تركوا طفولتهم خلفهم،،، وجيل جديد ينشآ في الحجر الصحي

مشاهدات



تقرير أحمد عماد / العراق



تقف احدى الأمهات امام طفلتها التي تبلغ من العمر سنتين حائرة بسبب هذا الظرف العصيب الذي يمر به العالم بشكل عام والعراق بشكل خاص، تناست كل شيء تقريبا سوى امر واحد إثر في نفسها واصابها بالحزن، كيف بإمكان طفلتها العيش في هذا الظرف الذي يتطلب حرمانهم من الاختلاط مع جميع الأطفال او حضور احد أعياد الميلاد، او اللعب بالخارج لمدة معينة، وكيف سيؤثر على نفسيتهم وتشكيلهم او شخصياتهم مستقبلا، يخوض هذا الجيل الجديد صراعآ قاسيا يتمثل بالانعزال التام، وآلالتزام بالتوعيات الصحية الصارمة، والابتعاد عن الأصدقاء والحياة بحد ذاتها، ومع اقتراب أشهر من العزلة الشتوية ، يزداد قلق الآباء بشأن الآثار التنموية للحرمان الاجتماعي المستمر على أطفالهم الصغار جدًا.


رغم قلة توفر أماكن للأطفال للترفيه واللعب في العراق، إلا أن عددآ من العوائل التي تعتني جيدا وتراقب اطفالها بآستمرار، تلاحظ وجود تصرفات مختلفة هذه المرة، وتتعرض تقى عبد الرحمن، ام لطفلة تبلغ من العمر٦ سنوات، لتساؤلات عديدة من قبل الطفلة روان حول متى بإمكانها العودة للروضة مع صديقاتها، ولماذا لا يمكننا الخروج واللعب، وانها تفتقد الكثير من الألعاب، الا انها تلاحظ عليها علامات من الحزن والاكتئاب وتحاول دائما اللعب معها وتغيير الأجواء من حولها متعمدة الذهاب تارة الى بيت جدها او جيرانهم لمحاولة تغيير مزاجها، حيث لاحظت عليها الانعزال التام ، وفي مرات أخرى كثرة الحركة والبكاء والعصبية.


بينما يرى زيدون عبد الله، وابنته ذات ١٤ شهر، انها تقريبا لم ترى الحياة خارج البيت مطلقآ، ولغاية الان ويتسائل كيف ستكون ردة الفعل حينما تخرج والبدء في تسليتها خارج المنزل قليلا. 



وحسب الكاتبة والصحفية مات رايتشل، في تقريرها على نيويورك تايمز بما يخص تاثير فايروس كورونا على الاطفال تقول: " من السابق لأوانه نشر البحوث حول آثار عمليات الإغلاق الوبائي على الأطفال الصغار جدًا ، لكن المتخصصين في تنمية الطفولة يقولون إن معظم الأطفال سيكونون على الأرجح بخير لأن علاقاتهم الأكثر أهمية في هذا العمر تكون مع الوالدين".


وتذكر " ومع ذلك ، فإن عددًا متزايدًا من الدراسات يسلط الضوء على قيمة التفاعل الاجتماعي في نمو الدماغ. تظهر الأبحاث أن الشبكات العصبية التي تؤثر على تطور اللغة والقدرة المعرفية الأوسع يتم بناؤها من خلال الأخذ والعطاء اللفظي والجسدي  من مشاركة الكرة إلى تبادل الأصوات والعبارات البسيطة".


