انامل الامل (اختلاف الثقافات)

مشاهدات

 





 تغريد خليل المعموري

  خطوط الطول ودوائر العرض والحدود الدولية والإقليمية وضعت اختلافات بيننا ورسمت لكل دولة وقارة صفات مغايرة عن الأخرى بل اطغت تلك الحدود صفات بشرية مغايرة لكل منا أعطت الطابع العام لتلك الدولة او لتلك القارة حتى لون البشرة واللغة والملبس والمأكل بل حتى الديانة في بعض القارات. . سقطت كل تلك المكونات لتعد لنا طبق شهي في قدر اسمة الانامل الصغيرة تلك الانامل التي ستنضج وتصبح جاهزة ليلتهمها المجتمع بكل معتقداته وسياساته وصراعاته وافكاره المتضاربة سواء من اجل السلطة او المال او الفكر او المنصب وكلها تذهب الى اتجاه واحد لا غير محاولة تحقيق الطموح والهدف  . . وسط ذلك كله نرى شخوص مقالتنا  ( كين و اركان ) من هم ؟؟؟
(اركان) طفل صغير لا يتجاوز التاسعة من عمرة ومازال في الصف الثالث الابتدائي اركان طفل لعائلة لا نقول غنية بل متوسطة الحال استطاعت ان تشق طريقها وسط ظروف الحياة الصعبة والصرعات والنزاعات السياسية والمادية والطائفية وكل ما مرت به الدول العربية في معظم ارجاءها  رغم ذلك استطاعت ان تحافظ على ما بقي لديها من قيم حتى ولو دون تعصب ومارست أساليب التربية المتنوعة مع اطفالها ،اركان خرج  للحياة وسط تلك الاسرة وشق طريقه الى المدرسة مع ما تعلمه من المحيط الذي تربى ونشأة ضمنه، في ليلة كأحد الليالي المعتادة التي تمر بها العائلة  في نهاية كل يوم  الاب يصرخ لما المنزل هكذا بعد ان اتممتم اللعب لماذا الألعاب هكذا في الأرض وكتبكم واقلامكم واقلام التلوين انه منظر لا يسر العين صرخ الاب وهو يطالب اركان بان يساعد امه في توضيب الألعاب والكتب التي بقي يبعثر ويلعب فيها منذ رجوعه من المدرسة وبعد ان انهى كل فروضه المدرسية جلس اركان وهو يقلب الموبايل كفترة راحه قبل النوم ومكافاة له لأنه انهى دروسه . . وليكف عن الالحاح والتذمر اليس تلك صورة مرت على معظمكم ؟؟؟ما نفك الاب يصرخ دون جدوى حتى اضطر الى مساعدة الام وهو منهك من عمل الصباح والعمل في البيت يرمم وينجز اعمال الاخرين فالأب مجرد عامل للديكور والتصميم وهو امر لابأس به كوظيفة وذات مردود جيد. .  والام قد انهت دراستها الجامعية لكنها لم تتوظف بل اكتفت بان تمارس دور الام والمربية داخل ارجاء البيت وفي معظم حالاتها تناست نفسها وسط زحام البيت والأطفال والاهل ولالتزامات العائلة  في اليوم الثاني جهزت الزوجة الأطفال وذهبوا الى مدارسهم وهناك نرى شيء يتعجب له الولدان الذين شابو وهم ولدان اركان ما شاء الله كله نشاط ويساعد زملائه حتى من لا يحتاج اليه وعندما يحين وقت واجبات التنظيف كممارسة للتسلية والتعليم يمارسها لأنه يعتبرها ((((تسلية)))) مع زملائه وهي فرض في المدرسة فقط للإبهار وليبرز عضلاته كطفل متميز امام اساتذته وزملائه هكذا كانت شخصية اركان لماذا يا ترى لعلنا نسأل او لا نسأل فمعظم أطفالنا هكذا اليس كذلك ؟؟؟
(كين) طفل لعائلة اسيوية فقيرة اعتاد ان يذهب الى المدرسة مشيا على رجليه او بالباص رغم المسافة الطويلة التي يقطعها وصولا الى مدرسته كان كين يستمتع اثناء رحلته الى المدرسة لان ذاهب الى وجهة يحبها ويقضي فيها ساعات طوال وكالمتعاد كان يمضي تفاصيل يومه الدراسي كبقية الطلاب لم يكن بذاك التفوق لكن لا بأس به كمستوى لفتى في مثل سنه كين مثال للطالب الذي ينظم وقته من حيث الفروض والواجبات لكنه لا يلبث ان يعطي لنفسه الوقت لكي يمارس هواياته بتشجيع من والديه وهو مثال للفتى المنظم عندما انتهى يومه الدراسي لملم اشياءه وهم الى البيت بعد ان اوشكت الساعة قرابة ال5 مساءا فكما هو متعارف عليه يوجد فارق كبير بين نظام التدريس في بعض دولنا عن دول شرق اسيا ، انهى طعامه ودون ان يطلب منه اخذ يلملم الصحون مع امه وابيه وما انفك ان يشاهد اباه وهو يقف الى جانب امه في المطبخ رغم انها سيدة ربة منزل