المرأة العراقية وحراك تشرين الجماهيري

مشاهدات





سحر صلاح الخزاعي


شكلت تظاهرات تشرين والتي انطلقت عام 2019 حراكا جماهيريا غير مسبوق ضد سلطة الأحزاب الحاكمة والتي تصورت إنها ضمنت البقاء بإستخدام الإنتخابات كصورة للديمقراطية متناسية إن تماديها الكبير في استغلال السلطة بالشكل التعسفي الخاطيء يمكن له ان يجعل الجماهير تنتفض.

الملاحظ في هذا الحراك الذي انطلق من ساحة التحرير وسط بغداد ليشمل فيما بعد جميع اغلب محافظات العراق هو إشتراك جميع الفعاليات المجتمعية فيه فتجد المواطن البسيط بجانب أستاذ الجامعة وبجانب العامل والكاسب والموظف مع المرأة والشاب والشيخ الكبير.

حتى استطاع الحراك اسقاط حكومة الدكتور عادل عبد المهدي ومازال مستمرا ذلك الحراك لعدم قناعته بالمتغيرات.

نسوق هذه المقدمة من اجل الدخول الى الحديث عن مساهمة المرأة العراقية وبشكل كبير في هذا الحراك الجماهيري.

غمما يلفت النظر وهو أمر لم يكن متوقعا بل هو أحد أهم ايقونات التظاهرات هو الحضور المائز للمرأة والذي فاق مشاركة الرجل في مجتمع يعد مجتمعا ذكوريا عشائريا ،

فكسرت المرأة بصنوفها المتعددة ( طالبة جامعية او موظفة او مثقفة اديبة  او ربة بيت او امرأة من صلب البيئة الشعبية  ) كل ذلك في مجتمع يعد محافظا وهذا لم يقتصر على بغداد العاصمة بل الى المحافظات الاخرى ذات الطابع العشائري .

وهنا في شراكتها بل لانبالغ أن قلنا في تصدرها لمشهد التظاهرات قبل الرجل اثبتت انها ذو قدرة كبيرة على احداث التغيير بل اكتشف الجميع انها لا تساهم مساهمة عادية بل افرزت لنا أنها أمرأة مثقفة واعية من طراز فريد، 

فهي تتحدث بشجاعة مليئة بثقافة في محاور متعددة وواعية بما لها وما عليها تجاه مجتمعها ولقد رصدت الكاميرات المئات من هذه الشواهد.

وتعرضت ومازالت تتعرض الى الآن لعمليات الإختطاف والإغتيال من قبل اتباع الأحزاب الراغبة في اطفاء التظاهرات لسلامة بقائها في السلطة ورغم كل ذلك تجدها لاتتردد في المساهمة بل وقيادة الحوارات التلفزيونية لتوضيح توجهاتها رغم إن ظهورها على شاشة التلفزيون يعزز فرص تعرضها للمخاطر مما اثبت إنها تمتلك روحية التضحية والقيادة وبشكل مؤثر رغم محاولات الأحزاب بث الرعب وبث الشائعات للنيل منها اجتماعيا لوحودها ليل نهار في ساحة التظاهرات ولكنها فشلت اي الاحزاب واستمرت المرأة في نشاطها احساسا منها بصرورة المشاركة في بناء البلد .

إرسال تعليق

0 تعليقات