وتقول ستيفاني جونز، اخصائية علم النفس التنموي، بجامعة هارفرد، في تصريح لوسائل اعلام: "أن تكون منعزلاً في المنزل لأشهر هو احتمال مختلف تمامًا بالنسبة لطفل يبلغ من العمر 8 سنوات عنه بالنسبة لشاب يبلغ من العمر 18 عامًا. حتى الأطفال من نفس العمر لديهم اهتمامات واحتياجات وشخصيات مختلفة ، وستكون ردود أفعالهم على الحجر الصحي مختلفة أيضًا. قد يجد بعض الأطفال الذين تعاملوا مع التنمر أو القلق الاجتماعي قبل انتشار الوباء أن التباعد الاجتماعي يعد مصدر ارتياح. لم يرغب الجميع في الذهاب إلى حفلة موسيقية. لكن الآخرين الذين يعانون من مشاكل نفسية أو بيئة منزلية أقل سعادة هم أكثر عرضة للمعاناة من ترك المدرسة أو المخيم، "الأمر يعتمد على العمر ، لكن الأمر يعتمد بشكل أكبر على ما يحدث للأطفال في الواقع عندما يكونون في المنزل". "الأطفال الصغار ، على وجه الخصوص ، هم مقياس ضغط الأسرة."




وتذكر الباحثة الاجتماعية والمعالجة النفسية، ايفون ادوارد، في مؤسسة جيان لحقوق الانسان في العراق: "بحكم مكان عملي وتواجدي سمعت الكثير من الحالات، حيث غالبية الأهالي يعانون من حركة الطفل الزائدة داخل البيت واثناء الحجر الصحي، ،خاصة الاعمار الصغيرة".


وتضيف "ومنهم من كان يشكوا من كثرة المتطلبات وازدياد في حالات العنف مثلا ان يكون الطفل عنيف اكثر على اخوته الصغار، ومن الحالات السلبية انهم يتعرضون للعنف من قبل الاهل بصورة اكبر من قبل، خاصة لو كانوا الأهالي من النوع العصبي او الذي يعنف الأطفال دائما"، مشيرة الى "وعلى العكس كانت هنالك عدة حالات إيجابية منها ان بعض الأهالي تمكنوا من إعطاء المزيد من الاهتمام والرعاية للأطفال، وكان له تاثير إيجابي عليهم".


وتكشف سبا الزبيدي، وهي ام لطفلة تبلغ من العمر سنه واحده انجبت طفلتها الأولى عند بداية انتشار الوباء، وتقول: "كانت ولادتي في ١٣ \١١\٢٠١٩ كان الخوف يتملكني بسبب الماساة التي يتعرض لها الشعب العراقي يوميا، الى قلق كوفيد ١٩ ، في البدء تملكني الخوف بشكل مبالغ عند انتشار الوباء، حتى وصلت الى عمر ال ٦ اشهر مع تعزيز الحماية بالكامل، لكن كثرة انتباهي وحرصي جعلني افكر في تاثير الحجر علي الطفلة، حيث لم اعيره كامل اهتمامي في الأشهر الأولى، وهو وجودها بين ٤ حيطان وبيت واحد وفي حال لو اردت تغيير الأجواء من حولها لم يكن سوى بيت اخر وهو بيت اهلي وعائلتي".


وتذكر الزبيدي " وصلت سبا وهو اسم ابنتها أيضا، الى عمر سنه الواحدة من دون ان يختلط احد بها، كبرت على هذا الشئ، واصبحت اكثر عنادآ وحركة واكتشفت ان لديها فرط في الحركة لانها دائما كانت تتحرك في مكان واحد"، مضيفة " لغاية الان اجهل تاثير الحجر الصحي على اطباعها مستقبلا، وتاثيره عند الاختلاط بباقي الأطفال من نفس العمر عند وصولها الى مرحلة الحضانة".


وتشير الى" ان لغاية الان ادخل في صراع في كيفية خلق الجو المناسب لتعويضها عن فترة الحجر الصحي، وتاهيلها لمواجهة التآلف مع العالم الخارجي، حيث أصبحت سبا مولعة بمشاهدة التفاز، وأصبحت تتعلق بشخصيات كارتونية وتتكلم معهم وتتفاعل معهم وكانهم اصدقائها، وتعتبرهم أصدقاء من الممكن مشاركة يومها معهم".



