الأستاذة احلام طارق
يعيش الانسان على هذه الارض فيتعلم منذ الصغر الكثير من العادات و التقاليد من الاهل و البيئة و عند الذهاب للمدرسة يتعلم القراءة و الكتابة و العلوم و المعرفة و يتعلم من المجتمع الكثير الا حب الوطن غريزة جُبل الانسان على حب وطنه بالفطرة تولد معه و بداخله منذ ولادته ...فالوطن الذي نعيش عليه ليس مجرد ارض و سماء و انهار بل هو :
- دين
- عقيدة
-هوية
-انتماء
-زائداً الارض
فحب الوطن ليس مجرد كلام انشاء يكتب او قصيدة وطنية تلقى او مقال ذات عبارات رنانة ... حب الوطن يتجسد بالأفعال في الدفاع عنه و عن كيانه و عن أمنه و استقراره .
لكن ما يحصل في بلدنا غير كل الموازين و الأعراف التي نشأنا و تربينا عليها ... اصبحنا نسمع في الأخبار عن دخول قوات اجنبية تصول و تجول على أراضي وطننا و نكتفي فقط بتعليق مقدم الأخبار و تكتفي الحكومة فقط بالشجب و الاستنكار و بعبارات لا تزيد عن سطرين تسلم للسفير او القائم للأعمال للدولة الغازية ...
اصبحنا نسمع عن طريق الأخبار دخول قوات من الجيش التركي و التوغل في شمال العراق و تنفيذ عمليات عسكرية بحجج و ذرائع واهية منها ملاحقة مسلحي حزب العمال الكردستاني او ما يسمى البكاكا ... ففي شهر نيسان الماضي شنت القوات التركية عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال العراق و قالت مصادر عراقية محليه ان الهجوم استهدف منطقتي افاشين و ميتينا داخل الأراض العراقية و حلقت طائرات تركية في سماء المنطقة بينما انزلت مروحيات تركية قوات خاصة من الجيش التركي في المناطق الجبلية و اطلق على هذه العملية باسم مخلب البرق .
كذلك في شهر شباط الماضي ايضا شنت القوات التركية عملية عسكرية اخرى ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في مناطق عديدة في محافظة دهوك شمال العراق و سميت هذه العملية مخلب النسر -2 .
وقال الرئيس التركي اردوغان معقبا على العملية العسكرية ان العملية بدأها الجيش التركي ضد منظمة حزب العمال الكردستاني شمال العراق و الهدف منها هو القضاء التام على الوجود الارهابي على الحدود الجنوبية و القضاء على التهديدات ضد تركيا ، و أشار اردوغان الى انه تم قصف الكهوف من البر و الجو فيما قامت مروحيات تركية بإنزال قوات خاصة الى المنطقة التي تشهد قصفا مكثفاً من الجو بدعم من المسيرات F-16 و مروحيات اتاك و بمشاركة 5000 جندي تركي بالعملية العسكرية .
و يذكر ان تلك العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات التركية في شمال العراق تأتي في أعقاب زيارة قام بها وزير الدفاع التركي لكل من بغداد و أربيل وهو ما يتبادر للأذهان بأن تلك العمليات شنت بضوء اخضر من حكومة الكاظمي و البرزاني .
فيما صرح عضو البرلمان العراقي عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني عبدالعزيز حسن قائلا : ان ممارسات الحكومة التركية و تدخلاتها المستمرة في شمال العراق ليست بذريعة مطاردة حزب العمال الكردستاني و علينا ان ننظر للقضية بوجهة نظر اوسع فنرى التدخلات التركية في ليبيا و سوريا و قبرص هذه التدخلات تدل على ان تركيا لديها ستراتيجية توسعية لزيادة رقعتها الجغرافية و اعادة الإمبراطورية العثمانية .
فهناك تواجد لحزب العمال الكردستاني داخل الاراضي التركية لماذا لا يتم القضاء عليه و مطاردته من قبل القوات التركية و نرى فقط هذا التدخل و التوغل داخل الاراضي العراقية و قصف المدن و القرى و تهجير السكان المدنين و تجريف الاراضي بحجة مطاردة فلول حزب العمال الكردستاني و الذي يعتبر هذا التدخل خرق واضح للسيادة العراقية .
يشار ان وزارة الخارجية العراقية كانت قد استدعت سفير تركيا لدى العراق مرتين سلمته مذكرة احتجاج على اثر الاعتداءات الاحادية الجانب المتكررة ذات الطابع العدائي و الاستفزازي الذي تقوم بها تركيا على مناطق متعددة في شمال العراق و التي طالت المدنين العزل و تدمير البنى التحتية و ألحقت خسائر جسيمة وبث الذعر بين صفوف المدنين .
و ردت وزارة الخارجية التركية مؤكدة ان انقرة عازمة على اتخاذ التدابير الضرورية كافة في إطار مبدأ الدفاع عن النفس ضد الأنشطة المنبعثة من الاراضي العراقية و المهددة لأمنها و استقرارها
العجيب الغريب في الامر اكتفت الحكومة العراقية فقط بموقفها الهزيل و هو تقديم مذكرة احتجاج بينما تركيا مصرة على موقفها العدائي الاستعماري بتوسيع رقعة عمليتها العسكرية و بناء قواعد عسكرية و مقرات تركية في شمال العراق مستغلة في ذلك ضعف اداء الحكومة العراقية و لانشغالها بالصراع على السلطة و تفشي الفساد في المؤسسات العسكرية من شأنه يزيد في الاطماع التركية لكونها متيقنة بأن العراق ليس لديه القدرة العسكرية لمواجهة تلك التدخلات بعد ان انهكته الحروب الداخلية و الحرب على الاٍرهاب الكثير من قدرات و طاقات الجيش العراقي و لعدم امتلاكه الآلة العسكرية المتطورة و لعدم قدرته على مواجهة الجيش التركي الذي يمتلك احدث الاسلحة المتطورة بعد ان كان الجيش العراقي جيشاً عقائديا مهنياً يشار له بالبنان .
هكذا هو حال العراق اليوم عراق بلا سيادة ...
0 تعليقات