قل لي ماذا تكتب اقول لك من انت

مشاهدات



بقلم إبراهيم المحجوب 


تعددت مصادر النشر في عالمنا اليوم نتيجة العصرنة الإلكترونية ونتيجة وصول الشبكة العنكبوتيّة الانترنيت الى ابعد نقطة في الكرة الارضية... وكما نعرف دائما انه لكل فعل هناك رد فعل.. 

فبعد ان وصلت القراءة للكتاب بشكل عام الى مراحل شبه معدومة عادت من جديد عن طريق نظام عالمي متطور يستطيع اي انسان الحصول عليه من دون عناء انه مشروع الكتاب الإلكتروني والذي ما ان كتبنا عنوانه على احد مواقع التواصل الاجتماعي  حتى ظهر على شاشة الحاسوب او الموبايل بكل عناوينه وصفحاته ومن دون عناء او تعب تحتاجه للحصول على ذلك الكتاب او المجلة او الجريدة الإلكترونية... والمفرح في الامر ان الكثير من الهواة او الشركات المعنية بالكتاب بدأت بتحميل اغلب الكتب القديمة مع الحديثة على حد سواء... وما نشهده من وجود مكتبات ضخمة جدا تمتلكها دول مازالت تعتبر القراءة الغذاء الروحي للانسان.. وعند الدخول لمواقع هذه المكتبات العملاقة تجد نفسك امام عناوين الآلاف من الكتب بكل مسمياتها الثقافية سواء كانت من انواع الادب او الشعر او الثقافة العامة وقسم منها يدخل في عالم الصناعات الميكانيكية او الإلكترونية اضافة الى ان اغلبها مجانية الاسعار... ورغم هذا فان هناك قلة من الناس يتابعون او يرغبون في القراءة المستمرة.. ولذلك نرى اليوم ظهور اشخاص استطاعوا من خلال الإنترنت الحصول على صفة اعلامية وفي الحقيقة فان وصفهم الحقيقي مجرد اداة نقل او كامرة تصوير تقوم بتصوير المناسبات العامة ونقلها ثم نشرها وتذييلها بأسم الاعلامي المستقل او المميز او تحت اي عنوان او اسم رنان تجد صاحبه يتفاخر بذلك ولكن حقيقة الامر تجزم احيانا بانه لا يستطيع ولايملك القدرة على كتابة صفحة واحدة بصورة صحيحة فالكتابة ليس بالأمر السهل ونجد هذا الانسان الفارغ مثله اليوم مثل الكثيرين من اصحاب الشهادات العليا الذين اضافوا حرف الدال قبل اسمائهم لتكون القاب علمية لهم دون عناء اوتعب اوجهد يذكر واغلبهم ليس لديه خلفية علمية معروفة اوحتى شهادة اساسية  للمراحل الاخرى معترف بها. فتجده يتبجح في المجالس على انه يحمل لقب الدكتور فلان وهو مصدق لنفسه وعندما نسأل عن حقيقته فتجده قد حصل على هذه الشهادة الورقية مقابل اموال دفعت لجامعة وهمية تجد مقرها دكان صغير في دولة معينة بينما تصدر الشهادة الجامعية من دولة اخرى وتحت عنوان منظمات اممية عالمية وهذا كله من نسيج الخيال المزيف للواقع العلمي الصحيح وبطريقة عدم الاستحقاق او مجرد تغيير لقب لشخص معين...

وهنا نرى ان الثقافة العامة والخاصة لا تقف عند حرف الدال بل تذهب الى ابعد من ذلك فمناقشة الانسان ومشاركته بموضوع معين يحدد مدى  ثقافته ومدى قدرته على النقاش العلمي ان كان من ذوي الاختصاص والادبي ان كان من هواة الادب والشعر وتبعاتهما ولذلك نجد ان الأشخاص الناجحون في حياتهم في مجال الادب والثقافة اصبحوا كالعملة النادرة التي يبحث عنها الجميع وتجد أن الابواب جميعها مفتوحة امامه  .... وهناك ظاهرة اخرى ظهرت بيننا اليوم وهي شهادات المشاركات التي تمنح عن طريق منظمات وهيئات وهمية وكذلك الالقاب المزيفة مثل سفير السلام او سفير النوايا الحسنة او غيرها من وظائف السفارات الغير موجودة على الواقع ولانعرف مصادر اصدارها خاصة مع اعلان المنظمات العالمية التابعة للأمم المتحدة نفيها لمثل هذه الحالات الشاذة والدخيلة على مجتمعاتنا....

إرسال تعليق

0 تعليقات