الكلام نعمة الهيه

مشاهدات



بقلم صادق سعدون البهادلي / العراق


ان كل نعمه الهيه مهما كان حجمها تستوجب الشكر لله ومعنى الشكر هو أن يكون في داخل القلب احساس بالشكر والامتنان ،وأن لا يكون هذا الشكر متوجها للذات الإلهية المقدسه وهو الله الصمد الذي لا يحتاج إلى احد ويحتاج اليه كل أحد فلا الشكر باللسان ولا الامتنان بالقلب يمكنه أن يقدم شيئا لله  تعالى إ ن شكر النعمه في الواقع هو أن نعرف واجبنا اتجاهها ومن ثم اداءنا لذلك الواجب إن واجبنا اتجاه كل نعمه من نعم الخالق لايدعونا للاستفاده من تلك النعمه بالشكل المعقول والمناسب في إطار التكليف وتحت عنوان أداء الواجب فاللسان والقدرة على الكلام واحده من نعم الله الكبرى التي وهبها للانسان حتى إن الفلاسفة اعتبروا ان ميزة الإنسان الوحيده عن الحيوان هي القدره على البيان والكلام اذ يعتبر ذلك مظهرا من مظاهر الادراك وممثلا عن الفكر والعقل كما في قوله تعالى(الرحمن علم القران خلق الإنسان علمه البيان ) سوره الرحمن وعلى هذا الأساس تمكن الإنسان من إبراز مايختلج في باطنه من معان ونقلها للآخرين والأجيال ولو لا ذلك لما أمكن الانسان ان يحي حياته الاجتماعيه.ان هذه النعمه تستوجب الشكر الذي يتجلى في استخدام اللسان في التعبير عن الحق والحقيقة وتجنب الكذب والغيبه والنميمه لقد خلق الله  الإنسان ليكون داعيا إلى الحق وهاديا إلى الصراط المستقيم لاوسيله للخداع والضلال والضياع   والنفاق يقول الإمام علي عليه السلام( ان من عزائم الله في الذكر الحكيم التي عليها يثيب ويعاقب  ولها  يرضى ويسخط انه لا ينفع عبدا وان اجهد نفسه وأخلص فعله أن يخرج من الدنيا لاقيا ربه بخصلة من هذه الخصال لم يتب منها أن يشرك بالله فيما افترض عليه من عبادته أو يشفي غيظه بهلاك نفس أو يعر بامر فعله غيره او يستنجح  حاجة الناس بإظهار بدعة  في دينه اويلقي الناس بوجهين او يمشي فيهم بلسانين)وفي مناسبة  أخرى يقول الامام علي عليه السلام  ولقد قال لي رسول الله  صل الله عليه واله  وسلم(اني لا اخاف على أمتي مؤمنا ولا مشركا اما المؤمن فيمنعه الله بايمانه واما المشرك فيقمعه الله بشركه ولكني اخاف عليكم كل منافق الجنان على اللسان يقول ماتعرفون ويفعل ماتنكرون ) ظاهرة حمل وديع وباطنه ذئب كاسر نعم ان هذا الإنسان الذي هو نعمه من نعم الله يمكنه أن يكون اكبر الكبائر عندما يكون وسيله للكذب والنفاق والبهتان والغيبه وغير ذلك كما يقول عليه السلام في دعاء له ( اللهم اغفر لي ما انت اعلم به مني فإن عدت فعد علي بالمغفره  اللهم اغفر لي ما رأيت من نفسي ولم تجد وفاء له من عندي اللهم اغفر لي ماتقربت به إليك بلساني ثم خالفه  قلبي اللهم اغفر رمزات الالفاظ وشهوات الجنان وهفوات اللسان ) وفي ختام مقالتي هذه ارجوا من الله ان يبارك في كلامنا وكلام كل مؤمن يريد الخير لأمته وإخوانه المسلمين وان  يدخل في قلوبنا الفرح والسرور من أجل أن يكون كلامنا نعمه من نعم الله.

إرسال تعليق

0 تعليقات