الاتفاقية العراقية ـ الصينية على طريق الحريـر.. تنفـذ عاجــلا ام اجــلا !?

مشاهدات



خالد النجار / بغــداد


ـ ومع الاحداث والمجريات في العراق وماحصل من تطورات حال دون تنفيذ بنود الاتفاقية ومابين الصراع (الصيني ـ الاميركي وحرب تكسير العظام بينهما )!! توقف تنفيذها ولحد الان الا من بعض الفقرات التي بوشر بتنفيذها ،ومن احجل تفعيلها ووضعها حيز التنفيذ لانها تاخدم العراقيين بالذات فقد عقد ( مركز الغد الزاهر للدراسات والاعلام) مؤتمرا اقتصاديا  برعاية السيد نوري المالكي  وبمشاركة فاعلة من عدد من  المختصين والباحثين في الشؤون الاقتصادية والمالية واساتذة الجامعات وخبراء من اجل الشروع بتنفيذ الاتفاقية العراقية ـ الصينية بعد تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات البرلمانية


. الدكتور علي عبد الرزاق محيي الدين رئيس المركز تحدث عن حيثيات المؤتمر وتفاصيله لـ ( وكالة الحــدث الاخبارية ) قائلا : ان اجندة المؤتمر كانت واضحة جدا وهي وطنية تدعوا الى احياء هذه الاتفاقية وتنفيذها ومن خلال مركزنا ( مركز الغد الزاهر للدراسات والاعلام ) والذي اخذ على عاتقه الدعوة والاصرار على تنفيذ هذه الاتفاقية لانها الخلاص الوحيد في المشروع الاقتصادي والبنى التحتية العراقية والمشاريع الصناعية والعمرانية الكبرى ولايمكن انجازها الا من خلال الشروع بتنفيذ بنود الاتفاقية بين العراق والصين ! وبصراحة نجد بان هذه الاتفاقية هي التي ستنقذ العراق وتنتشله من كبوته !! وستكون فعالة وعلى مدى السنوات القادمة حل مشكلة العاطلين عن العمل وتوفر فرص عمل كبيرة لهم مستقبلا، ومن كثرة المشاريع قد لاتكفي العمالة العراقية لانجاز كبرى المشاريع ،وسيكون حلا لمشكلات العراق الاقتصادية المختلفة .


ـ واكـــد محيي الدين للـ ( الحـــدث ) : ان القوى العاملة في العراق تحتاج الى قوة تشغيلية وهذه القوة هي من خلال اعمار العراق واعادة البنى التحتية الى ماكانت عليه ،واشار الى الموقف السلبي الذي تلعبه اميركا  في الوقوف ضد تنفيذ الاتفاقية مع الصين!! اوضح ..هذه الاتفاقية قد ترى النور بعد اجراء الانتخابات ، اي مع وجود حكومة جديدة صاحبة قرار سياسي مستقل !!! ولاتخضع للتاثيرات الخارجية ولا الداخلية !! واقصد بها الولايات المتحدة الاميركية والغرب الاوربي وكما تعرفون فان اميركا الان تعيش ازمة سياسية واجتماعية كبيرة على الصعيد الداخلي والخارجي ، وخاصة هزيمتها الكبرى في افغانستان وانسحاب مذل لقواتهم وعار على اميركا ان تنسحب بهذه الطريقة التي يرفضها اي عسكري مبتدا في عالم العسكرية ؟!لهذا هناك تحول جديد في عالم السياسة الدولية ، وان الولايات المتحدة ترى في الصين وبحر الصين والمحيط الهادى ان مشكلتها الاساسية في تقدم الصين الاقتصادي الذي يوازي تقدمها ! وقد يتقدم عليها في عام 2030 ويصبح هو العامل الاقتصادي الرئيسي في العالم..


ـ اما الدكتور مظهر محمد صالح مستشار رئاسة الوزراء الاقتصادي اشار في لقاء سابق معه للـ ( الحـــدث ): اود التاكيدعلى رغبة الصين في تطوير علاقاتها الاقتصادية مع العراق من منطلق إطار برنامجها العالمي المسمى مبادرة الحزام والطريقBelt and Road Initiative المشار إليه انفاً والمستوحاة من فكرة(  طريق الحرير القديم) الذي يمهد إلى تعزيز التواصل والاستثمار والتجارة وتدفق رؤوس الأموال بين الصين وآسيا وأفريقيا وأوروبا. ويتكون (الحزام) من مشاريع ربط الصين بأوروبا عبر آسيا والشرق الأوسط براً في حين يشير (الطريق) إلى مشاريع ترتبط بطرق بحرية تربط الصين بأفريقيا والشرق الأوسط عبر جنوب شرق آسيا وجنوب آسيا والدول الموقعة على المبادرة مع بكين كافة. منوهين بهذا الشأن أن المجموعة الدولية المرتبطة بمبادرة الحزام والطريق تشكل اليوم حوالي 66% من سكان العالم وقرابة ثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي..


