات الاوان .

الندم لايعيد الزمن وليس مَرهما يشفي جروح الغافلين ...

إرسال تعليق

0 تعليقات