"ماما مشتاق للناس"

 تلك كانت أولى كلمات طفل يبلغ من العمر ٥ سنوات لوالدته حينما سالته عن اول شئ يريد فعله عند الخروج.


وتكشف مينا حسن، ام لطفل عمره ٦ سنوات، عن "التغيرات التي لفتت انتباهها اثناء الحجر الصحي، حيث ازداد مخزون الطاقة لديه، ولا توجد أماكن لتفريغ تلك الطاقات، خصوصا واننا لا نمتلك مكانا كبيرا للعب او حديقة بامكانه تفريغ تلك الطاقات، اضافة الى العصبية والتوتر".


وتذكر" في احدى المرات وعندما سالته عن العصبية والضيق الذي يتملكه، "اجابني كلبي تعبان"، تقول ترجمتها انه مخنوق لكن قدرته على التعبير تخونه".


وتضيف " فقد شغفه اتجاه الألعاب التي يعشقها حينما كان يلعب بهم لفترات طويلة الان انقطع تماما، ودائما ياتيني بسؤال متى بإمكاننا الخروج". 





بينما كشف تقرير حكومي بريطاني عن "تآثير كارثي لفترة الحجر الصحي على الأطفال".


وأشارت التقارير التي نشرتها هيئة مراقبة التعليم الحكومية البريطانية، إلى أن "فترة الحجر أثرت على المهارات الأساسية والبسيطة اللازمة لأنشطة الحياة لدى الأطفال، بسبب عدم الذهاب إلى الحضانات أو المدارس، مؤكدة أن الأطفال من الفئات الأكثر تضررًا من الإغلاق".


وأوضحت "أنه تم تدوين ملاحظات بعد رصد عدد من المهارات الأساسية مثل استخدام الشوكة والسكين وغيرها، وهو ما يمثل أبرز أوجه التأثر لدى الأطفال".


وقالت كبيرة مفتشي مكتب المعايير التعليمية، أماندا سبيلمان: إن "تأثير إغلاق المدارس في الصيف سيمتد لبعض الوقت"، مشيرة إلى أن "هذا التأثير لا يتعلق بالتعليم فقط ولكن بطرق أخرى تؤثر على حياة الشباب".



وآقامت جامعة الكوفة، كلية التربية للبنات، في محافظة النجف، ندوة عن العاب الطفل وتأثير الحجر المنزلي.


وعقد قسم التربية البدنية وعلوم الرياضة في كلية التربية للبنات، ندوته الافتراضية الموسومة "العاب الطفل وتآثير الحجر المنزلي"، وتناولت الندوة عدة محاور.


أولا - مفهوم اللعب وآهميته للطفل. 

ثانيا - تاثير الألعاب الالكترونية على الناحية البدنية والحركية للطفل خلال فترة الحجر المنزلي.

ثالثا - سلوك الأطفال نتيجة الحجر الصحي في المنزل يوضح هذا المحور السلوك البدني والحالة النفسية للطفل وكيفية تشجيع الطفل على الحركة وتغيير البيئة المحاط بها.

وحضر تلك الندوة أساتذة الجامعات والمختصين في العراق ومختلف الدول، حيث بلغ عدد المشتركين ١٨٠٠ مشترك.





وحسب منظمة اليونسيف العالمية، في دليلها الاسترشادي: حماية الآطفال اثناء وباء فايروس كورونا، تحدثت فيه عن المخاطر على حماية الطفل، قد لوحظت بعض المخاطر على حماية الطفل منها، "اهمال الأطفال وتقليص الاشراف عليهم وازدياد الاساءات والعنف المنزلي الشخصي ضد الأطفال، التسمم وغيره من التهديدات، إضافة الى خطر الإصابة بحوادث منزلية.

