حكايةٌ وتاريخ ....

مشاهدات


 
الأكاديمي التدريسي العسكري
رعـــد الحـــيالي...

بدأت حكاية تأسيس جيشنا العراقي الأغر من خريجي المدرسة الحربية في إسطنبول، التي كانت تقود الولايات العراقية الثلاث البصرة والموصل وبغداد، حيث دربت مئات من أبناء القبائل ومنحتهم خبرة الحرب. لكن سرعان ما انقلبوا عليها وشَرَعوا بتحرير وطنهم، حتى انهارت الدول العثمانية مطلع القرن الماضي ونال العراق استقلاله بفضل الجيش الذي قاوم الاحتلال الإنجليزي في ما بعد بقيادة نوري باشا السعيد ومساعديه جعفر العسكري وياسين الهاشمي، وارادة ثوار شعبه ابطال ثورة العشرين،، ليردد شعب العراق الوحد نشيده الأثير "الجيش سور للوطن يحميه أيام المحن".

كان تأسيس الجيش العراقي في 6 يناير (كانون الثاني) 1921 مغامرة وطنية، بعدما ترك الأتراك بغداد تحت ضربات الإنكليز وبلا جنود محليين.
وكان الجيش الإنجليزي القادم من الهند يتولى مع وزارة المستعمرات البريطانية الجانب العسكري وسط محيطٍ معادٍ لهم، توج بثورة العشرين حين ثار عليهم رجال القبائل العراقيين بعدما شعروا بأن استعماراً عثمانياً قد أفلَ واستُبدِل بآخر بريطاني سعى إلى السيطرة المباشرة على البلاد، بدءاً من تعيين المستشار السياسي لوزارة المستعمرات برسي كوكس مندوباً سامياً يوشك أن يحكم البلاد بذريعة التحرير لا الاحتلال كما حصل للعراق مطلع الألفية الجديدة إمتداداً للأستعمار الأول أعلن آنذاك الجنرال مود الذي رافق تلك الحملة العسكرية المغرضة للأحتلال...
أدرك حينها العراقيون ضرورة التصدي للواقع الجديد وانخرطوا في أول تشكيل للجيش، وكان يتولى قيادة أولى أفواجه الضابط العراقي جعفر العسكري الذي رافق أول وزارة عراقية تذهب إلى القاهرة للتوقيع مع وزير المستعمرات المشؤوم ونستون تشرشل على اتفاق إعلان المملكة العراقية التي ترأسها السيد عبد الرحمن النقيب، أول رئيس للوزراء في العراق الحديث، ليبرق للملك فيصل بن الشريف حسين المنسحب من عرش سوريا أن بريطانيا وافقت على تأسيس الجيش العراقي.
في ما بعد تولى مهندس وعراب السياسة العراقية منذ العشرينيات الباشا نوري السعيد رحمه الله الجانب العملي للتأسيس، معتمداً على ضباط عراقيين انتسبوا إلى الجيش العثماني وتدربوا في المدارس الحربية في إسطنبول بشراكة الجيش العربي الحجازي، الذي ثار على البريطانيين بزعامة الشريف حسين بن علي، والد فيصل وعبدالله ملكي العراق والشام في ما بعد.
اعتمد ملك العراق فيصل الأول، الذي أمضى أشهراً معدودة ملكاً على سوريا، قبيل دخول الجيش الفرنسي إليها، على نواة قيادة الجيش الجديد. وقد تمركزت وزارة الدفاع في قصر الوجيه البغدادي عبد القادر باشا الخضيري، في محلة السنك، وهي لا تزال قائمة إلى اليوم بإطلالتها على نهر دجلة، كما يقول المؤرخ طارق حرب.
تناوبت على إدارة الوزارة شخصيتان محوريتان من بين رجالات العهد الملكي، أسهمتا في صناعة تاريخ البلاد الحديث، هما جعفر العسكري وقريبه نوري باشا السعيد، رحمهم الله، وكلاهما من خريجي المدارس الحربية العثمانية، ثم أكملا دراستهما في "ساند هيرست" البريطانية، ليضعا الجيش العراقي على قواعد الإنشاء الصحيح في الوحدات والرتب والتقاليد العسكرية المعروفة لحد الآن....
إقترن تشكيلهُ بــ العقيدة الوطنية التي سعت إلى ربطهِ بمحيطه العربي للدفاع المشترك عن كل القضايا العربية التي تهم أمنهُ القومي والوطني والتي لايزال الجيش العراقي متمسك بها ويدافع عنها...
كل عام والجميع بخير...
حفظ الله جيشنا الباسل الذي سيبقى سوراً للوطن ومشروع تضحيةً لشعبهِ العظيم حتى تتحقق أهداف الشعب والأمة
المجد والخلود لشهداء العراق جيشاً وشعباً وقوات أمنية..
والله أكبر والعزة لله والشعب والوطن ..
والسلام عليكم ورحمة الله الله تعالى وبركاته..


إرسال تعليق

0 تعليقات