نمير ناطق
الكونسَرڤَتْيڤْ هو الشي الذي يحافظ على الاشياء وممكن ان يكون هذا الشيئ مواد كيميائية ، ويسموها مواد حافظه وممكن تكون عبوات مصنوعه من مختلف الاشياء والاشكال والاحجام والالوان لتحافظ على الشي من التلف ويسموها حافظات وهناك انواع واشكال كثيره من اساليب وطرق المحافظة ولكن اهم نوع من المحافظ او الكونسرفتيف هو البشر !
وهناك من الكونسرفتيفر يغالي بالمحافظه على كل شي وهناك من يحافظ على الاشيا التي لها قيمه فقط وهناك من يصنع الاشياء ويصنع لها قيمه ويصنع منها رمزا ومن ثم يحافظ عليه بعد ان اصبح جزء من تاريخه وثقافته وهو براي المتواضع هذا النوع من المحافظين هو من يصنع التاريخ ويحافظ على كل شي له قيمه تاريخيه . وكلنا نعلم بان اي شي له قيمه تاريخيه تكون قيمته اعلى من القيمه الماديه مثل قطعه اثاث او لوحه فنيه حيث الان بالامكان ان ياتي رسام ويرسم لوحه اجمل وابهى واعمق وبها فلسفه وتاريخ وجغرافيه اكثر من الموناليزا ولكن لايمكن انً تساويها بالقيمه وذلك لانها وقعت بايدي ناس حافظوا عليها وجعلوا منها رمزا للفن وبذلك زادت قيمتها بل اصبحت لايمكنً تقييمها بسعر ، وبالحقيقة هي عباره عن مواد لايتعدى سعر شرائها ١٠٠ يورو او حتى ١٠٠٠ يورو واذا اعطيت المواد لرسام ماهر ممكن جدا ان ياتي بلوحه اجمل منها ولكن سعرها ربما لايتجاوز بضعه الاف من اليوروهات. وطبعا هناك امثله كثيره لاشياء لو اردنا اعاده انتاجها تكون تكلفتها بسيطه جدا وقيمتها رخيصه جدا مثل تقليد المجوهرات الاثريه قياسا بالاصليه. الان نعود للمحافظ وجمعهم محافظين وهولاء انا اعتبرهم من افضل البشر بحبهم لبلادهم واوطانهم وقد ادركوا هذه الحقيقه وقد اسسوا لهم احزاب واشهرها حزب المحافظين البريطاني . وبراي المتواضع ان هذا الحزب استطاع ان يحافظ على ارث بريطانيا ، لذلك انت عندما تمشي بشوارع بريطانيا تجد بسهوله ان هذا الشارع قد تم بنائه وتصميمه وتعبيده قبل خمسمائة سنه وعندما يجري ترميم هذا الشارع حديثا فانهم يعيدون نفس الاحجار القديمه لكي يضل للشارع قيمته التاريخيه ، والتغير الوحيد ان قبل ٥٠٠ سنه كان الشارع يستوعب عربه تجرها الخيول والان نفس الشارع يتحمل باص احمر ابو الطابقين . والشي الجميل بالمحافظين انهم اسسوا ثقافه لشعب جعلوه يستمتع بالجلوس على مسطبه في عمرها ٢٠٠ سنه في حديقه عامه او بوابه حديقه عمرها ٤٠٠ سنه او تسكن في بيت سبق وان سكن به قبلك شكسبير وكلها لها قصص تحكي وتوثق بطريق ملموسه وامام العين .
طفره سريعه ونترك تعريف المحافظ ونذهب الى العوامل التي تجعل من الفرد محافظا !
براي المتواضع الفطره السليمه والتدين الصحيح تجعل منك محافظا على المبادئ والاخلاق وهذه اهم صفتين تجعلك محافظا على تاريخ بلدك وثروته وتكون صاحب غيره على وطنك وترفض تدمير بلدك وتخريب تاريخه ولا تجعل اي انقطاع بتاريخك او تشوهات بل تجعل تاريخك متصل ومتواصل وينتقل بسلاسه من حقبه تاريخيه الى اخرى وحقبه تكمل الاخرى بدون انقطاع من حيث الذوق العام بالادب والازياء والطعام وغيره من البنى الفوقيه للانسان وبالطبع تحافظ على البنى التحتيه للانسان .
المحافظ ، مثل ماقلت بالبدايه يحافظ على الاشياء ويعطي لها قيمه فتصبح جزء من التاريخ . نحن بالعراق بالتاكيد شعب نميل للمحافظه بسبب العاملين السابقين الذين ذكرتهما وهو الفطره السليمه والتدين الصحيح وطبعا توجد عوامل اخرى تشجع ان نكون محافظين ، ولكن براي عندما تمارس طقوس عمرها١٤٠٠ سنه فان محافظ وعندما تحافظ علي القيم والمبادئ والاخلاق فانت محافظ وهذا يقودني بالتفكير بانه لو تركنا نحن العراقيين بدون احتلال وغزو وحروب وتدمير لوجدت جنائن بابل المعلقه مازالت تعطي الثمر وقد حافظ عليها العراقي وصولا الى بانوراما القادسيه الذي لم يعد له ذكر .
كونوا محافظين فان كل زاويه في مدينتك العراقيه هي متحف وكلما ارتفعت قيمة ماتملكه من الاشيا التاريخيه حتي لو خمسين سنه للوراء ببلدك ارتفعت قيمتك انت العراقي .
انظر حولك لقد تهدم كل شي ولَم يعد هناك شي له قيمه واخر شي جامع النوري واذا استمر الحال هكذا فان حتى المدرسه المستنصريه سوف تعرض للاستثمار، ولكن اقول هناك شي واحد هم لحد الان يريدون ازالته وجعله بدون قيمه وهو العراقي عن طريق فك ارتباطه بكل شي له قيمه ببلده ...
كونوا محافظين .
ودمتم بخير
0 تعليقات