أدهم الشيتاني / كاتب مصري
ظل اعتبار المشروعات الكبيرة في معظم عقود القرن العشرين أساس التنمية الاقتصادية الحديثة، وظل قطاع المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر يعاني كثيرا من التجاهل إلى أن بدأ الاعتراف بأهمية هذا القطاع بتزايد مؤخراً من قبل المنظمات المحلية والعالمية، وذلك بسبب موجة التحولات الهيكلية وتقليص دور القطاع العام.
وقد ساعد على زيادة الاهتمام بهذه النوعية من المشروعات ودعم إنشائها مرور الاقتصاد العالمي بالعديد من الأزمات، كأزمة الغذاء وأزمة الطاقة والأزمة المالية العالمية وتداعياتها الاجتماعية، لذا اتجهت معظم دول العالم إلى الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر واعتبارها طوق النجاة، وبالتالي تعتبر المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر الخطوة الأولى لأى مجتمع يرغب في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية بصفة عامة، كما تعتبر اللبنة الأساسية لقيام المشروعات الكبيرة، ولكن هذا يعتمد على توجيه الدعم المناسب والملائم لطبيعة عمل هذه المشروعات وجعلها قادرة على المنافسة في ظل هذه التحديات الراهنة، من سياسات إغراق وهيمنة المستثمرين الكبار على سوق الأعمال، والضغط القائم على المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ولتلبية رغبات الأفراد وشباب الخريجين في الاستقلالية وتحقيق طموحاتهم بما يساهم في معالجة أهم المشكلات الاجتماعية التى تمر بها معظم الدول النامية ومنها مصر.
وأخيراً تظهر أهمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر كونها المحرك الأساسي لعملية التنمية المستدامة للدول النامية، وقد ظهرت هذه الأهمية جلية في دول جنوب شرق آسيا، حيث قامت نهضتها الصناعية التي تشهدها الآن على المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودعمها، التي بات اعتمادها عليها الآن من أهم أسباب تنامي معدلات النمو .
0 تعليقات