تلك هي اركان الاصلاح …

مشاهدات

 



نزار العوصجي

خير الكلام ماقل و دل ، الى من يدعي الأصلاح نقول :

كثرت الوعود و كثر التباكي على شعب يعاني الإمرين من جراء ما انتجه الاحتلال الامريكي المجوسي البغيض ، و توالت التصريحات و كثر الكلام ( المرتبك في اغلب الاحيان و المصحوب بالتعرق في عز الشتاء ) عن النية لأجراء اصلاحات شاملة للعملية السياسية الفاشلة ..
تلك العملية البائسة التي خيمت على مقاليد السلطة قرابة 19 عاماً ، لم يجني منها العراق و العراقيين غير الخراب و الدمار و هدرً للثروات ، و نهب للمال العام و ضياع لموارد البلاد و نشر متعمد لكل ما من شأنه تدمير القيم الأخلاقية و المجتمعية ، و ارتفاع غير مسبوق في مستوى الرذيلة و الفساد ..

نعم لم يجني العراقيين من سطوة سياسيي الصدفة ( زعاطيط السياسة ) ذيول المحتل و عبيد الدولار و عملاء إيران الأرذال ، خلال سيطرتهم على مقاليد الحكم و السلطة و القرار ، غير الموت والدمار و غياب الامن و الأمان ، و اعتماد منهج التشريد و الأفقار المتعمد و فرض الخنوع ، الى جانب المجاعة و نقص الخدمات بكافة اشكالها ، و نشر التخلف و ثقافة الزنا و الموبيقات و ترويج المخدرات ، و انعدام الثقة بالتصريحات و الوعود الكاذبة الزائفة ، و فقدان الأمل بمستقبل افضل ، لهذا هم يتسألون : هل تستطيع ياداعي الاصلاح إن تصلح هذا الفساد ؟؟

هل تستطيع انهاء سطوة الميليشيات بكافة مسمياتها و حلها بالمطلق ( مهما كان مسماها او تبعتها ) ، و اعادة هيبة الدولة و فرض سلطة القانون و منع التجاوزات و الخروقات الأمنية ، و وقف عمليات التهجير و الاستيلاء على الممتلكات العامة و الخاصة و حماية ارواح المواطنيين و اموالهم و حصر السلاح بيد القوات الامنية ( النزيهة فعلاً وليس قولاً ) التي يشترط عدم انتماء منتسبيها و قياداتها الى اي حزب او مرجع ديني او سياسي ، و عدم السماح لاي طرف كان من الداخل او الخارج ، التدخل في عملها وتوجيهها لخدمة مصالحه و اغراضه الدنيئة ؟؟

هل تستطيع الحد من ظاهرة انتشار السلاح المنفلت الغير مرخص و المدعوم من قبل ما يسمى بالسياسيين ، و المنتشر بشكل يفوق الخيال في المناطق السكانية بين الاشخاص و الجماعات و العشائر ، بشكل خارج عن المألوف من حيث العدد و النوعية ، كونه من النوع الثقيل المخصص للجيش ، ولا يستخدم الا في الدفاع عن الوطن من الأعتداء الخارجي ، في حين انه بات يشكل مصدر قلق لدى الكثير من المواطنيين المسالمين ، كونه يستعمل من قبل ( الهمجيين ) الذين لا يمتلكون العقول عند حدوث ابسط المشاكل و النزاعات ، التي يمكن ان تحصل بين الاهل و الجيران ، لأتفه الاسباب ؟؟
 
هل تستطيع قطع الأيادي التي تعيق عملية البناء ، و محاسبة الفاسدين و اللصوص سراق المال العام و الخاص ، و التحقيق معهم عن الجرائم التي اقترفوها مهما كانت صفتهم ، و اعادة الاموال التي نهبت من قبل مايسمى باللجان الاقتصادية للاحزاب و القوى السياسية التي جاء بها المحتل ( بضمنها لجانكم ) ، و وضع حد للترهل الوظيفي ، و انهاء مسلسل الفضائيين المسجلين ضمن قوائم الجيش و الشرطة و دوائر الدولة الاخرى ، و الغاء امتيازات اصحاب الرواتب المتعددة التي تثقل كاهل الدولة ؟
هل ستضع حداً لحالة الهدر و السرقة من ميزانية الدولة ، التي بلغت الترليون دولار ( و هذا المعلن عنه فقط ، و ما خفي كان اعظم ) و اعادتها الى خزينة الدولة ليتسنى للشرفاء من ابناء الوطن اعادة بناءه من جديد ، فيتولى الأخيار اعمار ما دمره الاشرار ؟؟

هل تستطيع اغلاق ملف النازحين و انهاء ظلم معاناتهم في مخيمات النزوح ، و تعويضهم عن ما فقدوه طيلة الاعوام التي شردوا فيها ، و اغلاق ملف المهجرين و اعادتهم الى مناطقهم و توفير الحياة الحرة الكريمة الأمنة المستقرة للمواطنيين ، و العمل على انهاء معاناة العراقيين ، و انتشالهم من حالة الضياع ، و تأمين كافة الخدمات التي يحتاجونها في حياتهم اليومية ، و الانتهاء الجذري من مشكلة الكهرباء ، و ايجاد فرص عمل منتجة حقيقية ، و القضاء على البطالة من خلال الدعم الجاد للصناعة والزراعة ؟؟  

هل تستطيع منع دول الجوار و في مقدمتهم جارة السوء ومصدر الارهاب و الدمار و الخراب إيران الشر من التدخل في الشأن الداخلي ، و ان يكون القرار عراقياً ، و ان تعيد للعراق مكانته بين دول العالم ، و تضمن حماية ارضه و سمائه و مياهه و ثرواته ، و تعمل صادقاً على استعادة ما سلب منه ( بما فيها خور عبدالله ) ، لتعود جميعها الى احضان العراق بعد ان باعها الرعاع ؟؟

و ختاماً هل تستطيع التصدي للعابثين بالعقول ، ونهيهم عن فرض سيطرتهم و التحكم بعقول البسطاء من ابناء الشعب المسكين ، و العمل بجد لتمحوا من ذاكرته مسميات زرعوها وحرصوا على انضاجها منذ اللحظة الاولى للاحتلال البغيض ، بهدف شق الصف الوطني وزع الفتنة والفرقة بين ابناء الشعب الواحد ، مسميات طائفية بامتياز ، مستحدثة و مشبعة بالسموم كالبيت الشيعي و البيت السني و البيت الكردي ، ليحل محلها البيت العراقي الموحد الجامع ، لكل من يحمل ذرة من الوطنية تجاه العراق بمختلف مكوناته ؟؟

تلك هي اركان الاصلاح ، فهل ستحقق شيئاً منها ، إم انك سترضخ لتلبي ما تأمر به من قبل اصحاب القرار ، لانه يتعارض مع مخططاتهم في تدمير العراق وشعبه ، عندها من حقنا ان نقول : سمعنا جعجعةً ولم نرى طحيناً …

لله درك ياعراق الشرفاء …

إرسال تعليق

0 تعليقات