البروفيسور وضاح التميمي سيرة علمية متجددة ومسيرة عملية حافلة بقصص النجاح

مشاهدات




حسن راسم محمد


لا بد أن نعلم بأن التقدم الحضاري والثقافي وماشابهه من التقدمات الأخرى في مجالات العلم ومجالات الواقع التي تشهدها الشعوب والاوطان لم تكن ناتجة عن خواء بل كان وراء هذا التقدم نخبة وصفوة قد اتصفوا بصفات العلم العميق والتفكير السمت والرؤيا المستقبلية والمنهجية الصائبة في تقدم الأمم وازدهارها حيث إن هولاء المتنورين جددوا الحاضر  بفهم الماضي، حيث إن هذه العقول تغذت بالافكار السليمة والبنائة وتطورت بتطور الازمان ومواكبة للرقي الحضاري والفكري، ولم تجعل نفسها دائرة في بوتقة التقليد من جهة الموروث الثقافي او الفكري بل كانت مزدهرة كأزدهار الاشجار في فصل الربيع،

إن العقل الجيد والعقل المتمتع بالدهاء والحنكة هو الذي يؤسس قواعد المجتمع وينشأ لها الأجيال التي من شأنها أن تجعل اوطانهم وشعوبهم مرتبطة بعجلة التطور والحداثة والعولمة التي تشهدها الامم الآن من السرعة في كل شيء بالصناعة والانتاج والتطور الفكري الكبير، وغيرها من الاشياء التي تصب في ازدهار البلدان وخدمة الاوطان،

 وارتأيت اليوم وبكل فخر وسرور بأن أتكلم عن شخصية فذة ورائعة جدا كانت مثالا حسنا وقدوة جميلة لما ذكرناه آنفا وبسبب ملازمتي ومشاهدتي العينية لهذه الشخصية المميزة والتي تتمتع بكل المعايير العلمية والخلقية والتي بدورها وضعت لنا بصمات جميلة في جميع النواحي المعرفية والخدمية والاجتماعية،شخصية كانت متأثرة جدا بما رأته من النمو الحضاري والتكنلوجي والصناعي في الحضارة الغربية وحاولت ان تنقل لنا ولو قدر المستطاع من هذه الثقافة التقدمية على أرض الواقع التعليمي والخدمي،

انها شخصية البروفيسور وضاح التميمي الذي كان له البصمة في سيرته ومسيرته العبقة حيث تبوأ مناصب معينة وكان هذا التبوأ هو الحقيقة التي اخرجت لنا سلوكيات الدكتور وضاح التميمي وبما شاهدناه من أثراءه للواقع من ازدهار عمراني وخدمي وبيئي في المكان الجامعي الذي كان يترأسه وسأتكلم عن سيرته العطرة الاجتماعية والعلمية على مسافة واحدة بأذن الله ومن ناحيتين وهما عندما كان يترأس المعهد التقني وما أحدثه من طفرة ايجابية ومن الناحية الاجتماعية بما يخص سلوكه الجميل وتأثيره في نفوس الكوادر البشرية(أساتذة وطلاب)"


"ان الدكتور وضاح التميمي يعتبر نجما لامعا وتحفة أخلافية وواحة سلوكية يشهد بها كل من رأى هذا الشخص او اطلع على سيرته المباركة فمن الناحية الاجتماعية يعتبر هو سليل لعائلة تربت وترعرعت في المضايف العشائرية التي كانت تغذي روادها بكل معاني القيم الحميدة والمبادئ الرصينة والسلوكيات الرائعة ودروس الثقافة الاجتماعية التي ترسخ كل ماهو جيد ورائع وهادف من رسالآت أخلاقية وسلوكية تسمو بالانسان تهذبا وأخلاقا،فهو كان من سليل هذه العائلة المباركة العطرة والتي أحاطت بها السمعة الجيدة والقول الحسن والفعل الموزرن،

