عبدالله خالد الفلاحي
مما لا شك فيه ان التكنلوجيا حالها حال بقية العناصر الاخرى لها جانبان احدهما سلبي والاخر ايجابي ، وللانسان الدور المباشر في جعل التكنلوجيا اداة سلبية ام ايجابية حسب طريقة تعامله معها وحسب درجة وعيه في استخدامها ، ولكن بما انها اصبحت متاحة لجميع طبقات المجتمع ولجميع مستوياتهم الثقافية فأن التأثير السلبي هو من سيطغى ، فأذا قمنا بأجراء دراسة بسيطة على اثار التكنلوجيا على المجتمع واخذنا عنصرين من عناصر التطور التكنلوجي وهما ( الانترنت ، الموبايل ) سنجد لهذان العنصران دور بارز في تفكك العائلة والمجتمع .
فمنذ زمن ليس ببعيد كان التواصل بين الناس يتم بطريقة اللقاء المباشر وهذا شيء ايجابي يعزز من الوحدة المجتمعيه ويساعد على تمتين العلاقات بين الناس ويعزز الروابط الاسرية والمجتمعية .
ثم تطور الامر فأصبح التواصل عن طريق الهاتف مما احدث ارباكاً في المجتمع وسبب تباعداً بعض الشيء بين طياته فأخذ يكتفي احدنا بأجراء مكالمة هاتفيه يطمان خلالها على والديه بدل من زيارتهم والتعرف على احوالهم عن كثب ،
واختصرت عيادات المرضى والاطمئنان عليهم بمكالمة هاتفية ايضاً.
ثم تطور الامر اكثر فحل الجوال محل الهاتف وازدادت الفجوة اكثر من ذي قبل ، ثم غزا المجتمع نوع اخر من الهواتف وهي الهواتف الذكية فحلت المحادثات محل اللقائات والزيارات وحل تطبيقات التواصل الاجتماعي محل صلة الرحم ،
فأتسعت الفجوة بين المجتمع واصبحت كالفجوة بين الكواكب وبعضها .
وليت الامر بقي على هذا الشيء بل ملأت هذهِ الهواتف الذكية الغبية بمواقع فساد متاحة للجميع ساعدت على انهيار المجتمع ،
و منحت اماكن صدارة لمسمومي الافكار لبث سموم افكارهم بطريقة معسولة في اذهان الشباب والنساء بحجة انهم دعاة مدنية وحضارة وتطور .
لدرجة ان اعتاد المجتمع على الهاتف الذكي فأصبح من ضروريات الحياة بنظره ، فتسعت دائرة العلاقات المحرمة والفساد الاجتماعي والتفكك الاسري حتى ان اصبحت العلاقات الزوجية الكترونية اكثر مما هي حقيقة وواقعية واصبح بر الوالدين الكترونيا بدل ان يكون واقعياً صحيحاً.
بل وتغيرت مجريات حياتنا جميعها من حياة واقعية الى حياة الكترونية غير واضحة المعالم .
والكل في غفلة ، غير مبالين بحجم الكارثة جاهلين ان لمواقع التوصل الاجتماعي من قائم يقوم عليها يطلع على ادق تفاصيلها يشاهد ما نتبادل من صور وحديث .
فالعجب كل العجب كيف هان علينا ان يطلع على تفاصيلنا الصغيرة والخاصه غرباء بل واعداء ليسوا منا وليسوا من ابناء جلدتنا .
آن لنا الان ان نصحى قليلا ونعود الى رشدنا ونفهم ان وسائل التواصل الاجتماعي ان لم نستخدمها بشكل ايجابي فهي وبالاً علينا واساس في تفكيك اسرنا ومجتمعاتنا وشبابنا .
فأنت يامن وضعت الهاتف الذكي بين يدي ابنائك وزوجتك وبناتك وانت تعلم كل العلم ما تحمله هذهِ الاجهزة من نقمة ولعنة وفساد ،
آن لك ان تراجع حساباتك مع نفسك والا فكن مستعداً لأنهيار عائلتك وضياع ابنائك وفساد بناتك وزوجتك ، ولأنتشار الفساد في محيط عائلتك كما تنتشر النار في الهشيم .
آن لنا ان نفصل بين مفهوم الثقافة والتطور وبين الاجهزة الالكترونية فأن لم تكن مثقفاً بما تحمل في عقلك من معلومات وخبرات، فلم ولن تكن مثقفا بما تحمل في يدك من هاتف وجوال .
آن لنا جميعاً ان نضع حداً للهجمة الفكرية المغلفة بغلاف التطور والتكنلوجيا ، وان نعي حجم السيطرة التي مارسها الاعداء على عقولنا وافكارنا بل و سيطرتهم على اوقاتنا ، فمعظمنا يلهوى الساعات الطوال قابعاً خلف شاشة الهاتف غير مكترثاً لما يدور وما يجري في عالمه غير مهتماً بما آلت اليه اوضاع عائلته .
والادهى والامر من هذا انك حين تناقشه بسلبيات هذا التصرف ينعتك بنعت الرجعية والفكر البالي ويعدك عدو من اعداء الحظارة والحياة المدنية والثقافة والتطور .
0 تعليقات