مروة حسن الجبوري
في ظروف جائحة كرورنا التي تجتاح العالم بكل ما تحمله من المفردات، الجميع يعيش تحت هاجس الخوف والقلق، وليس فقط العالم العربي حتى بلاد الغرب التي كانت ملاذ من الامراض أصبحت اليوم اكثر خطورة من بلاد العرب ليس فقط من المرض وانما مهددة من قبل المتطرفين الذين باتوا يشكلون خطرا كبيرا على المسلمين في بلاد الغرب من ازياد نسبة القتل والاغتصاب اضافة الى التهجير، و منع ارتداء الحجاب في بعض الجامعات ورفض العمل مع المسلمين، وتعرض بعضهم الى الضرب او العنف اللفظي في الشارع العام، على اثر تلك الهجمات التي قام بها بعض المتطرفين، من اطلاق النار على المدارس وترويع الاطفال، وسط هذا المجتمع الذي لا يعرف القتال، وعندما يتم القاء القبض على المجرمين يظهر انهم من بلاد المسلمين او ممن يحملون جنسية المسلمين.
فلماذا الغرب بات غير أمن ومع ذلك يلجأ اليه العرب، تغيرت نظرة الغرب لتلك الديانة الاصيلة ومخالفة القوانين التي شرعها الله والخروج عن السلوك السوي جعلهم اقل حظا واقبالا عند الدول الاجنبية، خوفا من العنف والقتل فهي انتشرت في بلاد المسلمين اكثر من غيرها حتى ان بعض البلدان منعت من ممارسة العبادات وارتداء الحجاب خوفا على مواطنيها من ممارسة العنف، واعتبار ان المسلمين امنين وان بعض المتطرفين لا يعتبرون من الذين ينتمون الى المسلمين الذين يعرفون حدود الله ورسوله والضوابط الشرعية، غير أن الاعلام لم يظهر الجانب الايجابي والمقومات الاصيلة ، فالمسلم من سلم الناس من لسانه ويده فكيف اذا كان مسلم مسالم، وفق سيرة حياة الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وكيف يخطى بنماذج محمدية اصيلة .
انضباط المسلم المسالم في حياته وفق السيرة النبوية :
الاعتذار الصادق : في الواقع ليس كل اعتذار هو صادق، الناضج عقليا هو من يدرك كيف يكون الاعتذار صادقا وكيف يكون هشاً، الاعتذار الصادق لا يصاحبه لوم أو تبرير، الخطأ خطأ، أنا أخطأت وسأتعلم من هذا الخطأ، كيف نعالج الخطأ ونقدم الاعتذار فالمؤمن لا يسيء ولا يعتذر، لا يخجل من مروره في مرحلة تراجع: بالطبع كلنا لا يحب أن يكون ضعيفا، لكن الناضج عاطفيا لا يخجل أن يتحدث فيما يمر به فالإنسان يمر بصعوبات و مشاعر سلبية داخله ، قد تعكس على مظاهره وسلوكه ، بالطبع كلنا لا يحب أن يكون ضعيفا، لكن الناضج هو معرفة الخطأ ومعالجته ، ويطلب المساعدة إذا عجز عن حل مشكلته ولا يرى ذلك نقصاً في شخصيته، ويظهر ذلك جلياً في الناضج عاطفيا من خلال وضع الحدود في تعامل الآخرين معه، وهو تعبير عن حبه المعتدل لنفسه واحترامه لذاته، فهناك خط رفيع لا يسمح للآخرين بتجاوزه، من لا يملك نضجاً عاطفيا يسمح بالتجاوز أو ينفجر بالانفعال تجده يعبّر عن عواطفه بهدوء : من حيث السلب والإيجاب، بشكل واضح وصريح وهادئ، لا يكتم مشاعره، ولا يقمعها، فاتصاله مع مشاعره جيد وواضح وليس متوتر ومشوّش الناضج عاطفياً لا يتصرف في المواقف ومع الآخرين ولا يرد الصاع صاعين، ولا ينتظر من الآخرين أن يتصرفوا بناء على توقعاته وكأن يجب عليهم ذلك، الناضج عاطفياً يفرّق بين علاقة العمل والعلاقة الشخصية ولا يخلط بينهما في التعامل والحقوق والمحاسبة.
من مشكلات (غير الناضج) عاطفياً أنه يجنح نحو شخصنة الأمور، ولا يفرّق بين من يحاسبه من أجل تقصيره في العمل مثلا وبين الهجوم الشخصي عليه فيدمجهما معاً، ويكون رده ونظرته شخصية وأنها إهانة شخصية، أو يدمج بين تقصيره في الأسرة وبين كونها إهانة شخصية.
- إن الناضج عاطفياً عند حدوث مشكلة في بيئة العمل يتحدث فقط عن العمل ولا يتجاوز ذلك، ينما غير الناضج عاطفيا يتحدث عن مشكلة العمل ويتجاوز نحو التجريح الشخصي وتناول شخص الفرد لا عمله، وهذا يفسد العلاقات ويفسد العمل.
كما أن الناضج عاطفيا اذا انتهت علاقته بشخص معين بتصرف بهدوء ويبتعد عن الحقد وايذاء الطرف الاخر ، ويتخلص بسرعة من البكاء على الاطلال تلاقيه متزن وغير متعلق في النهاية ليست المشكلة فيما تشعر فلا يخلو أحد من مشاعر سلبية، المشكلة ماذا ستفعل بهذا الشعور بعد ذلك كسلوك، وهنا الفرق الذي يصنع الفرق بين كونك شخص ناضج عاطفياً أو قاصر عاطفياً مهما كان عمرك الزمني.
المصدر: علم النفس وتطوير الذات، علم النفس وتحليل الشخصية العقلانية
0 تعليقات