سياسة الأكاذيب

مشاهدات



نزار العوصجي


تعلمنا ان مفهوم السياسة هو "فن الممكن" ، أي دراسة الواقع السياسي والتعامل معه بواقعية و"تغييره" وفقا للامكانيات الميدانية واعتبارات المصلحة الوطنية  ، وليس كما هو الخطأ الشائع بأنه "الخضوع" للواقع السياسي وعدم تغييره بناءً على حسابات القوة والمصلحة .. 

من هنا نجد ضرورة العمل على تغيير الواقع السياسي المبني على الكذب حين اطلقوا تسمية المعارضة على ثلة من العملاء المجرمين واللصوص والمهربين وقطاع الطرق ، من المزورين والهاربين الخارجين عن القانون للتأمر على العراق ، وترويج الاكاذيب وتحريف الواقع لخداع الرأي العام العالمي ، بدفع من الرجعية العربية والحاقدين على العراق .. 


لم يدخر هؤلاء العملاء جهداً لألحاق الاذى بالعراق وشعبه ، فكانوا يطلقون سيلً من الأكاذيب ومنها ما اشيع عن امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل ، ورعايته ودعمه لتنظيم القاعدة ، وضرورة أن يقف المجتمع الدولي وقفة حاسمة ضد هذا النظام لما يشكله من خطر على السلم العالمي ، ليتخذوا منها فيما بعد ذريعة لغزو العراق وتدمير بنيته التحتية ، واعادته الى عصر ما قبل النهضة الصناعية كما كانوا يتعهدون ، وقد فعلوا ما كانوا يصبون اليه ، واسسوا لدولة ديدنها ونهجها التدليس تزيف الحقائق ..


حين يروجون إن ( 300 ) نفر من الدواعش تمكنوا من اسقاط الموصل والسيطرة عليها ، ودحر ( 3 ) فرق عسكرية من قوات الجيش العراقي ( النظامي الجديد ) المتواجدين فيها ، بدون تخطيط وتنسيق مسبق مع رأس السلطة المركزية ( رئيس الوزراء وبطانته ) وبتوجيه من اسياده الفرس ، فاعلم انها اكذوبة ..


حين تسمع ان اعطاء فتوى لتأسيس مايسمى بالحشد الشعبي قد اصدرتها ( المرجعية كما يدعون ) ، وانها جاءت للدفاع عن العراق وشعبه ، والتصدي لخطر ارهاب داعش ، ولتحرير المدن والمحافظات التي سيطر عليها الارهابيين ، و (( حماية اعراض العراقيين )) ، فاعلم انها اكذوبة بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى . لان قاسم سليماني قبل ان يقبر اكد انه اصدر الاوامر بذلك ..


حين تقرأ الشعارات التي تنشر لتشير الى ان مجاميع والوية الحشد الشعبي بكل مسمياتها هي تشكيلات أمنية تنضوي تحت لواء الجيش العراقي ، وتأتمر بأمرة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة ، وتلتزم بالاوامر والتعليمات التي تصدر عنه بحذافيرها ، فاعلم انها اكذوبة ..


حين تسمع ان الميليشيات الولائية بمختلف مسمياتها ، قد تأسست وتشكلت وفق المبادئ الوطنية ، وانها تعمل لخير ورخاء العراق والعراقيين ، وانها لا تشكل خطراً على حياتهم ومستقبلهم ، وان عناصرها وقياداتها من الوطنيين الذين ينتمون للعراق فعلاً ، وانها ليست مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني ، فاعلم انها اكذوبة ..


حين ترى هذا الكم من السلاح المنفلت ، يصول ويجول في شوارع العاصمة بغداد كما في بقية المحافظات ، دون رادع من اي طرف او جهة كانت ، بل على العكس يقابله خوف حكومي من قبل اجهزة الدولة ، وتحاشي ادانته او حتى مجرد النظر اليه ثم يخرج من يتحدث عن فرض سلطة القانون ، فاعلم انها اكذوبة ..


حين تسمع تصريح قيادة العمليات المشتركة الصادم وهو يقول : تفاجئنا بظهور فيديوات وصور على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بحصول انتشار لمسلحين في بغداد، والجهد الإستخباري يعمل على معرفة اسباب الانتشار ومن هم ( ربع الله ) ، فاعلم انها اكذوبة مضحكة ..


حين تسمع احاديث المسعولين ، وهم يتحدثون عن السيادة وهيبة الدولة ، وعدم السماح لاي طرف او جهة المساس بها ، او تجاوزها او تجاهلها ، في حين ان الحدود مع البعض من دول الجوار ، مشرعة ومفتوحة على مصراعيها ، دون حسيب او رقيب ، فاعلم انها اكذوبة سمجة ..


حين تسمع من المزيفين للحقيقة والمزوقين لصورة ما يجري على ارض الواقع ، وهم يتحدثون عن نزع فتيل الطائفية وانتهائها وزوالها الى غير رجعة ، وان المواطنيين متساوون بالحقوق والواجبات ، لا فرق بين هذا او ذاك ، بين دين او عقيدة او مذهب ، بين قومية وعرق وانتماء ، فاعلم انها اكذوبة .. 


حين تشاهد اللقاءات والبرامج المتلفزة التي يتبجح فيها سياسيي الصدفة ، وهم يتحدثون عن محاربة ومكافحة الفساد ، ومحاسبة اللصوص من سراق المال العام والخاص ، واستعادة الاموال المنهوبة لاستثمارها في اعادة البناء ، ورسم صورة وردية لمستقبل العراق مابعد زوال الفاسدين ، فاعلم انها اكذوبة مزوقة .. 


حين يخرج علينا قادة الاحزاب والميليشيات ، من العملاء الذين قاتلوا الى جانب إيران ، ودافعوا عنها في حربها ضد العراق ، وهم يتحدثون عن الولاء للوطن ، في حين انهم كانوا يوجهون بنادقهم واسلحتهم بأوامر من أسيادهم الى صدور العراقيين الشرفاء الذين دافعوا عن الوطن  فاعلم انها اكذوبة مفضوحة .. 


حين تصدق ما ينشر حول نزاهة الانتخابات المقبلة ، وعن الديمقراطية وحرية ابداء الرأي ، واختيار الافضل لخدمة الوطن ، فاعلم انك امام اكذوبة كبيرة ، وان المشاركة فيها جريمة اكبر ..

ستستمر هذه الاكاذيب مادام هذا النظام الذي قام أصلاً على كذبة ، متسلطاً على رقاب العراقيين .. ولكن لن يستمر ، لان حبل الكذب قصير ، وسيزولون ويبقى العراق ولن يصح الا الصحيح ...  


لله درك ياعراق الشرفاء ...

إرسال تعليق

0 تعليقات