رؤية في رواية "بهار" للكاتب عامر حميو

مشاهدات

 






اسمهان حطاب

.تبدأ الرواية من استعداد الصديقات الثلاث ( بهار) الايزيدية،( فيفيان) المسيحية،( امال) المسلمة للاحتفال بميلاد ( بهار) الثاني والعشرين، وسط اجواء مكتظة بالضجة الداعشية،والتوتر والقلق المناطقي من قتل وذبح واغتصاب،احتفال ميلاد في وضح النهار على غير المعتاد،حيث رفض والد بهار اقامة ميلاد بهذه الفترة لكنه رضخ بعد اقناع ابنته وتوسلها بأنها ستقيمه دون ان تدعو الكثير من صديقاتها واكتفت ب( امال)، و(فيفيان) المقربات منها.يندفع مسلحون الى منزل( براء) المسلحون هم دواعش ملثمون يستطيعوا الامساك بالفتيات واقتيادهم سبايا هناك، بعد ان يقتل جارهم الوفي(شمو) بدم بارد امام منزله، وينهب منزلهم من اقرب اهل المنطقة . يتم الاعتداء على كل من فيفيان وبهار من قبل ( ابو براء) احد قادة داعش فيما تؤخذ( امال) وتعذب اشد التعذيب تنال اشد الضرب،بعد ان انتزعوا منها اعترافا بأنها مسلمة ( شيعية) وتذبح امام الملأ نحرا بالسكين بعد ان ادت الشهادة،هذا يحدث امام صديقاتها اللاتي اقتدن  كنعاج تسير الى مذبحها،مشاهد الذبح والقتل تنتشر في الشوارع شباب يرتدون الملابس المرقطة يذبحون بالجملة،ملتحين يشد جدائله بعصابة مثل كوفية حمراء،ويلبسون لباس الافغان، العنف اصبح شيء معتاد للناظر،نساء الداعشيات يرتدين الجلابيب السوداء وهن اكثر قسوة من رجالهم.
خطة محكمة يهرب ابو براء ويرسل الفتاتان الى سجن خاص بالسبايا حيث الخليط الاجتماعي يحوي كل طبقات المجتمع الايزيدي،امراء،شيوخ،البسميريين،الفقراء،قد لا يفرق بينهم الا من يكون منهم،( بهار) ميزت بين الطبقات  من خلال اللهجة واصول السكن،او من خلال الثرثرة،منهم موظفات ومنهم ربات بيوت،منهم الكبيرات السن ومنهم الصغيرات،اللاتي كن اكثر عرضة للاغتصاب الليلي من قبل السجانين وزوارهم ،كان الخوف من انتقائهم وبيعهم في سوق النخاسين هو السائد.كانت الكوابيس تفزع( بهار) وطيف مقتل وذبح ( امال) لايفارقها ،جعلها تتخيل ان كل لحم مطبوخ،هو لحم صديقتها.
نقلت ( بهار)، ( فيفيان) في عربة باص مدني  الى خارج السجن الى( تلعفر)،حيث المدينة يخيم عليها الموت وبدت المدينة كأنها مدينة اشباح وصولا الى معامل الاسمنت العضوية والكبريت.اكوام من الجثث كانت مبقورة البطن،جثث مرمية بالشوارع،هؤلاء الشيعة التركمان،يعتبرهم الداعشي طائفة مرتدة عن الدين ،ويجب قتلها.اقتيدت الفتيات الى مدرسة حيث يضرب الجرس صباحا من اجل التجمع،ويدخل عليهم تجار النخاسة لاختيار من يرغبون شرائها وتحديد ثمنها،على من تباع ان تستجيب صاغرة مؤدبة ،ذليلة،تدخل بعدها نساء التنظيم ويقمن بتعليمنا الصلاة عنوة ومن لاتطبق،يصار الى حرمانها ذلك اليوم من وجبة الغذاء وتسجن معاقبة،وقع اختيار احد القادة المهمين( ابو قتادة السعودي)، على بهار وفيفيان.واقتادهن كالخراف في طريق تملئه الصخور باحجام مختلفة،كانت عائقا امامه بالطريق ،وصلا الى منزل على جبل سنجار،تبادر الى ذهنها وسيلة للهرب وحنين الى مسكنها هناك،كان هذا البيت كبير ،معظم غرفه منزوعة الاقفال،كان ابو قتادة  ممن يرون ان الحياة مرحلة وعليه ان يستغلها،ويجني ارباحا،شاربا للخمر بأمتياز،اختار ان يعيش مكان بعيد عن المدينة حيث لذة الحياة وامتيازها.

تمكنت ( بهار) من الهرب من صديقتها ،بعد ان وضعت حباة المخدر في شاي ( ابو قتادة) ، وضيفه،اخذت المفاتيح وهربت نحو سفوح الجبال ،ماء وسبعة اقراص خبز،وثياب سوداء،كان هذا ماتمكنا من اخذه،اضافة الى هواتف ابو قتادة،في الطريق اتصلت  ( بهار) ، ب ( سيكمان) حبيبها في ايام الدراسة،وكان يعمل من ضمن الجيش استطاع ان يصل بالفتاتين الى بر الامان،واوصلهم الى الهلال الاحمر للاغاثة حيث يتم علاجهم
.
عمل المعالج النفسي من التوصل الى طريقة علاج بالكتابة عن كل مااخافهم واقلقهم وماشاهدا من مذابح وقتل واغتصاب،تدرج العلاج حتى وصلا الى مرحلة الشفاء من الصدمة.
استطاع الكاتب( عامر حميو) بلغة واسلوب بسيط ومشوق من ايصال فكرة الرواية،دون اطالة وتكرار،وثق بشكل دقيق وتفاصيل التنظيم المسلح لداعش،قسوتهم همجيتهم تخلفهم،ادعائهم الدين،فضح كذبهم وزيفهم،مصالحهم وقباحة نفوسهم،تمكن من رصد حالة الوحدة لمكونات العراق الروحية بعيدا عن المعتقد والدين،زرع املا بأن الغد قد يكون جميلا وان ساء الحاضر ،هناك ضوء وامل وان لاح من ثقب ابرة.



رواية "بهار" للكاتب عامر حميو
الطبعة الرابعة
دار ليندا للطباعة والنشر والتوزيع
عدد الصفحات 188







إرسال تعليق

0 تعليقات