دماء الشهداء والابرياء من العراقيين.. في ذمة الناخبين..

مشاهدات



ثائرة اكرم العكيدي


يبقى المال السياسي والمنصب الحكومي المتنفذ والسلاح المنفلت للميلشيات التي لها أجنحة سياسية مرشحة للانتخابات والتدخلات الإقليمية والدولية هي من تتحكم بالحملات الانتخابية وتقرر فوز هذه الكتلة أو تلك

بالمقابل كرست أحزاب الإسلام السياسي الشيعية خاصة إمكانياتها عن طريق اذكاء الروح الطائفية في نفوس الناخبين معتمدة على صور وأقوال الأئمة ودعم بعض مراجع الدينيين لهم من أجل فوزهم بأكبر عدد من مقاعد البرلمان وهذه الأساليب أيضاً كانت وما تزال ممنوعة قانونياً.

لقد ظلت أساليب الدعايات الانتخابية، حتى اليوم متخلفة وبدائية ومكررة لا تلامس اهتمام الناخب وهي عبارة عن طباعة صور كبيرة معدلة إليكترونياً بواسطة برامج الـفوتو شوب لتظهر المرشحات، خاصة، والمرشحين بأشكال مقبولة وتحمل شعارات عفا عنها الزمن ووعود اكتشف الجمهور زيفها والشيء الجديد هو قيام بعض الكتل بتغيير عناوينها وأسمائها بما يتماشى مع توجهات الجمهور فنجد أن غالبية الكتل باستثناء الاحزاب الكوردستانية ودولة القانون وائتلاف العراقية، اختارت في هذه الدورة الانتخابية أسماء تتناغم مع شعارات ثورة تشرين مثل عراقيون ،وعزم وتقدم و إنجاز وغيرها من تلاسماء التيء لاتمت باي صلة لما يقدمها للناخب والكتل والاحزاب السياسية بعد صعودها فبعد ان يصلوا لدفة الحكم فسدوا وسلموا العراق بما حمل لدولة اجنبية هي ايران. وما زالوا يجهرون بخيانتهم ويفتخرون بها .. فماذا تتوقع من امثال هادي العامري مثلا شيخ الخونة  ماذا تتوقع من نوري المالكي رمز الفساد.ماذا تتوقع من مقتدى الصدر رمز المليشيات فالاجتثاث واجب لتطهير العراق من الجراثيم التي تفتك به فالخطورة الفتوى شرعت رمي الصواريخ وانتخاب الفاسدين  بالصوت و الصورة فتخيل المعمم قيس الخزعلي يدعو للتغليس عن من يرمون الصواريخ ومعمم اخر يدعو لانتخاب السياسي الفاسد لانه يسمح للطم خيرا من الارهابي وكأن العراقيين وشيعتهم بين خيارين فقط الفاسد المحسوب شيعي والارهابي السني ولا كأنه هناك خيار ثالث هو خيار الدولة النزيهة التي تمنح الحقوق والحريات ضمن اطار الدولة وليس اطار الفتوى فكما ذكرنا تذكروا خطورة ربط العراق وشيعته بفتوى وليس بدولة.

أما الخطابات التي يلقيها قادة الكتل والتصريحات التي تتلى في الفضائيات، مقابل أجور باهضة فهي لا تختلف عن سابقاتها، بل هي متشابهة في طروحاتها ووعودها المبالغ بها والتي مل منها الجمهور، بل بدت مثل أفلام مكررة بذات الممثلين والسيناريوهات والمخرجين باستثناء تبديل عناوين هذه الأفلام.

وهذا ما اعتمده نوري المالكي حاليا زعيم ائتلاف دولة القانون خاصة في ولايته الثانية التي انتزعت في انتخابات 2010 من ائتلاف العراقية بعد فوزها بـ 91 مقعداً بينما حصلت دولة القانون على 89 مقعداً، ومعروف كيف تم تفسير الدستور لصالح المالكي الذي كان قد أنفق مئات الآلاف من الدولارات وسخر أجهزة الحكومة وآلياتها لأغراض حملته الانتخابية، بينما كان وزير الداخلية، قد استخدم سيارات الشرطة الاتحادية للتكريس لحملته الدعائية، وسرعان ما أضحى هذا الإسلوب مقبولاً بالرغم من تعارضه تماماً مع قوانين الحكومة ومفوضية الانتخابات.

مسكين المالكي هذا لم تتح له فرصة التكوين في المجال السياسي والذنب هنا ذنب صدام طبعا الذي لا حقه منذ عام 1980 بعقوبة الإعدام لعضويته في حزب الدعوة. فعاش الرجل طريدا مشردا لا وقت لديه للتعليم والتكوين، بل أن المسكين اضطر لتغيير اسمه جواد المالكي بدل نوري حتى يموه على رجال مخابرات صدام. وكل ما توصـل إليه في حياته هو اشتغاله كصحفي حيث ترأس تحرير جريدة الموقف المعارضة التي كانت تصدر بسوريا. وهو ما أتاح له مثلما نفعل نحن اليوم، فرصة تعلم بعض أبجديات المعارضة السياسية دون أن يتعلم السياسة في حد ذاتها.

كان المالكي الذي يصفه خصومه بـالمغرور وحلفاءه بالقوي وتصفه الثكالى والارامل بالمجرم إلى حد كبير على يقين من الفوز بولاية ثالثة في رئاسة الوزراء عندما فاز ائتلاف دولة القانون الذي يترأسه بـ 92 مقعدًا من أصل 328 مقعدا في البرلمان في انتخابات 2014.

