أسماء المدن العراقية بين التصحيف والتحريف

مشاهدات



الدكتور مهند مجيد برع العبيدي


أصبح العراق وأخباره يحتلان موقع الصدارة في وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمقروءة والمرئية وأصبحت أسماء المدن والقرى والقصبات والنواحي والأحياء والشوارع العراقية فضلاً عن أسماء السياسيين العراقيينوما أكثرهم - على كل لسان وذلك نتيجة لما تشكله القضية العراقية من أهمية كبرى بالنسبة لدول العالم أجمع ، ولكن مما يؤسف له أن غالبية هذه الأسماء تنطق أو تكتب مصحَّفة أو محرَّفة عن نطقها الصحيح وبخاصة في وسائل الإعلام العربية والأجنبية بل حتى وقع في الخطأ عدد من الوسائل الإعلامية العراقية  التي عمدت إلى استقدام ملاكات إعلامية عربية  لا تعرف عن أسماء الأماكن العراقية شيئا، بحيث أصبحت نشرة الأخبار تثير التندر والسخرية بين العراقيين وذلك من أيام (أبو غريب) و(الفلوجة) ،و(الحويجة) و(المحزم)وصولاً إلى جسر( بزيبز) وهذه المشكلة تؤدي إلى شيوع أسماء الأماكن العراقية بين العاملين في وسائل الإعلام المختلفة ومتابعي هذه الوسائل بصيغ غير صحيحة بعيدة بعداً كلياً عن الاسم الصحيح ،  ولعل سبب شيوع هذه الأخطاء في أسماء الأماكن يعود إلى الجهل الواضح بهذه الأسماء من قبل العاملين في وسائل الإعلام أولاً وإلى عدم وجود مرجع يوضح كيفية كتابة هذه الأسماء والنطق الصحيح لها على غرار الكتب العربية القديمة ثانياً مثل معجم البلدان لياقوت الحموي ومعجم ما استعجم لأبي عبيد البكري والروض المعطار للحميري وغيرها التي بينت بشكل مفصل كيفية كتابة ونطق أسماء الأماكن الواردة فيها وضبط ذلك بالشكل والحروف وغيرها. مع العلم أن هذه المسألة لم تكن غائبة عن اللغويين العراقيين المعاصرين وحسبنا أن نذكر أن العلاَّمة محمد بهجة الأثري ألَّف كتاباً كبيراً يوضح فيه أسماء المدن والقرى والقصبات العراقية والتطورات التاريخية التي مرت بها هذه  التسميات ولكن للأسف الشديد ما زال هذا الكتاب المسوم ب" معجم الأقاليم" مخطوطاً ينتظر من يرفع عن غبار النسيان، وللعلاَّمة الدكتور مصطفى جواد والعلاَّمة أحمد سوسة كتاب نفيس في هذا الباب هو " دليل خارطة بغداد المفصل قديماً وحديثاً" وهو كتاب مطبوع، ولكننا في هذا الوقت نحتاج إلى كتاب جديد ينبغي أن يتسم بالشمولية والتجديد ومواكبة الأحداث ليكون خير معين للعاملين في وسائل الإعلام المختلفة،  ونقترح أن يرتب هذا الكتاب ألفبائياً وتضبط الكلمات فيه بالشكل للقضاء على هذه الظاهرة التي تمس شيئاً بالغ الأهمية من هذا الوطن العزيز، ولعل خير من يقوم بهذه المهمة المجمع العلمي العراقي وهذه دعوة نوجهها للقائمين على شؤونه للقيام بهذا الواجب التاريخي وتحمل شيء من مسؤولياته  وتوزيع هذا المعجم على وسائل الإعلام العربية والعالمية  لنضع الكرة في ملعبهم وبعدها لن نعذر أحداً عندما يحرِّف أو يصحِّف في اسم مكان في عراقنا الحبيب.

إرسال تعليق

0 تعليقات