الشرطة العراقية

مشاهدات



عدي سمير حليم الحساني


يُعتبر نظام الأمن من أعرق الأنظمة في القدم، وتطور بتطور البشرية، وتقدم بتقدمها وفقاً لأوضاعها السياسية، والاقتصادية والاجتماعية، فكانت الشرطة عند الأمم السابقة، مرآة عاكسة لأسلوب الحياة في تلك الأمم واتجاه مسيرتها فبواسطتها يمارسون عملهم في إقرار العدل والطمأنينة ومكافحة إشاعة الخوف والقهر والعمل جاهدة على حفظ الامن والاستقرار.

وقد عملت الدولة العراقية على تطوير جهاز الشرطة، في محاولة منها للوصول بتنظيماتها ورجالها إلى أعلى مستوى، ولذلك شهد عام 1922 مولد تجمع لرجالٌ كانت مهمتهم الاساسية الدفاع الاجتماعي ضد الجريمة بأنواعها المختلفة حيث تطورت بمرور الزمن لتصبح أحد اهم أجهزة الدولة التنفيذية والتي تنفذ السياسة العامة للدولة من خلال تخطيط وتنفيذ سياسة العمل الأمني لرجال الشرطة الذين يتولون تنفيذ واجباتهم طبقاً للخطط الأمنية والاستراتيجية المحددة في اطار القواعد القانونية والادارية والعلمية والتي تحكم عملها على اختلاف أجهزتها ويظهر ذلك جلياً في دورها نحو قمع ومنع الجريمة وتنفيذ القوانين وتحقيق النظام العام بمدلولاته الاربعة والتي تتضمن المحافظة على الأمن العام والصحة العامة والسكينة العامة والآداب العامة، وفقاً للصلاحيات التي خولها القانون لهم مما جعل مهامهم مختلفة ومتنوعة، مما جعلها ذات واجبات متميزة ومختلفة عن مثيلتها من اجهزة الشرطة في الدول (العربية والأجنبية)، وذلك لما تتميز به من مهام استثنائية فأضافه الى التقليدية منها المتمثلة بالضبط القضائي والإداري (الفنية والخدمية والإنسانية والاجتماعية والتنظيمية)، طبقاً للطبيعة المشتركة لمهامهم التقليدية، حيث اصبحت تتدخل في جميع نواحي الحياة المختلفة ليصبح رجال الشرطة في يومنا هذا ذات مسؤوليات كبيرة ومتعددة وما مشاركتهم مع قواتنا العسكرية المتمثلة في الجيش العراقي البطل وجهاز مكافحة الارهاب والحشد الشعبي في خوض معارك شرسة ضد فلول داعش الإرهابية وما سطره رجالها من بطولات وتضحيات الا دليل واضح على استثنائية عملهم من التقليد.

فالرحمة والخلود لشهداء الشرطة العراقية والشفاء العاجل لجرحاها والسلامة لجميع رجالها الابطال، والذين اثبتوا وبجدارة على انهم فعلاً امناء على ارض الوطن وشعبه واصبحوا فعلاً يستحقون تسمية الجيش الذهبي.

إرسال تعليق

0 تعليقات