وأيضا إذا نظرنا له من نظرة علمية ومعرفية نجده بأنه تدرج من طالب في كلية الهندسة الى حصوله على شهادة الماجستير ثم الدكتوراة في بريطانيا ثم تسلسله بالالقاب العلمية الى أن وصل الى مرحلة الاستاذية بتخصصه الذي كان به شغوف جدا ومن ثم نال على برائة اختراع وسجلت له مع عدد من الأساتذة وتقديمه البحوث الرصينة والتي كانت تنشر في مجلات عالمية مقيمة ومقدرة جدا ومشاهده من علماء وأساتذة وفي عدت تخصصات ومن ضمنها مجلة سكوباس العالمية، وأن دل هذا الامر دل على الكفائة العلمية التي يتمتع بها ومدى تأثره بثقافة الابداع والانتاج"


من ناحية عندما كان عميدا للمعهد التقني بعقوبة


"وسأتكلم باعتباري أحد الطلبة الشهود على مرحلة تطور المعهد التقني وازدهاره بين عام 2014 الى عام 2017 وما شهدته هذه الحقبة من تطورات خدمية وبيئية وأجتماعية وعلمية كبيرة جدا،

عندما دخلت المعهد في عام 2014 كان صرح المعهد لم يكن في المستوى المطلوب من جميع النواحي ولك أكن بالصورة الواضحة كانت الانظار تجاهه هي نظرات إستهزاء وازدراء وتصغير من شأنه وذالك لما شهده المعهد من شلل وتعثر في تقديم الخدمات العلمية والعملية في فترات سابقة ولم يكن في المستوى المطلوب كبقية أقرانه من صروح الجامعات المزدهره والمتطورة، 


عندما تسلم الدكتور وضاح التميمي هذا الصرح المبارك كانت نظرته له هو أن يؤدي الدور الذي رسمه له في حياته وكان مخططا له منذ فترات سابقة من اجل النهوض به وعلى جميع المستويات وها هي الفرصة قد حانت له الآن لك يقوم بالثورة العمرانية التي سينبهر بها جميع الاوساط في محافظة ديالى الاجتماعية منها والعلمية،

حيث قام بوضع اللمسات الجميلة وحسب ما مخطط له وحسب الستراتيجية التي رسمها، والبداية كانت هي من تطوير مرافق الحدائق التي كانت عبارة عن ارض جدباء لا يوجد فيها شيء يسر الروح او يفرح العقل او يحفز الوجدان حيث قام بثورة كبيرة جدا من اجل تطويرها عمرانيا وهندسيا فاجتمع بالكوادر وبدأت المباشرة برسم هيكلية جميلة ووضع خطط ومرتسمات رائعة من اجل تنفيذها على ارضع الواقع ملبية للطموح لدى الكوادر العلمية في صرح المعهد من أساتذة وطلاب، فبدأ العمل بها وظهرت لنا بأجمل الصور وأبهاها وأدخلت كل معاني البهحة والسرور في نفوس كل الكوادر لما وفرته هذه الحدائق من مشاهد جميلة ومناظر بهية عند الطلاب والتي كانوا يجلسون فيها ويتسامرون في وقت الفراغ ما بين المحاضرات،

ثم بدأت المرحلة الثانية والمهمة والمفصلية وهي تطوير الخدمات والبنى التحتية داخل اقسام المعهد التي كانت ابنيتها متهالكة وقديمة جدا من جميع النواحي ومن ثم بناء وتطوير اقسام جديدة ضمن معايير الجودة والرصانة وحسب التصاميم الحديثة،حيث بدأ بالاقسام القديمة والمتهالكة بتغيير شكلها خارجيا من تغليف جدرانها بالتصميم الحديث والذي اضاف لها نظرة جميلة لمن يشاهدها، وداخليا ايضا بتجديد مقاعد الطلاب ومن ثم تجديد أسطح الارضيات وغيرها من البنى التحتية التي تصب في خدمة الطلبة والاساتذة،