وهذا كما يقال عملها رغم اني لا اعلم من اين اتى مفهوم هذا عملها !! المهم بعد ذلك اخذ يخرج كتبه وينظم ملابس الغد وأيضا دون ان يطلب منه وجلس يتكلم مع ابيه في شؤون اكبر من عمره كون والده يعمل صحفي ويستمع الى آرائه ونقاشه مع الام بصورة مستمرة والدة كين لم تنهي دراستها المتوسطة رغم ذلك تتحاور مع الاب وبأسلوب يجعلك تعتقد انها قد انهت دراسة جامعية لكنها ما تنفك ان تقرأه وبشكل مستمر أي كتاب تقع عيناه عليه رغم صعوبة حياتهم الا نهم وجدو الملاذ لركن في البيت ليشعروا به بالطمأنينة والراحة الفكرية داخل اركان المنزل المتواضع الصغير.  .   .    
لعلكم اخذتكم بعض من الصور التي اريد قولها وللذي لم يأخذ تعالوا لنبصر حقائق الأمور التي يراها الكثيرين غير مهمة وتصبح لها أهمية قصوى بعد ان نصطدم بواقع الحياة :- اركان فتى مدلل لأسرة جيده الحال كين فتى غير مدلل لأسرة تحت المتوسطة الحال الام لدى اركان متعلمة الام لدى كين غير متعلمة او جامعية الاب يعمل خارج المنزل وداخله أي يكون امام أولاده بصورة شبه دائمة بالنسبة لأركان اما كين فوالده صحفي يقضي معظم وقته خارج المنزل والوقت الذي يكون فيه في المنزل يكون مع زوجته وأولاده الاب في عائلة كين هو السند الحقيقي للام عندما يكون متوفر في المنزل فهو يرى انه من ضمن واجباته مساعدة الزوجة بكل شيء كما تفعل هي نرى الصورة معكوسة تمام في اسرة اركان ، نظام المدرسة كيف هو لدى الطفلين اركان يتعلم ان ينظم وقته ويتعلم الاعتماد على النفس لكنه يفعل ذلك من باب الحصول على درجة والتباهي امام اهله واساتذته وزملائه اما كين فان الالتزام لديه كالواجب العسكري مقدس وهو من مبادئ تربيته الأساسية ، فلنأخذ وقت ونتوقف و لنفكر لوهلة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟  هل وجتم هذا النموذج في عائلتكم او عائلة أقاربكم  او أصدقاء لكم او او او فلنأخذ بحقائق الأمور اذن .
 من يتربى في بيئته على احترام ان الالتزام واجب مقدس في كل شيء وان الام ليست مجرد ربة منزل او خادمة لتنفيذ الأوامر او ان الشعور بالمسؤولية هو من ضمن اخلاقياتك في المجتمع وان كونك منظم او تعمل ما تجده واجب هو ليس من دواعي البهرجة بل هو شيء نتربى ونصر ان نغرسه فيك عندما تتعلم انك عنصر مهم في المجتمع منذ نعومة اظافرك وعندما تجد ذلك مجسد داخل وخارج المنزل كيف ستكون اذن عندما تكبر ؟؟؟؟لكم انتم الحكم أيها الاهل والمدرسة والمجتمع ،، اناملنا الصغار الامل الذي به نغرس ونزرع ونحصد ونثمر وننتظر ليكبر ونصونه ونعطيه البيئة التي تجعله مثمرا في المستقبل فلا تتوقع ان تغرس عكس ذلك ثم تأتي لتصرخ به قبل النوم لساعات ان يساعد امه هل فعلت انت ذلك عزيزي الاب ؟؟؟؟؟ ولا تتوقع ان نظام مدرسة يعطي ابناءك الفرصة فقط من اجل ابهار نفسه والاخرين صحيح توجد لدينا مدارس تعمل ببعض من النظم تلك وهي مدارس خاصه باهضه مكلفة وهذا ما ريته انا بأم عيني ورغم ان أطفالنا مزروع فيهم ذلك الحب للمساعدة اصبحوا اكثر حبا للتنظيم لكن ما هو واقع حال المدارس الأخرى رغم ان كين في مدرسة حكومية وبسيطة النظم لكن تلك المناهج هي هي في كل المدارس لديهم سواء حكومية او أهلية ، وهل انعكست التربية في المنزل على الأطفال ؟؟ اكيد لا مناص ولا جدال في الامر ، نحن ياسادة نترك الأمور كما هي دون التفكير بالبراعم والانامل الصغيرة التي هي املنا في المستقبل نتركهم للإنترنيت و وسائل التواصل لتقوم بتربيتهم وننسى دورنا في ذلك كله انها حالة تحتاج الى وقوف على حقائق الأمور فمن نحن دون تلك الكائنات الصغيرة التي تنير لنا الحياة ولماذا نوجد لولا وجودهم أتمنى الرجوع الى ذاتنا لمعرفة حقيقة الأمور وادراكها لعل القادم اجمل واثقف وارقى لعل ولعل الأمثلة التي تضرب من باب التنبيه وليس التأنيب تؤخذ بالاعتبار  لعل ذلك ولكم مني كل الاحترام والتقدير .

إرسال تعليق

0 تعليقات