نظرة تأمل في جذور الانحراف الفكري

مشاهدات

 



 

التشيع العلوي والتشيع الصفوي
الدكتور علي شريعتي
دار النخيل للطباعة والنشر

بقلم اسمهان حطاب العبادي


يبدأ الكتاب بعرض اقوال لكل من ،(السيد علي خامنئي)،(والدكتور محمد حسين بهشتي)،(اية الله الطالقاني)،(فرانز فانون)،(احسان شريعتي)،الذين اتفقت ارائهم في شخص وفكر علي شريعتي،من حيث حسن سيرته وخلقه وذكائه،ومن حيث تعرضه للظلم من خصومه ومعارضي افكاره من حكومات وسلطة،وجهوده الجبارة في غرس بذور التغيير في قلوب شباب الامة،وحول الاختلاف العميق بين التشيع العلوي والتشيع الصفوي.
تناول ( شريعتي)،اخذ الحكومات لقشور الاسلام،من ممارسات وشعائر،والتركيز على الجانب العاطفي منه،دون الاهتمام بالجانب المعرفي،لاسباب سياسية واجتماعية،كما انه ادخل ممارسات وطقوس جديدة،مما يوجه الناس الى جانب بعيد عن مغزى الاسلام واهدافه وقيمه،وفيها اخطاء ومغالطات كثيرة.
انتقد الكاتب،من يتشبث بالقشور ويترك المضمون،واكد على اهمية الايمان،ودورها في الفكر الثوري،كونه يحول المبادى الي تيارات حية ملموسة وحقيقية،تتعدى الحبر على الورق،هي اعادة صياغة للحياة بشكل عملي ناضج وواعي،بعيد عن الشكليات والمراءات الكاذبة التي تهدف الى رفعة اشخاص يودون ان يحققوا اهداف شخصية على حساب الدين والامة،خاصة في فترات ازدياد الظلم والقمع،والتعصب الطائفي،بين الفرق كذلك بين التشيع الصفوي الذي خلق فرقا كبيرا بين المذهبين السني والشيعي،واوضح كيف ان المذهب العلوي يحاول كثيرا ان يمحو المسافة بينهم،ويدعم الوحدة"انما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون"،حيث ان دعوة التقريب هي دعوة التوحيد والوحدة،هي دعوة الاسلام والسلام،الاسلوب الحكيم الذي امر الله به رسوله الكريم صلى الله عليه واله وسلم،حيث توجيه العقول الى البحث في اخلاص وتضامن،وابتغاء الحق،كما ان المتقي لله في مقام ابتغاء العلم هو الذي لاتأخذه عصبية،ولاتسيطر عليه مذهبية.
تناول بعد ذلك دعائم الصفوية التي ارتكزت علىاساس المذهب الشيعي،والقومية الايرانية،حيث بعد انحسار الخلافة الاسلامية في اوائل عهد بني عباس،حلت الحكومة محل الخلافة،وظهر احتقار للقوميات الاخرى وبالذات القومية الايرانية،كان له رد فعل في نفوس الايرانيين،دفعهم للاعتزاز بقوميتهم وهويتهم،هنا نشأ التيار الذي اصطلح عليه الحركة الشعوبية،حيث حملت شعار مساواة العجم بالعرب،بموجب اية قرانية"ياايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم".
بمرور الزمن اخذت هذه الحركة تدعو الى تفضيا العجم  على العرب،لم تنجح الشعوبية الا على نطاق جزئي محدود اذ خلفت بذور التمسك بالهوية الايرانية وحالت دون انصهار الايرانيين بشكل تام مع جسد الامة الاسلامية.
كما تحول التشيع من حركة الى نظام،تحول الشعور الديني من معرفة فكرية الى عواطف جياشة تجاه شخصيات في التاريخ،تحول الولاية من محبة وقيادة وقبول حكومة علي عليه السلام واتباعه باعتباره المثل الاعلى الى حب (علي )،والاقتصار بذلك كفيل بالتهرب من المسؤوليات،باعتباره الضامن للجنة،والتقليد الذي يمثل علاقة طبيعية بين العالم والجاهل.الى طاعة عمياء وتبعية مطلقة،حتى الدعاء النص التعليمي التربوي الذي يربي على الفضائل ويكسب النفس صفاء ومعراج روحي،تحول الئ اوراد واذكار يحملها الانسان لتكفيه مؤونة عيشه،وتمنحه ثوابا وعطاءا دون الحاجة الى عمل،كذلك تحول نوعي حيث تبدل العالم الشيعي الى رجل دين،حيث ان مكانة الرجل الدينية التي حصل عليها من دراسة واكتساب،له شأنمثل الرجال الذين يحصلون تخصص في مجال الطب  والفلسفة وغيره.مرتبة( الفقيه)،الفقه هو معرفة الاسلام وعرفة احكام الحلال والحرام،ثم ظهرت شخصيات جديدة لافقه شيء عن حياة الائمة وافكارهم ولا عن الفلسفة الاسلامية.
تحول الفرع الى اصل والاصل الى فرع تمهيدا لتعطيله نهائيا بالتالي يتحول المذهب الى سلسلة اعمال واحكام تؤدي الى تقليد ،لا عن وعي.كان هناك خلاف بين الحركة الصفوية والعثمانيين حيث ان الصفويين دعوا الى شكل فتنة بين المذاهب وخصوصا المذهب السني وصل الى شتمه بالشوارع.
كان التشيع الصفوي يتحالف مع القوى الصليبية والبرجوازية العدوانية في اوربا لضرب القوى الاسلامية التي كانت تتصدى لهم،كانت بمثابة ضربة على الظهر،الاتفاقات ومخططات القضاء على العثمانيين.باعتباره العدو المشترك للمسيحية الغربية والتشيع الصفوي.

يعد ( علي شريعتي) ١٩٣٣_١٩٧٧من الرواد الاوائل الذي كان له القدرة في اعادة طرح الاسلام بلغة حديثة تناسب ثقافة جيلا جديدا،اوضح في محاضراته وخطاباته نهج الاسلام الحقيقي( العلوي)،وبين الفرق الكبير عن الاسلام ( الصفوي) ،حيث التشيع بين الاصالة والتزييف ،كما بين الاثار الحتمية لاتباع النهجين،من ناحية سياسية واجتماعية،اشاد باهمية الايمان الحقيقي ودوره في حياة الشعوب،وتكوين تيارات حرة ثورية واعية لما حولها ،بعيدا عن التعصب الحاد الذي يلغي الفكر والمعرفة.




إرسال تعليق

0 تعليقات