مدرجات!

مشاهدات



وداد فرحان - سيدني


القلق والحزن حالتان طارئتان، لا وجود لهما في مفردات عيشي، رغم الاضطراب الذي يعم العلاقات الإنسانية، فيبعدها عن المعقولية، ويجبرها على الانحراف عن الخط الإنساني الفطري. 

وإن أصبت بهاتين الحالتين فستظهرهما جلية ملامح وجهي، فأنا لا أعرف التخفي والتورية. 

أحاول تشذيبهما أو التخلص منهما بإنجاز وعمل وفائدة، فيما لو أصابتا معلولا، انتابه سوء الظنون، وتراقص على جثث الزلات والسهو المرتقب. 

عندها يظهر الشر بقسوته، ويبعث العنف أدواته، والتربص أسلحته، وتتلاشى الفطرة وتنحرف الطبيعة. 

وبين هذا وذاك، يتولد في خضم الاحداث اليومية فصيل من الانسانيات، يقف صفا واحدا لمنع الاختراق، وتقف فيالق أخرى مع المتفرجين على مدرجات الجمهور. 

إن انتماءنا الى مؤسسة حياتية  كبيرة، تسمى العلاقات الإنسانية الصادقة، يحتم علينا الالتزام بها، لنتعايش في منتجها الإنساني وبشكل جوهري وموضوعي. 

ولقد اثبت فصيل العلاقة الإنسانية، أنه وريث الحياة في تبني المشتركات، بكرم ونكران ذات ومحبة غير مشروطة. 

والمساعدة في حماية الآخر من الوقوع في الزلل وتصحيح نهجه، كي لا يتسبب في فرز القلق والحزن عند الاخر، فيصاب الجميع بالإحباط. 

عندما تتفاعل المشاعر الإنسانية بمضامينها الطبيعية، تتفتح أزاهير المحبة ويسمو العدل بعيدا عن القانون وسلطته. 

بل في تفاعلها تُسقى أنفسنا من أعذب المناهل الروحية، ويتكسر زجاج  الوحدة، وتتفكك قيود الانطوائية التي تؤسس لها العلاقات الخاطئة المبنية على سوء الظن والخلل في التقدير. 

يبقى القلق والحزن حالتين طارئتين، سرعان ما تتلاشيان بصدهما من فصيل الإنسانيات وأمام مرأى فيالق المدرجات.

إرسال تعليق

0 تعليقات