من ينقذ الطفولة في العراق

مشاهدات



ابراهيم المحجوب 



عندما كنا نعيش طفولتنا في ستينات وسبعينات القرن الماضي كان الفقر شديد وملازم لنا ولكن وجود عوائل متماسكه خلقت ظروف تراعي حقوق الطفولة وبصورة عفوية.. ولم يكن الاطفال في حينها يشعرون بقسوة الظروف في اجسادهم ورغم الفقر الا ان الحياء كان موجود ولم تقبل العوائل بشكل عام على اطفالها كثير من المهن الشاقه او مهنة معيبة كمهنة التسول وهذا دليل قاطع على عدم تقبل تلك العوائل لاطفالها العوز او الشيء المعيب... عكس مانعيشه اليوم من حالات سلبيه مع الاسف الشديد حيث نشاهد يومياً المئات من الاطفال مشردين في الشوارع وخاصة التقاطعات عند الاشارة الضوئية وعندما تتوقف السيارات للحظات يسارع اليك العشرات منهم قسم يستجدي بطريقة ماء الوجه والآخر بطرق ملتوية كغسل جام السياره او فرض بيع مادة الكلنس او بيع العلكة بالاكراه... والاكثر ضراوة ومفطر للقلب ان هؤلاء الاطفال يبقون صيفا وشتاء في هذه الاشارات الضوئية دون اي دوام في عمل معين او الالتحاق في المدارس... وتشاهدهم طوال فترة النهار مشردين وتسمع الكلام البذيء بينهم دون رادع او خوف والظاهر للعيان ان عوائلهم اصبحت لايعني لها مفهوم الإنسانية اومعنى الطفوله بحق هؤلاء الاطفال 

لامن بعيد او قريب بشيء.....

ان المسؤولية اليوم تقع علينا كمجتمع وقبلنا المسؤول الاول العائلة كونها المجتمع المصغر لهم وكذلك الدولة رغم ان دولتنا تدعي ومنذ سنوات  الإفلاس وانها ليس بحال افضل منهم فنسمع يومياً الاقتراض والسلف من البنوك العالمية والمحلية وهذا اذا دل على شيء فانه يدل على ان حكومتنا لاتعرف عن الطفولة وقوانينها شيء..... 

ان اطفال اليوم وخاصة ابناء العوائل المهزوزة او المعدومة او التي غلبتها الظروف الإنسانية يعيشون في الطرقات تحت زمن الحاضر وهم مشردون وينتظرهم مستقبل مجهول فماذا يكون مستقبل التعلم من الشوارع وان جوامعنا ومساجدنا ملتزمة بالصمت وكأن المسألة لاتعنينا كمجتمع اسلامي ويجب التدخل ومساعدتهم شهريا بمبلغ بسيط من مبالغ التبرعات.. واما شيوخ القبائل ومع الاسف فانهم يميزون الغني والمسؤول على هؤلاء والا فانه باستطاعتهم تشريع احد اعرافهم يمنع ويعيب هذه الظواهر ويقومون بجمع مبالغ بسيطة تدفع لهذه العوائل بصورة شهرية تسد لهم رمق العيش اذا كانوا فقراء ومنعهم باي طريقة اذا كانوا عكس ذلك وانا ارى ان اغلب العوائل الميسرة تقبل بذلك.. وان التعاون بين الجميع من مسؤولي الدولة وعلمائنا الافاضل في المساجد وشيوخنا الاجلاء في دواوينهم العامرة ووسائل الاعلام الهادفة سوف يخلق مجتمع غير ملوث خالي من التشرد والتسول والضياع.... 

وان ننقذ الطفولة لهؤلاء الذين اصبحوا يعيشون حياةً بدايتها معيب ونهايتها اما القتل او السجون.......

إرسال تعليق

0 تعليقات