وكانت أسباب المخاطر المسجلة، اغلاق المدارس ومراكز رعاية الأطفال، ازدياد الضغط النفسي بين مقدمي الرعاية او تعرضهم للمرض والحجر والعزل، توافر المطهرات السامة والكحول واساءة استخدامها، ازدياد العقبات امام الإبلاغ عن الإصابات المؤذية.


اما المخاطر الأهم هي، "ازدياد خطر الاستغلال الجنسي للأطفال، بما في ذلك الجنس مقابل تقديم المساعدة، والاستغلال الجنسي التجاري للأطفال والزواج المبكر القسري، ضغوط على خدمات حماية الطفل او الخدمات المتعلقة بالعنف الجنساني او نقص إمكانية الحصول عليها".


وكانت الأسباب "تقلص الحماية الاسرية للطفل، تقلص دخل الاسرة او الاعتماد على جهات خارجية لنقل السلع والخدمات الى المجتمع، المسؤولية الاسرية على الفتيات التي تفرضها الأعراف المتعلقة بالنوع الجنساني من قبيل رعاية افراد الاسرة وأداء الاعمال المنزلية". 





وعن تقرير وثقته الأمم المتحدة في العراق باسم: تفاقم مشكلة العنف المنزلي والتحرّش بالقصّر والاعتداء على النساء خاصة في ظل الحبس المنزلي بسبب كورونا.


حيث وثقت الأمم المتحدة في العراق في منتصف الشهر الماضي تقارير عديدة تتعلق باساءات مروعة بحق النساء والفتيات، من بينها اغتصاب امراة من ذوي الاحتياجات الخاصة، واساءة الأزواج لزوجاتهم وتحرش جنسي بالقصر وانتحار بسبب العنف المنزلي.


وفي حين أن مجلس القضاء الأعلى العراقي أصدر عقب ذلك تعميما يدعو القضاة إلى استخدام جميع الأحكام القانونية للردع، بينما ذلك لا يكفي لسد الثغرات، حيث تحمي تلك الحوادث القوانين العشائرية والاعراف والقانون العراقي يرضخ لتلك القوانين.


وبحسب دانييل بيل، رئيسة مكتب حقوق الانسان في العراق، ان "النساء يواجهن تحديات إضافية" وقالت في بيان: " ان إجراءات التقييد التي اعتمدت للتصدي للوباء في العراق زادت من مخاطر العنف المنزلي، وفي الوقت نفسه قللت من قدرة الضحايا على الإبلاغ عن الإساءة والبحث عن المآوى الامن للحصول على الدعم والوصول للعدالة".


ويشير مكتب حقوق الإنسان إلى أنه "في الكثير من الدول غالبا ما تتحمل النساء العبء الأكبر للأزمة، وتأخذ نصيب الأسد من الرعاية والمسؤوليات المنزلية، وقد تواجه السيّدات أيضا صعوبات في الوصول إلى الرعاية الصحية بسبب المشاكل المتعلقة بالوصم بسبب الفيروس، وهنّ أكثر تعرّضا للعنف داخل منازلهنّ".


وتتابع بيل انه كان لحظر التجوال في العراق اثر كبير على حياة النساء وقالت: "لقد تلقينا تقارير تفيد بان بعض النساء لا يمكنهن مغادرة المنزل للحصول على الرعاية الطبية بسبب الوصم والعار الذي قد يجلبنه لاسرهن، ولكن أيضا لان العادات الاجتماعية لا تسمح للمراة بان تكون وحدها في مراكز الحجر في ظل غياب ذكر من اقربائها".


يحظر الدستور العراقي جميع أشكال العنف والإساءة داخل الأسرة والمدرسة والمجتمع، إلا أن قانون العقوبات ينصّ على أن عقاب الزوج لزوجته هو حق قانوني وبالتالي فهي ليست جريمة، وبالتالي كثيرا ما يفلت الجناة من العقاب. إلا أن الحكومة العراقية تُظهر التزاما إزاء تغيير ذلك، إذ يبحث البرلمان حاليا قانون مكافحة العنف المنزلي.


