المشاعر بين الافراط والتفريط

مشاهدات



امل مصطفى 


تُعرَف المشاعر بأنها تجربة واعية تتميز بالنشاط العقلي الشديد، وبدرجة معينة من المتعة أو المعاناة.

أما العطاء فهو إنك بكل حب تبادر بتقديم كلّ ما تستطيع لمن تُحبّ ، لتُعطيه رسائل مباشرة وغير مباشرة بين الحين والآخر، تُعلمه بمدى مكانته عندك، ومدى تقديرك وحبّك له. فقط تعطى بكل ما فى قلبك من حب وحرص لتدوم تلك العلاقة وبدون مقابل ، مقابلها فقط انك تود وتتمنى الا تندم يوما على هذا العطاء وهذه المشاعر المتدفقة امنيتك فقط ان يكون اختيارك صحيحا مفعم بكل ثقة بان عطائك فى محله ولا يتخلله الندم ..

وللعطاء أنواع مختلفة مثل العطاء الماديّ، الكلاميّ والمعنويّ المجرّد.

إننا  ننشأ وفي إعتقادنا أن السعادة في الأخذ ثم نكتشف أنها في العطاء. ومن المؤكد إننا  لا نقدر  أن نعيش بدون مشاعر أو عطاء ، لكن بكل تأكيد المشاعر والعطاء قُدرات وأيضاً نسبة وتناسب .

 بمعنى: هناك مَن هو قادر على البوح بمشاعره وهناك مَن يخشى بالبوح بها.  

أيضاً العطاء هناك مَن يُعطى بسخاء وهُناك مَن هو حريص أو بخيل .!!

وهُنا يجب الجرص والحذر من الإفراط فى المشاعر والمبالغة فى العطاء، لنتلاشى ما ينتج عن هذا الإفراط من مشكلات وكوارث.قد تؤذى مشاعرنا وتجرح كبريائنا ونندم بكل اسف على ما حمله القلب من مشاعر وما حملته النفس من امل فى بقاء تلك العلاقات كذلك الشعور المؤسف بان مشاعرنا قد امتهنت  مع من لا يقدرها ...

لو هناك إفراط فى المشاعر ليس شرطاً أن تجد نفس الشعور من الطرف الآخر بل من الممكن أن تجد العكس تماماً، وهنا قد تُصاب بصدمة لم ولن تكُن تتوقعها.

لذلك يجب الإعتدال والتوازن عاطفياً وأيضاً إجتماعياً.

وكلنا نعلم جيداً إن الإنسان المعتدل والمتوازن هو بكل بساطة، الذي يفرح لفرح الآخرين، ويحزن لحُزن الأخرين، مع عدم الإفراط أو التفريط في تعبيره عن عواطفه .

و لديه القدرة على التحكم فى عواطفه ، ويَعى تماماً أن هنالك فوارق إجتماعية وفكرية وبيئية تحدد مسار التحكم في العواطف.

لذلك يجب الوسطية والتوازن فى كل أمور حياتنا.

كما أن المبالغة فى العطاء شيئ غير مرغوب فيه ومن الممكن أن يفقدك الشخص الآخر الذى تبالغ فى العطاء معه.

وكما يُقال مَن زاد عن حده ينقلب لضده.

لذلك يجب الوسطية والإعتدال والتوازن عاطفياً وإجتماعياً.

بالفعل يوجد البعض اللذين يفرطون فى كل شيئ. وهناك البعض الآخر لا يعرفون للمشاعر ولا للعطاء أى معنى. وقليل ما نجد الوسطية فى والإعتدال فى بداية أى علاقة.

على سبيل المثال "الصداقة" هناك الكثيرين فى بداية صداقة جديدة يفرطون فى مشاعرهم وعطاءهم  واللقاءات والهدايا وفى كل شيئ وليس هذا فقط بل بيبتعدوا عن الأصدقاء الآخرين وبصراحة بيكون سلوك غير مقبول..!!

والنتيجة هنا طبعاً بتكون معظمها سلبية أو لتنتهى بعدم نجاح العلاقة، وهنا تحدث الكارثة لإن هذه النوعية بيُصدَموا  صدمة لا توصف وفى نفس الوقت بيكونوا على يقين إنهم أفرطوا وبالغوا فى شكل العلاقة أو الصداقة.والكارثة الأكبر عندما يكتشفوا إن مَن أفرطوا معهم فى العطاء والمشاعر أنهم لم  يستحقون، بل ويتفاجئون بالغدر بالخِسه والندالة والغيرة والحقد منهم وهنا الصدمة الشديدة. .!!

لذلك من المهم جداً أن نعود أنفسنا  أن لا نتعجل بالإعجاب الشديد والمبالغة فى أى علاقة حتى نتأكد من الطرف الآخر ، بمعنى هل يستحق أن يكون صديق..ان يكون قريب .. وان يكون حبيب !!

وأيضاً نتعلم عندما نتعرف على أصدقاء جُدد لا ننسى

 " أصدقائنا  القدامى "

لإن هذا تصرف غير أخلاقي ولا يصح.

لإنك فى الأخر بترجع لهؤلاء الأصدقاء وبيكون موقفك محرج.

كما يجب أن نتذكر دائما إن الناس معادن ، وهناك معادن أصيلة تظل براقة مها حدث لها.

وهنا معادن أخرى سريعة الصدأ..!!

فكروا جيداً وتوخوا الحذر الشديد وإدرسوا الناس جيداً قبل بناء أى نوع من العلاقات ..

فالعلاقات كالعصافير ان امسكتها باحكام تموت وان امسكتها بتساهل  تطير فقط امسكها بعناية ، وستبقى معك الى الابد ...

إرسال تعليق

0 تعليقات