كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
أيّها الغافلونَ عن ضوعِ النهارِ أصيخوا سمعَكُم لصرخاتِ استغاثةِ المارّينَ خفافاً فهُم لا يأبهونَ لانكساراتِ الضوء على ظلِّ الفَنَنِ ولهُم حفيفٌ كوقعِ المطرِ علىٰ أرض بلقعٍ إيقاعُهُ في أذنِ عاشقٍ غرّيدٍ يجيدُ التعبيرَ عن هواجسهِ بإتقانٍ شتّان بينَ الضدين ؛ بينَ قريب نائي وبعيد مقترب ومابينَ اقترابِ البُعد وَابتعادِ القُرب بِساطٌ مِن الرَملِ يَستهجنُ خُطاهم فقدْ أوقفوا سواعدَهُم السمر للمُلمّاتِ رغم صديدِ معاولهم المهملةِ ورعافِ سنابلهم الخضر وكتبوا بلسانِ الغيمِ تراجيديا الألم في هجيعِ الليل تمرّدوا على حضن السكون وعلىٰ مركبِ الهجرِ أبحروا إلى شواطئ الكرب يبحثونَ عن نورٍ يقيهم من مدلهمّات الزمنِ المُر فهو يكادُ يتغلغلُ بينَ مضاجعهم وعلىٰ سواحلِ تغربهم يذيقهم شظفَ الزَهرِ يسلبهم عبقريةَ الوردِ تتناغمُ على أكفهم الفراشاتُ تقرعُ أجراسَ الجمالِ تنثرُ على أوراقهم صهيلَ العِبَرِ تداعبُ أساريرَ صباحاتهم المشرقةِ بالضوء وتدقّ آخرَ مسمارٍ في نعوشهم المختومةِ برحيقِ الرماد .
0 تعليقات