 واضاف صالح : وهنا ياتي إنشاء صندوق سيادي غاطس ،يغذى دوريا من التخصيصات السنوية لمشاريع البنية التحتية في الموازنات العامة الاتحادية ويعوض احياناً عند السحب منه وانخفاض رصيده بالقروض الجسرية التي توفرها مؤسسات عالمية مثل مؤسسات تمويل ضمان الصادرات الحكومية الدولية CEA لتؤازر الشركات المقاولة الاجنبية المؤتلفة إذ سيحقق هذا الانموذج (التمويلي والتنفيذي) كفاءة في الانجاز بصورة متواصلة لمشاريع المقاولات في العراق ، كما سيضل الصندوق  يعمل بوظيفة الضامن والممول لمشاريع البنية التحتية. ويُعد الصندوق في الوقت نفسه أنموذجا مستحدثاً يولد تكاملاً تمويلياً تتوازى فيه الموارد المالية الحكومية المتدفقة إلى ارصدة الصندوق مع مقادير القروض الجسرية المقدمة من الجهات الدولية المؤتلفة وسحوباتها المستحقة لقاء المشاريع المنفذة وبصورة دورية. وبهذا سيقلل التدفق المالي من الطرف الحكومي كلفة الاقتراض ويحوله إلى قرض امتيازي قصير الأمد عند الحاجة وهو أقرب إلى التسهيلات المضمونة بتدفقات تعويضية..


( الحـــــدث ): واخيرا توصل الباحثون اللذين اغنوا المؤتمر بافكارهم وبحوثهم ودراساتهم القيمة لاهمية طريق الحرير للعراق وفاعليته وكيفية الخلاص من القيود الاميركية السلبية تجاه ذلك ، والتي ناخذ مقتطفات سريعه منها لاغناء الموضوع كما ينبغي ، والذي شارك فيه مجموع من الباحثين العراقيين .. حيث تؤكد خلاصة ذلك بالقول ،أهمية دور هذا المشروع الكبير بمضمون الاتفاقية العراقية ـ الصينية  ،وأهمية دور العراق في طريق الحرير كانت متجسدة بعد أن أصبحت بغداد عاصمة الدولة الاسلامية ومقر الخلافة العباسية، بحيث أصبحت نقطة ربط لهذا الطريق المهم بين الصين في الشرق وبغداد في الغرب، ومنها إلى أكثر من مكان إلى بلاد الشام وأفريقيا وإلى أوروبا..كما تقع اهميته بان دور العراق تأتي من الثقل الحضاري والاقتصادي له، والثقل الحضاري والفكري العريق للحضارة الصينية، ومن هذا التبادل المتكافيء بين الجانبين ، ويمكن كذلك ان يستغل العراق موقعه الستراتيجي الكبير باعتباره بوابة لطريق الحرير، كونه يربط بريا وبحريا بين القارات الثلاث القديمة (آسيا وأفريقيا وأوروبا) وأن هذا الموقع سوف يكون نقطة قوة للعراق اضافية في مساهمته ومشاركته  في طريق الحرير ..


ـ مؤكدين لـ ( الحـــدث ) : لقد ان الاوان للحكومة العراقية من مسك المبادرة الحزام والطريق، لتكون لها فوائد مالية كبيرة جدا توازي عائداتها من النفط ومبيعاته ! ويعتبر المشاركون أن دخول العراق بهذا المشروع سيفتح نافذة جديدة لتوسيع القاعدة الاقتصادية له، وتحقيق التنوع الاقتصادي فيه، كون هذا المشروع ليس لنقل بضائع فقط، وانما هو مشروع ثقافي وسياحي واقتصادي، مشددا على أن هذا التنوع سيكون له مردود اقتصادي واسع ومردود ثقافي ثري جدا يخدمه حاليا ومستقبلا.. وان طريق الحرير مشروعا اقتصاديا وحضاريا وفكريا بالدرجة الأولى، ويمكن أن يساهم بالحد من المشاكل التي تواجهها المنطقة، ويمكن أن تُحل من خلاله الكثير من المشاكل، لانه سيكون سببا يسهل إلى حد كبير التواصل بين الشعوب، فألتصور أن هذا المشروع الذي سيسهل فرص العمل ويفتح أبواب نقل ميسرة وسريعة ومتوفرة لكل طبقات المجتمع، سوف تنتقل من خلاله شعوب المنطقة إلى الدول المحيطة بها، وبالتالي تقل حد التوتر بين الشعوب نتيجة التواصل والاختلاط والتفاهم، فضلا عن توسيع السياحة التي ستعزز العلاقات بين شعوب العالم .


ـ كما اشاروا لـ ( الحـــدث ) : ان العراق يمكن أن يستغل العوائد المالية التي يمكن أن يجذب من خلالها الشركات الصينية الرائدة في كل المجالات الصناعية، مع تعديل جذري وأساسي في القوانين الداخلية المعنية، وفي النظام الإداري العراقي المعني، لتسهيل عملية الجذب والاستثمار وعدم اقتصار التعاون بين العراق والصين على الاستيراد والتصدير، بل تطوير البنى التحتية الأساسية، كما ان العراق بحاجة  للشركات الصينية المختصة في التشييد والبنى التحتية المتضررة بسبب الحروب، والمساهمة في عملية إعادة إعمار البلاد ومن خلال هذا الطريق، سيكون اتصالنا مباشرا ووثيقا مع الصين  لان السوق العراقية بأنها واعدة وتحتاج إلى الخبرات الصينية ، والتعاون المشترك فيما بينها ..


( الحـــدث ): تجدر الاشارة الى الرئيس الصيني شي جين بينغ، قد طرح عام 2013 مبادرة الحزام والطريق  ( الحزام الاقتصادي لطريق الحرير ) و( طريق الحرير البحري للقرن الـ21 ) ..والتي تهدف إلى تطوير وإنشاء شبكة طرق تجارية وممرات اقتصادية، وبنية تحتية، وقد وقعت حتى الآن، 126 دولة و29 منظمة دولية على اتفاقيات تعاون مع الصين، حول هذه المبادرة، التي تمثل استراتيجية تنموية تتمحور حول التواصل والتعاون بين الدول والمناطق، لتوثيق الروابط التجارية والاقتصادية بين آسيا وأوربا وأفريقيا وما حولها.

إرسال تعليق

0 تعليقات