المواطن يعاني نقص الدواء ...

مشاهدات



تحقيق : أمير البركاوي


آلام الاصابة بالمرض لم تكن وحدها من ترسم ملامح الحزن على ابناء هذا البلد فالمشاكل كثيرة والمعاناة في تزايد والحلول غائبة من الحكومات المتعاقبة والمواطن هو ضحية سياسات مصالح مشتركة بين احزاب متقاسمة السلطة متناسين واجبهم تجاه المواطن الطموح للتغير لكن بدأ اليأس واضحاً لدى الفرد فنحن لا نرى خدمات جيدة  بل تراجعها الى الاسوأ.

ومن هذه الملفات مشكلة نقص الادوية والمستلزمات الطبية في المستشفيات مما اثقل كاهل المواطن في وقت تعاني فيه اغلب العوائل من ظروف معيشية صعبة ولهذا تم اعداد هذا التحقيق لمعرفة الاسباب والمعوقات التي ادت الى نقص الادوية والمستلزمات الطبية في المستشفيات الصحية واهمية توفيرها للقضاء على هذه المشكلة.  


معوقات ومحاصصة   

ان مشكلة نقص الادوية في  اغلب مستشفيات العراق اصبحت ظاهرة وأرهقت كاهل المواطن في ظل ظروف معيشية صعبة  لذلك توجهنا الى قسم الصيدلة في دائرة صحة النجف الاشرف فكان لنا لقاء بمدير القسم الدكتور حامد حمزة العلياوي فحدثنا قائلاً : ان قلة التخصيصات المالية هي من المعوقات التي تواجه سد النقص الحاصل بالأدوية   والمستلزمات الطبية حيث نحتاج بحدود (12) مليار لسد الاحتياج بينما الان التخصيص هو (6) مليار دينار والمشكلة الثانية هي مشكلة تسجيل العلاج في وزارة الصحة وهذه من المعوقات التي نعاني منها وهي بطئ تسجيل الادوية واجراءاتها والمشكلة الثالثة هي وجود مركز واحد لفحص الادوية في العراق  وهو مركز الرقابة والبحوث الدوائية في بغداد وهذا المركز كان عندما كان نفوس العراق (16) مليون كيف حالياً والعراق (36) مليون نسمة والمشكلة الرابعة هو الخوف من تسلم لجنة المشتريات وقضية التسقيط والخوف من تبعات ذلك.


الكفاءة والاختصاص

ويشير حامد حمزة العلياوي فيقول : ومن الاسباب الاخرى هو عدم وجود الشخص المناسب في المكان المناسب وعدم وجود الكفاءة واختيار الادارة على اساس المحاصصة وعدم وجود التقييم بين فترة واخرى من اجل معرفة الموظف المسؤول كيف يدير العمل وهل هو مبدع في عملة ويجب دراسة الواقع الفعلي والادوات وخطة عمل وتلبية الاحتياج الفعلي من الادوية من خلال معرفة الادوية التي يقوم المواطن بشرائها من المستشفيات ومن ثم العمل على تلبية وتوفير الادوية الغير متوفرة من الادوية مع ضبط الحدود ووضع تسعيرة موحدة للأدوية مع وضع ميزانية خاصة لوزارة الصحة.


المستشفيات واعداد السكان

 عبد الكريم علي مسؤول ملف الصحة والبيئة في مفوضية حقوق الانسان النجف الاشرف تحدث لنا قائلاً : ان المستشفيات الموجودة في المحافظة من مستشفى الصدر ومستشفى الحكيم ومستشفى الفرات الاوسط  والعباسية والحيدرية  هذه المستشفيات لا تتناسب مع حجم الزيادة الحاصل في الاعداد السكانية والنجف  مستقطبة للهجرة داخل البلد وصل اليها اعداد كبيرة من هذه الاعداد ولم يتم زيادة عدد المستشفيات بما يتناسب مع هذه الاعداد  والعامل الثاني انه الخطة الموجودة وميزانية الدولة لا توفر التخصصات للصحة لذلك هناك نقص في الادوية وفي الاجهزة الطبية لذلك عند مراجعة المريض للفحص بجهاز المفراس  او الرنين ينتظر لفترات طويلة  ويدفع المواطن مبالغ تصل الى (50) الف دينار اضافة الى هجرة العقول الاطباء الاختصاص ونظراً للظروف التي يمر بها البلد هاجر الاطباء الاختصاص الى بلدان عربية واخرى اوربية وتقديم الخدمة الصحية من حق المواطن الذي كفلة الدستور العراقي في المادة (15) والمادة (29) والمادة (30) والمادة (31) والمادة (32) والمادة (33) من الدستور العراقي التي نصت على الصحة والبيئة النظيفة.


