د.ريكان ابراهيم
ماكنتُ أعرفُ مامعنى رحيلِ أبٍ
حتى رحلتَ فصار الحزنُ أغنيتي
وصرتُ أعرفُ انَّ الكونَ اجمَعهُ
خالٍ بدونِكَ من معناهُ ياابتي
وأسألُ الناسَ إنْ يضحكْ لهم أحدٌ
أتضحَكونَ وفي بطنِ الثرى رئتي؟
كأنّما لم يمتْ الاّ أبي فلقَدْ
كتبتُ فوق يدي بالوشمِ:لم يمُتِ
نسيتُ كُلَّ منادى حين غادرني
إلاّ أسمَهَ فهو ماأبقاهُ من لُغتي
وصار سَيّدَ أوقاتي البكاءُ على
أبي وأصبحتِ الآلامُ سيّدتي
في كلِّ زاويةٍ مني أرى أثراً
فكُلُّهُ فيَّ مطبوعٌ على شفتي
ولم أزُرْ قبرَهُ يوماً لأنَّ أبي
حيٌّ ويسكنُ في قلبي وأقبيتيِ
ولستُ أرثيهِ ،هل يرثى الخلود،وفي
ذكراهُ أصبحَ كُلّ الكون اجنحتي؟
فأقسمت خلجات الطهرِ في بدني
ان لا أُغازلَ ممدوحاً بأخيلتي
***
ياليتني جئتُ من أُميّ بدون أبٍ
كي لا يموتَ فألقى فيه كارثتي
او أنّها أنكرتني أنْ اكونَ لهُ
أو أننيّ مَيّتٌ في بطنِ والدتي
أو أنَّ ذاكرتي شاختْ على صِغَرٍ
حتّى اذا ماتَ لم يخَلدْ بذاكرتي
أو أنْ يعودَ أبي من موتهِ ليرى
حُزْنَ العواطفِ في روحي وأوردتي
أقولها وأنا منها على ثقةٍ
وصيحةُ الصِدْقِ في أوتارِ حَنْجرتي:
لن يعرفَ المرءُ حُبَّ الوالدينِ لهُ
حتى يصيرَ أباً أو ثَدْيَ مُرضعةِ
0 تعليقات