محطات من مونديال_قطر2022

مشاهدات


 

موفق الخطاب
           
سنتناول في هذا المقال جوانب عديدة لهذا الحدث العالمي وبعيدا عن الاجواء والتقاطعات  السياسية والتي لا تعنينا كشعوب عربية في شيئ.
فكما يعلم الجميع فإن هذه البطولة قد أقيمت ولأول مرة فوق أرض دولة عربية هي الشقيقة قطر على الرغم من مراهنة الكثير على فشلها أو عرقلتها، إلا أن إصرار الجانب القطري القيادي والشعبي أسقط كل تلك المراهنات وكانت هذه النسخة من مونديال كرة القدم بحق من أفضل الإستضافات منذ إنطلاق نسختها الأولى، وستحرج قطر أي دولة ستستضيف النسخة من بعدها.

دعوني سادتي أنقل لكم مشاهداتي منذ دخولي الشقيقة قطر براً  قادما اليها من مملكة البحرين العزيزة عبر المملكة العربية السعودية وصولا الى  منفذ سلوى الحدودي ولحين مغادرتها  مع إنتهاء فعاليات كأس العالم.

فبعد وصولنا المنفذ البري تم استقبالنا بسلاسة و بوجوه بشوشة وترحاب من الإخوة الأشقاء  في الجانبين السعودي  والقطري ، ففي الجانب السعودي فقد تم تهيأة ساحات كبيرة  لإيواء سيارات الزائرين لتقلنا بعدها حافلات سبيتكو الى المنفذ القطري الذي يستقبل زواره بالترحاب والابتسامة  ثم  أخذنا بعدها قسطا من الراحة في خيام عربية تشم عن بعد ريحة القهوة العربية  بالدلال على مناقل الخشبية مع انواع التمور والدبكات والاغاني العربية في أجواء ساحرة ، لنتوجه بعدها الى مكاتب خدمة لتزويدنا بشريحة هاتف معبأة برصيد وانترنت  ثم التوجه لركوب الحافلات  الحديثة الى مركز المدينة وكل ذلك مجانا.

وبعد ساعة من الزمان تلألأت أمامنا أضواء مدينة الدوحة الجميلة بأجواءها الساحرة ليرشدنا رجال المرور و الأمن الى الطريق السالك الى المترو وهو كذلك بالمجان، وقد أبهرنا ذلك المترو بدقة تنفيذه ومواعيده ونظافته وخدماته.
 
في اليوم التالي اجرينا صباحا جولة في الدوحة بدأً من سوق واقف الشهير ومرورا بكورنيشها الساحر والتجوال في منطقة كتارا الجميلة وبرجها الفندقي الفخم بشكله الهندسي وموقعه على البحر، ثم عرجنا الى مدينة ودرب وبلاج لوسيل المبنية وفق ارقى طراز و توقفنا عند أهم معالمها  وهو استاد لوسيل العملاق كأحدث ملعب في العالم من حيث التصميم كتحفة معمارية فريدة المزود بكل وسائل الراحة من تبريد وإضاءة وفخامة تأثيث وإنسيابية في الدخول والخروج والذي جرت فيه المباراة النهائية بين منتخبي الأرجنتين وفرنسا و إنتهت بفوز الأرجنتين بالبطولة بركلات الجزاء.
 وكذلك اطلعنا على العديد من الملاعب المبنية وفق أحدث التصاميم العصرية وخاصة إستاد 974 بفكرته الفريدة وكانت خطوة رائعة من أميرها بالإيعاز بتفكيكه وإرساله الى تونس كهدية منه لشعبها.

كل شيئ في المدينة كان مخطط  له و مصمم ومنفذ بدقة عالية وتكاد تكون قطر اليوم  مدينة مثالية على مستوى العالم بإحتوائها على مطارها العصري ومترو حديث و جسور وانفاق وشوارع وأسيجة وأرصفة وحدائق وإنارة ومطاعم وفنادق  وبلاجات واماكن ترفيهية مع إنسيابية في حركة المرور وبنى تحتية متكاملة  وخدمات متنوعة على مدار الساعة.