وفي تقرير للأمم المتحدة في العراق فيما يخص النازحين من الأطفال في مخيمات النزوح، ومعاناتهم مع ازمة كوفيد ١٩ قالت: " لم يتمكن الأطفال من مواصلة الدراسة بسبب الإغلاقات وهم مقيّدون بفرص التعليم في المنزل والفجوة الرقمية. وارتفع العنف المنزلي المرتبط بالإغلاقات مما فاقم المخاطر التي تواجهها النساء والفتيات. في كردستان العراق على سبيل المثال، أفاد اللاجئون بارتفاع زواج الأطفال وعمالة الأطفال خلال الجائحة.



وفي استبيان اخر صدر بتاريخ ٣\٦\٢٠٢٠ أجرته دائرة تمكين المراة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء وبمشاركة صندق الأمم المتحدة للسكان عن حوادث العنف المنزلي ، والاغتصاب، والتحرش الجنسي للقاصرين، والانتحار المرتبط بايذاء الزوج.


والذي شمل ١١ محافظة و ٢٨ منطقة رئيسة و٤٢ منطقة فرعية في العراق، حول التآثير لآزمة جائحة كورونا على حوادث العنف الاجتماعي، وآسباب زيادة وتيرة حالات العنف الاسري والحجر المنزلي، ووفقا لنظام إدارة المعلومات فآن ٩٨ ٪ من الناجين ابلغوا عن حوادث العنف المبنى على النوع الاجتماعي هم من النساء، اذ يمثل العنف المنزلي اكثر من ٧٥ ٪ ، تليها الممارسات الضارة ١٠ ٪ ، ثم الزواج المبكر ٨ ٪ .

وهنالك ارقام تبين عدد حالات العنف الاسري المبلغ عنها في مديرية الحماية الاسرية خلال ٦ اشهر من العام ٢٠١٧ ومفارنتها بعدد الحالات خلال ٦ اشهر الأولى من العام ٢٠٢٠


الاعتداء

عدد الاعتداء خلال ستة اشهر من عام ٢٠١٧

عدد الاعتداءات خلال الستة اشهر الأولى من عام ٢٠٢٠

الفرق في عدد الحالات خلال ستة اشهر للاعوام ٢٠١٧ و ٢٠٢٠

اعتداء الإباء على الابناء

١٣٥

١٨٣

+ ٤٨




وبحسب التقرير فآن محافظات: نينوى، ديالى، كركوك، دهوك، قد سجلت اعلى الاعداد الخاصة بحوادث العنف المنزلي، بنسبة ٩٤ ٪ من الحوادث التي تم الإبلاغ عنها في ظل الازمة الوبائية.


وان محافظات : كربلاء ، النجف، بابل، ذي قار، بحاجة متزايدة لتوفير خدمات متخصصة للعنف، لان تلك المحافظات لم يبلغ فيها عن وجود حالات او انها تعاني من وجود محدود لخدمات العنف علي أساس النوع الاجتماعي.


يفتقر العراق الى أماكن للاهتمام بمراكز الدعم النفسي ، ورفع مستوى الجانب النفسي لفئة المعنفيين من النساء والأطفال، ورفع درجات الوعي خاصة في الطبقات الشعبية والفقيرة من المجتمع العراقي ومحطات معتمدة لدى الدولة على رصد واستقبال حالات التعنيف اذ تستغل مراكز الشرطة الكثير من الحالات التي تلجآ اليها ويتعرض الضحية الى الابتزاز او سوء المعاملة او الاستغلال. 

لم يواجه العراق أزمة وبائية منذ عقود طويلة؛ وبالتالي لم تتشكل خبرات مؤسسية أو مجتمعية للتعامل مع الأوبئة، والعدوى السريعة الانتشار تمكنه من الاستجابة السريعة وبكفاءة عالية ومحيطة بكل المشكلات والعواقب المحتمل ظهورها، تجعله أكثر قدرة على احتوائه ومواجهة تداعياته الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.

