مخاطر المتغيرات الاجتماعية على الطفولة...

مشاهدات




 د. عدي سمير الحساني


تعرض العالم اجمع لعدة متغيرات سواءً نفسية او اجتماعية او اقتصادية او فكرية او عقائدية وغيرها من المتغيرات التي اختلفت معها السلوكيات المجتمعية بصورة تدريجية ولكنها اصبحت واضحة جداً ولا نعلم الى اي حد ستصل وباتجاه المجهول.

اليوم سأختص بعالم الاطفال والذي سأتناوله من حيث الطفل بالذات وبالطرف الأخر سأتناول التأثير الخارجي على الاطفال. 

اما من حيث شخصية الطفل والتي نشأت في عالم سبق اعمارهم سنوات مما افقدهم عفويتهم ليصبح تفكيرهم وتصرفاتهم اكبر من اجسادهم لتتغير عفويتهم وتتحول البراءة الى عدوانية لتتحطم امامها جميع القيم الانسانية السمحاء، فبعد ان كانت الالعاب البسيطة التي تنمي قابلياتهم الذهنية وتطور مهاراتهم من ادوات هندسية ومعدات طبية ومعدات انشائية ناهيك عن الرياضة والتي تُحرك الابدان وتُنشط العقول وتُنهك الاجساد ليخلدوا مبكراً في نوم عميق  وينعموا بأحلام سعيدة تدور في عالمهم البسيط.

اما اليوم وبعد دخول التكنلوجيا واصبحت الهواتف النقالة بمتناول ايادي الاطفال وبضغطة زر ينقله الى عالم اخر لا أمان معه ولا حياء ليقع في شباك اعداء الانسانية ليصنعوا ادواتهم باحترافية وانشاء جيل متعدد الولاءات الفكرية والعقائدية وانعكاس ذلك على اقرانهم.

كما وان دخول اجهزة الالعاب الإلكترونية والتي قد لا يخلو بيت منها ليجلس الطفل حبيس غرفته لساعات طويلة دون حركة خائضاً في عالم افتراضي كبير من القتل والاجرام والسرقات ويصبح متعطشاً للدماء التي تسيل من الشخصيات الافتراضية ويصبح عنده كل شيء مباح بالعفوية الفطرية، والتي تصنع عقول اجرامية تنمو وتكبر وتتطور معها شخصية الطفل قاتلةً بداخله السماحة والبراءة والطفولة.

اما التأثير الخارجي على الطفل والذي هو تحصيل حاصل لنتاج المجتمع الذي حوله فالمتغيرات الفكرية والسلوكية للمجتمعات اثرت بشكل مباشر على الطفولة، لا سيما ما نشاهده اليوم من انتهاك لحقوق الاطفال وتسخيرهم في اعمال لا تتناسب مع اعمارهم او زجهم في عالم الاجرام او (وهو الاهم) الانحراف السلوكي والشاذ في تعدد وتكرار حالات الاعتداء الجنسي وممارسة العادات الحيوانية مع الأطفال ومن كلا الجنسين والتلذذ بقتلهم ورميهم لتنهش بأجسادهم الناعمة الكلاب السائبة.

او استدراجهم  ليفعلوا فعلتهم اللاأخلاقية وتركهم دون قتل ليصبحوا معاقين نفسياً وتكبر معهم العقد النفسية والتي قد تدفعهم للأجرام الفطري انتقاماً من هؤلاء الحيوانات البشرية.

لذلك اصبحت الطفولة في اعناق المجتمعات لتقف بحزم ضد مثل هذه الافعال وعدم التسامح لأن اجتثاث هؤلاء يعني انشاء مجتمعات طفولية سليمة والتي هي الا ساس للمستقبل والذي يُترجم على ارض الواقع بانتهاء المظاهر الإجرامية اللاتقليدية وصولاً الى الجرائم البسيطة وبالتالي القضاء عليها تماماً ولا شيء مستحيل مع التطبيق السليم للقوانين.

إرسال تعليق

0 تعليقات