باني بغداد واول حكامها عام ١٤٥ هج سنة ٧٦٢ م الخليفه العباسي المنصور وبعض ما قال فيه الموءرخون

مشاهدات




طارق حرب


هو أبو جعفر وجعفر ابنه الاكبر لذا يسمى جعفر الاكبر الذي توفي بعد اكمال بناء بغداد ودفن في مقابر قريش ( المشهد الكاظمي)  وهو والد زبيده زوجة هارون الرشيد وحفيدة المنصور  واسم المنصور الكامل عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس  اي الذي يفصله عن الصحابي عبد الله بن عباس إ ثنان هما والده وجده وهو الابن الاكبر في العائله واكبر سناً من اخيه ابو العباس السفاح الذي كان اول خلفاء بني العباس وكان حاكماً للكوفه حيث تولى المنصور نقل الدوله العباسيه من الكوفه الى الهاشميه ومكانها غرب  مدينة اليوسفيه والمحموديه ولكنها رفضها وتولى بناء بغداد.

وأمه سلامه البربريه لذلك قيل في عهده ملك الدول ابنا بربريتين المنصور وعبد الرحمن بن معاويه اي المنصور في بغداد وابن معاويه في الاندلس ابناء بربريات  وولده ابو عبد الله محمد بن المنصور الي يلقب بالمهدي الذي روى عن والده المنصور الذي وصفه السيوطي في كتاب تاريخ الخلفاء فقال( كان فحل بني العباس هيبة وشجاعة وحزماً وجبروتا جامعاً للمال تاركاً للهو واللعب كامل العقل جيد المشاركه في العلم والادب فقيه النفس قتل خلقاً كثيراً حتى استقام ملكه وكان فصيحاً بليغاً مفوهاً خليقاً للأماره وكان غاية في الحرص والبخل فلقب( ابا الدوانيق) لمحاسبته العمال والصناع على الدوانيق والحبات). وأول ما فعله المنصور بعد توليه الخلافه عام ١٣٧ هج في الكوفه قتل ابا مسلم الخراساني صاحب الدعوه العباسيه وممهد مملكتهم وفي عام ١٤١هج قتل المنصور الراونديه الذين كانوا يقولون بالتناسخ وفي عام ١٤٥ هج قتل المنصور الاخوين محمد وابراهيم ابني عبدالله بن حسن لخروجهم عليه وآذى المنصور خلقاً من العلماء كما يصف السيوطي منهم ابو حنيفه وعبد الحميد بن جعفر وابن عجلان ومالك بن أنس وخلع المنصور عمه عيس بن موسى من ولاية العهد وكان ابا العباس السفاح قد جعل عمه عيس بن موسى ولياً للعهد بعد المنصور وعهد المنصور بولاية العهد الى ولده المهدي وفي عام ١٥٠ هج خرجت الجيوش الخراسانيه عن طاعة المنصور بقيادة احد الامراء واستولت على اكثر مدن خراسان وعظم الخطب وأشتد الامر على المنصور فجهز المنصور لحربهم وكانت واقعه مشهوره فضربت اعناق أربعة عشر الفاً منهم وفي عام ١٥٣ هج الزم المنصور رعيته بلبس القلانس الطوال ومما يروى عنه انه قال: ان الملوك اربعه هم معاويه وعبد الملك وهشام وأنا والثلاثة الاولى هم اركان الدوله الامويه والرابع هو المنصور وفي خطبة مشهوره القاها على منبر يوم عرفه بعد ان حضر الناس للحج فقال في خطبته ( ايها الناس انما انا سلطان الله في أرضه أسوسكم بتوفيقه ورشده  وخازنه على فيئه اقسمه بارادته واعطيه بأذنه وقد جعلني الله عليه قفلاً اذا شاء ان يفتحني فتحني لأعطاءكم وان ساء ان يقفلوي عليه أقفلني …)

ويقول الاوائل فيه ؛ كان المنصور في ولد العباس كعبد الملك في بني أميه في بخله ومما يروى انه اعجب بشعر قاله شاعر للمنصور وهنا سأل المنصور الشاعر الذي كان من اهل المدينه الذي كان يوصف بالاكثار من الخمره  ساله عما يطلب فقال الشاعر للمنصور اعطني كتاب الى عاملك في المدينه بأن لا يحدني اذا وجدني سكراناً فقال المنصور انه لا يعطل حداً من حدود الله باعتبار ان عقوبة شارب الخمر هي من حدود الله وهنا قال الشاعر للمنصور: تحتال لي اي جد لي طريقه اتخلص بها من عقوبة عامل المنصور على المدينه وهنا كتب المنصور الى عامله بالمدينه انه من أتاك بهذا الشاعر سكران فأجلده مائة جلده واجلد الشاعر ثمانين جلده وبذلك تخلص الشاعر وروي ان احد من يتصف بالبلاغه كتب الى المنصور يسأله الزياده في عطاءه اي زيادة راتبه فأجابه المنصور ان الغنى والبلاغه لا يجتمعان واذا اجتمعا في رجل أبطرتاه وأمير الموءمنيين يشفق عليك فاكتف بالبلاغه اي ان المنصور تخلص من طلب هذا وقالوا ان المنصور في ولد العباس كعبد الملك في بني اميه في بخله ومن كلامه ان الملوك تحتمل كل شيء إلا ثلاث: افشاء السر والتعرض للحرم والقدح للملك ويذكرون ان المنصور لم يكن يظهر لندمائه بشرب ولا غناء بل يجعل بينه وبين الندماء ستاره وبينهم وبينها عشرون  ذراعاً. ويذكرون ان المنصور أول خليفه قرب المنجمين وعمل بأحكام النجوم وكان اول خليفه ترجمت  الكتب السربانبه والاعجميه بالعربيه ككتاب كليله ودمنه وهو اول من استعمل اي عين  مواليه 

في الوظائف وقدم الموالي على العرب وفي عهد المنصور ببغداد وغيرها من الامصار التي تتبع بغداد شرع علماء الاسلام في تدوين الحديث والفقه والتفسير فصنف ابن جريج بمكه والامام مالك صنف الموطأ بالمدينه والاوزاعي بالشام وبن ابي عروبه وحماد بن سلمه وغيرهما في البصره ومعمر باليمن وسفيان الثوري بالكوفه وصنف ابن اسحاق المغازي وصنف ابو حنيفه الفقه والرأي وكثر تدوين العلم وتبويبه ودونت كتب العربيه واللغه والتاريخ وأيام الناس.

إرسال تعليق

0 تعليقات