امراض خطيرة علاج غائب

 معاناة كبرى للعوائل المتعففة من المصابين بالأمراض السرطانية لنقص العلاج وعن هذا  يؤكد  عبد الكريم علي  قائلاً : ان امراض السرطانية في زيادة مستمرة بحالات الاطابة في ظل النقص الحاص  بالأدوية   وعلاجات الامراض السرطانية تكلف مبالغ هائلة تثقل كاهل المواطن وهذه الادوية غير متوفرة في المراكز الصحية والمستشفيات ونسب توفرها في المستشفيات تصل الى 60% ومفقودة بنسبة 40% وعند الزيارة الى مركز امراض السرطان يعتمد على دعم  وتبرعات المواطنين وتبرعات المرجعية  ولا يستطيع المواطن شراء هذا الدواء الذي يكلف (200) دولار للجرعة الواحدة وتضر الطبقة الفقيرة في المجتمع. 


للمواطن كلمة ...

ارتأينا التجول في مدينة النجف الاشرف حيث اللقاء بعدد من المواطنين المارة في احد احياء المدينة لمعرفة اراءهم تجاه مشكلة نقص الادوية في المستشفيات فتحدث لنا منهم قائلاً : 

كرار الفصيلي (موظف ) يقول : ان نقص الادوية في المستشفيات  ارهق كاهل المواطن بصوره غير طبيعية وخاصة العوائل المتعففة وصاحبة الدخل المحدود  والتي تمر بظروف معاشية صعبة وعلى وزارة الصحة ان  تحول المذاخر  الى القطاع الخاص اَي استثمار او تحويل واردات المستشفيات من الوزارة الى المستشفيات ذاتيآ لغرض تأهيلهن أضافه الى تزويد المستشفيات بالأدوية بصورة ابسط.

نور حميد (مدرسة ) تقول : بالتأكيد ظاهرة سلبية وغير مقبولة ولها الأثر الكبير على المواطن وبالأخص الشخص المريض 

خصوصاً في حالة الطوارئ  ويجب توفر الأدوية والمستلزمات الطبية كافة دون نقص لكن اليوم نرى ونعاني من هذه الظاهرة السلبية في جميع المستشفيات للأسف ونوجه النداء لوزير الصحة بتوفير كافة المستلزمات الطبية والعلاجية للمواطن.

علي الجعيفري ( رياضي ) يقول : ان هذه المشكلة من المشاكل التي اصبح يعاني منه المواطن  وباستمرار وقد يأس المواطن وللأسف من كل وعود الحكومات المتعاقبة من ايجاد حل لمشاكل الواقع الصحي بشكل عام ومشكلة نقص الادوية بشكل خاص والخطوة الأمثل  أن تأخذ الدولة  بنظر الاعتبار هذا الموضوع من خلال تشكيل لجان مختصة وبالتنسيق  مع وزارة الصحة  لكي تؤمن علاج الفرد لحين سلامته تماماً. 

ان نقص الادوية والمستلزمات الطبية اصبحت من المعاناة الكبرى لدى المواطن عند مراجعة المؤسسات الصحية لذا على وزارة الصحة العمل على وضع خطط  عاجلة كفيلة بحل هذه المشكلة واختيار الكفاءة والمهنية في ادارة المؤسسات الصحية لكي تتمكن من حل جذري لهذه المشكلة لا حلول ترقيعية ومن العوامل التي فاقمت مشكلة نقص الادوية والمستلزمات الطبية لسنوات هو غياب التخطيط والاستراتيجية المستقبلية لوزارة الصحة ويجب متابعة من قبل الجهات المسؤولة في الوزارة لملف الادوية واعداد قاعدة بيانات لهذه الادوية لكي يتسنى معرفة النقص الحاصل ومتطلبات الادوية التي يحتاجها المواطن  للقضاء على المعاناة الشديدة للفرد والتي دفعته شراء الادوية بمبالغ باهضه الثمن من الصيدليات الخارجية.

إرسال تعليق

0 تعليقات