لكن الظهور المفاجئ لتنظيم الدولة قلب الموازين وأجبره على التخلي عن منصبه. ومنذ ذلك الحين، تعثّر حظه السياسي بصعود خصمه الشيعي مقتدى الصدر الذي قام باستبدال رجال رئيس الوزراء الأسبق بآخرين تابعين له في معظم المؤسسات الرئيسية في البلاد.

كانت الأحزاب السياسية العراقية والسياسيون أبطأ في إطلاق حملاتهم الانتخابية هذه السنة عن المعتاد، على عكس المالكي. وتحت شعار سنعيد الدولة  أطلق ائتلاف دولة القانون حملة انتخابية مبكرة لتلميع صورة المالكي حيث يتم التسويق له على أنه أفضل مرشح لرئاسة الوزراء وقائد قوي قادر على تهدئة التوترات بين الفصائل وتوفير الأمن والخدمات الأساسية ومكافحة انتشار الأسلحة غير المنظم.

 المالكي  اليوم  يبحث عن تحالفات ودعم للحصول على ولاية ثالثة في رئاسة الوزراء وهو يرى أن للحزب الديمقراطي الكردستاني ثقلاً سياسياً في الساحة الكردية والعراقية، ويعمل على كسب مساندته وازالة الخلافات والفتور الذي كان بينهم حين كان رئيس للوزراء في الفترة السابقة فبات اليوم يقيم مأدبة الصلح والتحالف مع هذا الحزب  لأنه يعلم أن مفتاح تشكل الحكومات يجب أن يمر عبر أربيل، وإن السياسة لا يوجد فيها عداء دائم إنما هناك مصالح دائمة، وقد يكون من مصلحته ومصلحة الدولة العراقية أن يكون هناك تفاهم بينه وبين البارزاني خصوصاً بعد إعلان التيار الصدري والذي كان بينه وبين الحزب الديمقراطي تفاهمات انسحابه من العملية الانتخابية حيث يسعى المالكي ليستغل هذا الفراغ ويتوجه لخلق اتفاقات وتفاهمات مع الحزب الديمقراطي لكن يافرحه ماتمت خذها الغراب وطار حيث ان السيد رجع بكلامة وسوف يدخل الانتخابات وبقوة .

المالكي قائد المقاومة والمليشيات وفرق الموت وولي الرمم  وستالين العراق وأبن ايران وأمريكا ومفجر السفارات والطائفية البغيضة ومخترع الفقاعات والايام الدموية ومجاميع الاغتيالات والذي ابهر الامريكان بفلسفة شكرهم والثناء عليهم وتقديم باقة الورد للجنود القتلى في العراق في امريكا ولعنة الله على بوش الاب والابن وبريمر وزلماي وكولن باول وكونداليزا رايس ورامسفيلد ومن احتمى بحماهم وباع الوطن وخلع ماعليه ولبس العار نوري المالكي معروف للشعب العراقي بصفة الكاذب لكذبه البواح والصريح ولعدم إيفائه بوعوده وتعهداته وهي الصفة التي أطلقتها جموع العراقيين عليه، ورغم كونه أمير أمراء الفساد والإفساد، والقائد المختار لتدمير الدولة العراقية الحديثة، والرمز الطائفي لقيادة حزب الدعوة العميل، وحيث كانت فترة حكمه المباشر من أكثر الفترات حلكة وسواداً في تاريخ العراق المعاصر، ففي عهده الزاهر انتفخت أوداج الطائفية العدوانية الرثة، وازدهرت الحروب الطائفية، وتصاعد تأثير قبائل اللصوص والفاسدين من الساسة، وتهشمت أسس وقواعد الضبط والربط في الدولة العراقية، وتشوه الجيش العراقي بعناصر دخيلة وجاهلة كانت سبباً في انكساره وتحطيم الروح المعنوية وانه ليس بحاجة للقوات الامريكية.. لتثبت السنوات بانه كاذب وكل ذلك كان اتفاق  ليسقط ثلث العراق بيد داعش بايام. وتتبخر فرق المالكي العسكرية.

باختصار لقد كان عهده الانهيار الحقيقي للعراق والذي توج في نهايته بضياع سطوة الدولة أمام عصابات مسلحة، فنوري المالكي رمز رث لكل ما هو سيء في العراق، بل إن مصائبه  وفساده وجرائمه التي لاتحصى ولاتعد تنوء بحملها البعران .

واخيرا..ان صوتك ايها العراقي الغيور يعني الشرف والامانة والاخلاق  يعني الوطنية ويعني تغيير وضع بات ان يكون فيه التغيير معدوما من ظلم وقهر واستبداد. صوتك لسان حق صوتك لاجل اطفالك صوتك لاجل شهداء تشرين والعراق فلا يغريك خطاب معسول بالاماني والوعود الكاذبة المزيفة من قبل مرشح ما او مسؤل . فالشرفاء كثر وانت الاقدر على معرفتهم انتخب من لا يغريك سوى بحب وطنك.

انتخب بكل حرية وكرامة ولكن لا تنسى أن تتحلى بالمسؤولية في الاختيار وأن تشعر بأهمية صوتك ، فصوتك رصاصة في جبين الظالمين والقتلة والمجرمين والفاسدين والمرتشين والذين لا يذكرون شعبهم  إلا في الانتخابات ..

إرسال تعليق

0 تعليقات