ثم انتقل من ناحية أخرى مجتمعا بالكوادر الهندسية وذالك من اجل وضع تصاميم الاساس لبناء عدت مرافق في المعهد ومن ضمنها أنشاء قسم الادارة وبمواصفات طابقين وضمن المواصفات الحديثة،حيث بدأ العمل به من الاساس الى أن وصل الى مراحله المتقدمة عمرانيا وخدميا وظهوره بالمنظر الشجي والذي وفر مساحة واسعة في توسيع خطة القبول للطلاب وبما يلبي طموحهم ايضا،ثم استمر بتطوير جميع مرافق المعهد من انشاء المجاري وتبليط شوارعه وأنارة طرقه وتوسيع باقي الاقسام وتزويدها بكافة الاحتياجات الضرورية والمستلزمات التي يحتاجها الطلاب والاساتذة"


ومن الناحية الاجتماعية


"إن أهم ما يميز شخصية الدكتور وضاح التميمي بعد العلم والمعرفة هو الجانب الاجتماعي والحس الوطني الذي كان يتمتع به،حيث لم اراه ولم يراه الطلبة أنه كان في يوم من الايام يستخدم مفردات الطائفية او المذهبية الضيقة او التمييز العنصري لطالب على حساب آخر،

حيث كان وبكل ثقة منارة عظيمة للأعتدال والوسطية بين جميع الكوادر الطلابية والتعليمية،وعلى الرغم ما شهدته الاوضاع في تلك الحقبة من تشنجات أمنية وسوء وتردي في جميع الاوضاع بقى محافظا على النسيج الاجتماعي داخل صرح المعهد والذي كان يمثل جميع طوائف ديالى المختلفة حيث نشر ثقافة المحبة والسلام والاعتدال وغرس هذه المعاني في جميع النفوس من خلال المؤتمرات والندوات التي كان يدعوا لها ويقيمها بصورة مستمرة في صرح المعهد وذالك لك يتحقق السلم المجتمعي بين كافة الطلاب وابعادهم عن ساحة التفرقة المذهبية التي لو انتشرت لهدمت كل شيء،

ثم إن مما كان يتميز به هو احتكاكه المباشر مع جميع الطلاب محاولا الاستماع لهم وتقديم المساعدة بصورة مباشرة او غير مباشرة حتى ان بعض المساعدات التي قدمها كانت خارج الصرح،

 كان يعطي ارقامه الخاصه الى الطلاب في حال عجزهم عن شرح مشاكلهم له في داخل المعهد الذي قد يكون وراءه الحياء او الخصوصية حيث كان مراعيا لهذه الامور وحلها خارج المعهد من خلال استماعه لما يريدون توصيله له،ولم يكن يعرف الجلوس خلف الكرس بل كانت جولاته الصباحية مستمرة حتى المسائية يقوم بزيارة كافة الاقسام ومرافق المعهد وبصورة دائمة من اجل وضع اليد على بعض المشاكل وحلها ميدانيا،حيث ان هذه الصفات نراها في القواد الحقيقيون الذين يعرفون الادوار المعطاة لهم وفهموا معنى المسؤولية التي تقع على عاتقهم والذين تأثروا بأفكار القيادة السليمة وافكار الادارة الناجحة إذ لا يمكن لأي مؤسسة او منشأة ان تنجح او تزدهر من دون وجود إدارة جيدة ورصينة،فالأمر واقع هنا على الاسباب والنتائج"


"ان الكلمات في هذا المقال لم تسعنا كاملة في سرد السيرة المباركة والمسيرة العطرة التي تركها الدكتور وضاح التميمي في عقول وقلوب الطلاب والاساتذة وأن الحديث ليطول ثم يطول عندما نتحدث عن انجازاته وأبداعاته ومقامه العلمي والاجتماعي والمعرفي الكبير بين الاوساط،لكن ارجوا ان قدمت بعض المقتطفات عن سيرة ومسيرة هذا الرجل المعرفي العميق"

إرسال تعليق

0 تعليقات