الخروج من حفرة والوقوع في بئر

مشاهدات



نوفل هاشم



هل ينطبق هذا المثل الشعبي القديم على الشعب الافغاني الذي كان يعاني اصلا من حكومته الهزيله التي جاءت بعد الحرب الامريكية على حركة طالبان الحاكمة في حينها؟  

الشعب الافغاني لم يتنفس الصعداء بعد زوال الحكم من طالبان ومع مرور الوقت فإن الصراع والحرب هو السمة البارزة التي كانت تشهدها الساحة الافغانية يقابله امل السلام الذي تجري مباحثاته الولايات المتحدة مع قادة طالبان المنتهيه بانسحاب الاول وعودة الاخير بعد عشرين عاما وكأنك يابو زيد ماغزيت. 


مع ان عنوان المقال وبدايته عن الشعب الافغاني ومعاناته لكن فحواه هو وجهة نظر خاصة لكاتبها عن مقارنة وضع العراق وحكومته التي جاء بها المحتل الامريكي بذات السياق الذي حصل في افغانستان بعد احتلاله وذات الفساد والتراكمات الضاغطة على المواطن المدني المسلوبه مدنيته عنوةً مع فارق الثروه النفطية.

هذه المقارنة شكليا جائزة لكن المضمون مختلف تماما، كيف؟ لنأخذ فكرة واحدة وهي التي تدور لدى مخيلة اغلب العراقيين وتخص من يدور في فلك السياسة او جزء اصيل منها.

 هل سوف يتخلى الامريكان عن العراق وحكومته، ويحصل انقلاب ونرى الحكومة واتباعها من المستفيدين من وجودها في مطار بغداد الدولي بانتظار دورهم للصعود الى طائرة النجاة الاخيرة؟

بكل تأكيد مسألة التخلي واردة جدا في السلوك السياسي الأمريكي خصوصا اذا وجد صانع القرار ان فيها خدمة اكبر لمصالحهم وتحقق لهم خطوة الى الامام في تطلعاتهم وتصوراتهم للمنطقة ومستقبلهم فيها.

 لكن السؤال الاهم هنا من الذي سوف يحل محلهم؟

 لا اعتقد ان احدا يمتلك جوابا قطعيا للإستفادة منه لأننا سمعنا الكثير والكثير خلال الأيام التي مضت ،منها ماهو ضرب من ضروب الخيال ومنها ما هو واقعي او قريب منه ، لكن يمكننا ان نستعين بالنظرية التأريخية لنجد الجواب او نتوقعه، واقرب تجربة تأريخيه لنا هي طالبان .

لن نتكلم عن وضعها وتفاصيله وتأريخها الكفاحي المسلح  على مدى اعوام الاحتلال لانها معقده وكثيرة و سوف تأخذنا الى محاور عديدة ونحن في غنى عن ذكرها الان ولو مؤقتا، لنتطرق الى جانب واحد وهو الأهم : كيف استطاعت طالبان العودة بهذه السرعة والسيطرة على افغانستان؟ الجواب بسيط وهو بالبندقية اي القوه، ومن يمتلك القوة يمتلك السلطة ولو بعد حين. وهنا يمكننا ان نتنبأ بمن سوف يحكم العراق فيما لو رفع الامريكان كلتا أيديهم عن العراق.

ومن أجل الخروج من هذه الدوامة، علينا البدء بتطبيق حقنا الدستوري وإعلان الأقاليم من أجل بناء مجتمع وطني حقيقي يحمي منجزه بيديه، بعيدا عن سطوة ونفوذ الخارجين، وحينها تكون البندقية للشعب وليست عليه، والى حين ذلك يبقى العراق بين حفرة حكومة الكاظمي وبئر الوقوع تحت سلطة"المليشيات او داعش" متذيلا القوائم في كل شيء؛ الاقتصاد، الصحة، التعليم ، الامن ....الخ. والاقدار اولاً وأخيراً بيد مالك الملك.


{وتعزُّ من تشاء وتذلُّ من تشاء}

إرسال تعليق

0 تعليقات