المجتمع مصدر تشريع القوانين

مشاهدات




بقلم /هويدا دويدار 



إن القوانين تسخر لتعبر عن إراده المجتمع إذ لابد أن تراعي التركيبة المجتمعية فيجب أن تحمى الحقوق الأساسية بما في ذلك أمن الأشخاص والممتلكات وحفظ الكرامة وحرية التعبير وحرية التنقل وغير ذلك من حقوق فالقانون هو تلك القواعد التي تنظم السلوك للأفراد فلا يغفل القانون جانبا ما إنما يركز على كثيرمن الجوانب بخطط مدروسة ومتكاملة وشاملة ويتم إعلام المجتمع بها وترويجها بكافة الوسائل على شرط أن تكون لصالح المجتمع فعلاََ


 فالقوانين تسن للناس وليس للحكومات فكل قانون أداة لتنظيم السلوك فالناس هم محور التطبيق ومن الطبيعى أن تتغير القوانين طبقا للمستجدات والمتغيرات لذلك يجب على الناس أن يلموا بها ويحتاطوا لها لأن الجهل بالقانون لا يعفي من المسؤولية ،فشعور الأفراد بالمسؤولية يساعد في تعميم الإنضباط وبالتالي يؤثر على تعزيز السلوك الصحي والحضاري وهنا يؤثر القانون بشكل مباشر على إنتشار الصورة الحضارية


 فالقانون له أثره الكبير في تحضر المجتمعات وإرساء القواعد التي ترتكز عليها الإنسانيه بشكل عام و لدينا من الأمثله التاريخية العديد منها والتي سجلها التاريخ .

حيث سنت القوانين لمتطلبات المجتمع حين ذاك .

فقد روى المؤرخون أن عمر ابن الخطاب شاهد رجل عجوز ينقل الحجارة فسأله لم تقوم بهذا العمل الشاق؟

 فأجاب :أنا رجل يهودي وعلي دفع الجزيه فقال له دفعت لنا الجزيه بشبابك والأن واجب علينا أن نتكفل بك وصرف له راتب شهري يكفيه وهكذا أتم تشكيل قانون (الضمان الاجتماعي) الذي مازال ساريا لليوم وغيرها من القوانين التي سنت بهذا الشكل


 فلم تتغير الناس ولم تتغير الحياة فكل ما هنالك تغيرت المضامين وتغير الفكر وأصبحنا نشاهد كل ما هو بعيد وأصبحنا اكثر إنفتاحا ولم تعد المجتمعات مغلقة لذلك أصبحنا في حاجة ملحة لتعديل العديد من القوانين وسن قوانين جديدة تواكب الكثير من الأحداث المتلاحقة وبشكل حازم فنحن في عالم متغير بشكل مستمر وإستحداث تشريعات تفصل بين الناس جنبا إلى جنب الأعراف والتقاليد الإجتماعيه وإستمراريه مواكبة التطور الحضاري أدي هذا إلى إنشاء المؤسسات الرسمية المشرفة على تطبيق تلك القوانين وأصبحت المجتمعات الإنسانيه تتطلب صحوة إنسانية قادرة على إستيعاب التحولات والتعايش معها وفي ظل قفزة التكنولوجية الهائلة 

 لذافقد صار على المشرعين السرعة بالتغيير ومواكبة الثورة التكنولوجية والطبية وقضايا الحروب واللجوء وغيرها من القضايا سواء دولية  أو على المستوى الإقليمي والمحلي ومايحدث من متغيرات ظهرت بشكل صارخ مؤخراََ

 فأصبح لابد من التصدي للظواهر المنتشرة التي يعاني منها المجتمع اليوم ولا بد لها من قوانين رادعة والتصدي لها بكل حزم مثل تعاطي المخدرات والإتجار بها وإنتشار القتل والإغتصاب فكل تلك الجرائم تحتاج الى تحرك سريع وإصدار قوانين رادعة و مشددة  حتى لاتبقى المجتمعات حائرة وقد تترك لمصير مجهول من التخبط


 فالمجتمعات دائما في حاجة إلى الإستقرار والأمان حتى تتجلى مظاهر الرقي الحضاري بما  يساهم بشكل كبير في دفع عجلة التنميه

إرسال تعليق

0 تعليقات