الوطنية العراقية وبناء الدولة المدنية

مشاهدات


 


بسام كريم المياحي

بعد كل مراحل الفشل والانتكاسات التي يمر بها البلد ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة وما تلاها من انقلابات ومظاهرات وتغيير أنظمة الحكم وإسقاط أنظمة وحكومات وسيل من الدماء وايضا مراحل النجاح البينية التي حصل  طوال المائة عام الماضية .
وبعد كل الفشل والسياسة الهابطة والمخجلة التي تمر بها العملية السياسية ما بعد ٢٠٠٣ واطروحة العراق الجديد التي أنتجت طبقة سياسية أقل ما يقال عنها انها طبقة فاسدة ..
(لا يتوان أحدهم بوصف نفسه فاسدا على وسائل الإعلام واخر يقول كلنا فاشلون وفاسدون) .
وبعد فشل كل محاولات التدخل الخارجي  لإنتاج دولة ديمقراطية حديثة وفق القياسات العالمية .
والتي جعلت الشعب يتعرف على كل أشكال التدخل الخارجي عمليا ونظريا من تدخل عسكري وثقافي وإعلامي وعقائدي وتدخل خارجي إجرامي وعصاباتي وغيره الكثير ممن يطول الحديث عنه .
اثبت الشعب العراقي بأنه شعب لا يتبنى الا عراقيته وخاصيته هو وحده .
فقد رفض الاحتلال ورفض كل أشكال التدخل الخارجي جملة ً وتفصيلا ً . حتى من جاء بأسم المساعدة أو التاريخ والمصالح المشتركة أو العقيدة والفكر والمصير المشترك وغيره من أشكال التدخل وان كان بعضها صادقا ونقي (وربما من باب الفزعة والغيرة) .
ومن هنا ولكي لا أطيل على القاريء الكريم اقول واقترح بما أننا نرفض كل ذلك وأننا بلد له خصوصيته وشعب لنا مشتركات كبيرة فيما بيننا (وليس مجموعة ولايات مختلفة تريد أن تندمج اتحاديا )
فلماذا لا نّكون أو نبني أو نتبنى بناء وطن عنصري يكون عماده وهدفه وطني مدني..
فنحن لسنا كيان ناشيء ولا دولة حديثة بل نحن شعب وبلد قديم له تاريخه وحضارته الضاربة بالقدم ولنا فضل كبير على الإنسانية كل ذلك وغيره يعطي لنا خصوصية تميزنا عن أقرب حضارة وفكر وأمة قريبة منا .
وهذا بمجمله ولما تعرضنا له من هجمات وفتن وغزوات وضربات واحتلالات ومؤامرات زادت من عملية رص الصفوف بين أبناء الشعب الواحد وشعورهم بأنهم مستهدفون من الجميع وزيادة من الشعور العنصري في داخلنا .
لذا اعتقد اننا ربما نعاني من أزمة فكر ..
ولا نتقبل أي فكر مستورد لحل مشكلتنا.
واعتقد أن العنصرية الجماعية التي نحملها في داخلنا هي الحل .. ( واعني بها عبارات ترد دائما على مسامعنا ك نحن عراقيون واحنا العراق والعراق ابو الغبرة ) ..
فيكون بناء وطن عنصري حديث يكون قوامه وعموده الفقري هو المواطن العراقي والمواطنة  .. والتي خلا منها الدستور حينما وضعوه والعراق تحت الاحتلال .
ومن المؤكد أن العنصرية هنا والفكرة التي اتحدث عنها بإنشاء وطن عنصري ليست عنصرية سلبية أو وصف مشين . .
بل بالعكس فنحن نميل بمجملنا إلى الخصوصية في كل شيء حتى أننا شعب لا يستطيع أن يعيش في عمارات وشقق سكنية ولدينا ميل فطري للعيش مستقلين ولو في ٥٠ متر مربع بدل من شقة  ٣٠٠ م ويكون فوقك وتحتك أناس آخرون .
ونميل للعيش كمجاميع عشائرية ومناطقية وقرائبية أكثر من الانفتاح الحضاري المدائني الكبير .
وخير دليل على ما اقول المثل المتعارف عليه (انا وأخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب)
مع تنقية الفكر العنصري من بعض السلبيات التي تشوبه .
والمحافظة على المدنية الموجودة ودعمها وتكريسها أكثر .
فيكون فكر عنصري وطني عراقي مدني حديث يرتقي لبناء دولة حضارية حديثة تحسب حسابات الخصوصية الفردية والجماعية للمجتمع العراقي بكل أطيافه .

إرسال تعليق

0 تعليقات