خلفت الأزمة الوبائية والطرق المتخذة لمواجهتها الكثير من التداعيات التي من المحتمل أن تعمق التفاوتات الاجتماعية بنحو عام والتفاوت ما بين الجنسين على وجه الخصوص وتفاقم عوامل الخطورة التي تزيد من احتمال تعرض النساء والأطفال للعنف، والكثير من هذه التداعيات ممكن احتواؤها أو التقليل من آثارها السلبية فيما لو كُشف عنها، وتحليل المتغيرات المتعددة التي من المحتمل أن يكون لها تأثير على مسارات الوضع في العراق خلال جائحة كورونا وما بعدها.

وعلى الرغم من الوفرة في عدد الكتابات والتقارير الحديثة بشأن التداعيات المحتملة للأزمة الوبائية، غير أن المعاينة الميدانية في العراق للآثار الجانبية المترتبة على جائحة كورونا، والعنف المبني على النوع الاجتماعي خلال هذه الأزمة محدودة جداً، وهناك ندرة في الدراسات والبحوث التي تقدم وصفاً واقعياً ومبنياً على التحقق الميداني للظاهرة، وهو ما يشكل واحداً من أهم التحديات في التصدي للعنف المبني على النوع الاجتماعي والعنف الأسري خلال الجائحة.

أعدت دائرة تمكين المرأة بالتعاون مع صندوق الامم المتحدة للسكان تقريراً خاصاً عن أثر الأزمة الوبائية الراهنة في زيادة حوادث العنف المبني على النوع الاجتماعي، وأعد معهد المرأة القيادية استطلاعاً بشأن النساء والفتيات في ظل جائحة كورونا شمل 2500 امرأة في أربع محافظات.


في المقابل هناك ضعف واضح في خدمات الاستجابة للمشكلات النفسية واضطرابات ما بعد الصدمة في العراق عموماً؛ بسبب نقص الملاكات المؤهلة والمدربة على طرق العلاج الحديثة.

فهناك طبيب نفسي واحد لكل ربع مليون شخص، وإخصائي نفسي لكل مليون شخص، وإخصائي اجتماعي لكل نصف مليون بحسب منظمة الصحة العالمية لعام ٢٠١٤

فضًلا عن وجود ضعف في الوعي بقضايا الصحة النفسية وعزوف عن طلب العلاج؛ بسبب وصمة العار التي تحيط بتلقي خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي، التي تمنع الناس من طلب المساعدة، أو عدم المعرفة بوجود خدمات للصحة النفسية، وقد بينت التقارير بهذا الشأن أن نسبة كبيرة من السكان لا تعرف آليات الحصول على الدعم النفسي، والاعتلالات النفسية غير مألوفة بالنسبة لهم، وهناك عدم معرفة حقيقة أن بعض الأعراض مثل العدوانية قد تكون نتيجة للضغوطات النفسية. يترافق ذلك كله مع عدم وجود نظام وطني لإحالة المرضى، وعدم تضمين خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي في السياسات الحكومية، وليس هناك تواصل وتنسيق بين مختلف الجهات المعنية بقضايا الصحة النفسية. 




https://www.theatlantic.com/family/archive/2020/06/how-quarantine-will-affect-kids-social-development/613381/

تصريح ستيفاني جونز، اخصائية علم النفس التنموي، بجامعة هارفرد



https://www.unicef.org/media/66281/file/ARABIC_Technical%20Note:%20Protection%20of%20Children%20during%20the%20COVID-19%20Pandemic.pdf


تقرير اليونيسيف


https://news.un.org/ar/story/2020/05/1054782


رابط تقرير الأمم المتحدة في العراق.


إرسال تعليق

0 تعليقات