 وقد سعت دولة قطر جاهدة لفك الاختناق متوقعة زيادة الطلب على الفنادق فتعاقدت مع كبريات الكروزات الفندقية  العملاقة لترسو عند موانئها، لكن ومع ذلك ولتدفق ملايين المشجعين من كل دول العالم قد أحدث إرتفاعا كبيرا في أسعار الفنادق لتتضاعف اسعارها بشكل ملفت للنظر.

هذا على مستوى التنظيم أما على مستوى الإدارة والنتائج :

فقد تمكنت دولة قطر من فرض ارادتها وتفعيل قوانينها على ارضها فكانت صارمة جدا مع المخالفين لذلك ولم تقع فيها أي حادثة ملفتة للنظر طوال فترة البطولة وعيونها ساهرة على راحة وخدمة جميع زوارها على مدار الساعة وهذا بحد ذاته يمثل إنجازا عظيما تعجز دول كبرى عن الإيفاء به.

كما أنها وقفت بحزم ضد أي مظهر من مظاهر الانفلات والعربدة والمجون.

كذلك لاحظ الجميع تعاطف الجماهير مع القضية الفلسطينية وتم رفع علم فلسطين عاليا  في جميع الملاعب والساحات، وقد فشل الإعلام الإسرائيلي من أن يجد له  أي  قبول أو موطئ قدم بين الجماهير وتيقن من موقف الشعوب العربية الرافض له وأنه كيان مغتصب .

أما عن أجمل وأغرب نتائجها في آن واحد:

فتمثل في التصفيات عندما  تألق ‎المنتخب السعودي و هزم ‎المنتخب الأرجنتيني حامل الكأس!
وكذلك ‎فعلها المنتخب التونسي بفوزه على الوصيف الفرنسي.!
أما  ‎المنتخب المغربي  فقد ابلى بلاءً حسنا عندما رفع رأس العرب عاليا في أدائه وأخلاقه و وصوله الى نصف النهائي.

وقد أبهرت ‎قطر العالم بتنظيمها ومحاربتها للشذوذ و ‎المثلية التي حاول واستمات البعض لترويجها داخل وخارج الملاعب وهذه حسنة تحسب لهم .
 بل انها على النقيض من ذلك فقد جندت وكثفت من الاعلام الهادئ والهادف للتعريف بالقيم العربية و بالدين الإسلامي وسماحته الذي سعى الغرب جاهدا  لتشويهه.

 وتكلل كل ذلك النجاح  حينما توج أميرها وبخطوة كبيرة وذكية عندما قام  بإهداء ‎اللاعب الأرجنتيني حامل الكأس(  ميسي ‎) العباءة العربية وأعانه على إرتداءها أمام العالم بأسره والذي كان يتابع هذا الحدث التأريخي من خلال شاشات العرض لتحفر في ذاكرة العالم والغرب على وجه الخصوص ذكرى عظيمة ورسالة هادفة و عميقة توضح إقتدار و شهامة وكرم ونبل وعزيمة العرب وأنهم ليسوا بأقل شأنا منهم أو من أي أمة.

‏شكرا  ‎لقطر وشعبها العربي المسلم على الضيافة و روعة التنظيم ل ‎#مونديال_قطر_2022
فقد وعدت ونفذت و وفت و رفعت رأس و راية العرب عاليا.
شكرا لمنتخباتنا العربية لأدائها الراقي.
شكرا  للأسطورة ميسي ومحبيه على ما امتعنا به من لعب كأعظم لاعب شهدته البشرية.
شكرا لجميع المنتخبات المشاركة وشكرا للفيفا..

والى الملتقى مع كأس العالم في نسخته المقبلة داعين الله  للجميع بالصحة وطول العمر..

إرسال تعليق

0 تعليقات