محمود الجاف
اليهود : هم أبناء قومية وأمة تتبع الديانة اليهودية . يعدون أنفسهم من نسل أهالي مملكة يهوذا الذين يُنسبون إلى أربعة من أسباط بني إسرائيل الإثني عشر : يهوذا وسمعون وبنيامين ولاوي . افترقوا بعد السبي البابلي . اما الصهيونية : فهي حركة سياسية ظهرت أواخر القرن التاسع عشر وطالبت بالهجرة الى فلسطين بدعوى أنها أرض الآباء والأجداد ورفض اندماج اليهود في المجتمعات الأخرى للتحرر من معاداة السامية والاضطهاد الذي وقع عليهم في الشتات . ارتبطت بشخصية ( هرتزل ) الذي يُعد الداعية الأول لهذا الفكر الذي تقوم على آرائه الحركة في العالم وبعد تأسيس ( إسرائيل ) عام 1948م أخذت على عاتقها توفير الدعم المالي والمعنوي لها .
والفرس : هم سلالة تعود أصولها إلى المجموعة الأريانيّة وتتكلّم اللّغة الفارسيّة . وهناك يهود فرس : وهم الموجودين في إيران والعالم منذ زمن الملك الأخميني أحشويرش الأول حسب سفر أستير في الكتاب المقدس وكان الملك كورش الكبير قد سمح لهم بالعودة إلى القدس . يبلغ عددهم حوالي 300 ألف نسمة منهم 200 ألف في ( إسرائيل ) و60 ألف في الولايات المتحدة وحوالي 9,000 في إيران . يتكلمون اللغة الفارسية والعبرية والكردية . هذه الاحصائيات هي لليهود الفرس فقط ...
نشأ اليهود كمجموعة دينية خلال الألفية الثانية قبل الميلاد في جزء من بلاد الشام المعروفة بإسم أرض إسرائيل في أدبياتهم وانتشروا في أنحاء العالم . يعيش 41% منهم في امريكا و 13.3% في كندا وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وروسيا والأرجنتين وأستراليا والبرازيل .عاداهم المصريون والآراميون والفلسطينيون الكنعانيون والآشوريون والبابليون والكلدانيون والإغريق والروم والنصارى والأنباط ثم العرب المسلمون . ولم يكن في كل تاريخهم احدا قريبا منهم إلا المجوس الذين حالفوهم ونصروهم ؟...
في عام 721 ق . م . نقلهم الآشوريون إلى حران والخابور وكردستان وفارس . اندمجوا تماماً في الشعوب المجاورة لهم في المنفى ولم يبقى أثر للأسباط العشرة ولكن بقيت المملكة التي فيها سبطي بنيامين ويهوذا وقد هوجمت من المصريون والفلسطينيون العرب وسقطت عام 597 ق.م. بيد نبوخذ نصر ولاحت الفرصة لهم للعودة عندما أسقط قورش بابل 539 ق . م . ومدَّ نفوذه إلى فلسطين التي دخلت في عصر السيطرة الفارسية 539-332 ق . م. اعادوا بناء الهيكل وتمتعوا فيها بالاستقلال الذاتي وحتى اليوم يقوم الرأي الإيراني على الأساس الذي وضعه قورش وهو انهم جنس له شبه كبير ببالفرس ويمكن الاستفادة منهم من خلال إغرائهم بالمال . زالت مملكتهم بقدوم الاسكندر الأكبر ثم الإغريق حتى جاء الرومان وثاروا على حكمهم عام 66 م ولكنهم دخلوا القدس وأعملوا فيهم القتل والنهب والحرق ودمروا الهيكل تماما وبيع الكثير منهم عبيداً في أسواق الامبراطورية بأبخس الأثمان . ثم ثاروا مرة أخرى فنكلوا بهم وحظروا عليهم دخول إيلياء . المدينة التي بناها الرومان على أنقاض القدس وعندما دخلوا النصرانية ازدادوا عداءً لهم .
ولما ملك الفرس بيت المقدس قتلوا النصارى وهدموا الكنائس وأعانهم على ذلك اليهود . فلما سار هرقل إليهم استقبلوه بالهدايا وسألوه أن يكتب لهم عهدا ففعل . وعندما شكا إليه النصارى ما جرى لهم قال : وما تريدون ؟ . قالوا : تقتلهم . قال : كيف أقتلهم وقد كتبت لهم عهدا بالأمان . قالوا : إنك لم تكن تدري انهم ذبحونا وهدموا كنائسنا وقتلهم هو قربان نحن نتحمله ونكفر عنك هذا الذنب ونجعل لك جمعة كاملة نصومها . فأجابهم وقتل من اليهود حول بيت المقدس وجبل الخليل مالا يحصى عدده .
لم يعرفوا حليفاً لهُم في كل تاريخهُم إلا الفرس . وما أشبه اليوم بالبارحة ! ... استخدموهم من اجل الوصول الى اهدافهم وعندما بدأت الحركة الصهيونية تخرج عن نطاق سيطرتهم عادوا الى وسائلهم القديمة ذاتها وهو ما يُؤكده تدمير شعوبنا لصالحهم واضعافنا وفي نفس الوقت ايصالهم الى تحقيق مايطمحون اليه بيسر وسهولة وتمهيد الطريق لهم من اجل تحقيق احلامهم وقد ازفت النهاية ... قال وزير الخارجية الايراني : أن تواجدنا بالقرب من كيانهم ليس فيه تهديد لوجودهم وغرد عبر التوتير مذكرا اياهم بتاريخ الفرس في حمايتهم وسرد ظريف الوقائع بالاعتماد على كتاب استر ( أحد اسفار الديانة اليهودية ) وقال : كتاب استر يبين كيف انقذ الملك خشايار اليهود من مُؤامرة هامان وانقذهم كوروش من اسر بابل وخلال الحرب العالمية الثانية حين كانوا يُقتَلون في اوروبا وفر الايرانيون الملاذ الآمن لهم ”.
لقد أعطت سياسة هدم الدين من الداخل على يد أناس ينتمون إليه في الظاهر نجاحًا باهرًا ولهذا قلنا من البداية أنها حرب دينية ولها مُنظرون تحت الطلب فانتبهوا ؟ يتقدمهم برنارد لويس الناطق باسم اليمين الديني الأميركي الذي وضع كتابين هما (ما الذي وقع ) و ( أزمة الإسلام ) مُلخصهما أن المُسلمين يكرهون الغرب وديمقراطيته لان قرآنهم يدعوهم الى ذلك وليس بسبب احتلال افغانستان والعراق وفلسطين وما يزيد في تأجيج النار هو تنصيب رؤساء موالين لهم في العالم . فقد عملت مُنظمة المسيحيون المُتحدون على ترويج العقيدة الصهيونية حتى يصبح دعم العمليات العدوانية بمثابة الواجب الديني . وفي 2006 م ظهر كتاب خطير في امريكا ( العد التنازلي لأورشليم) كان الأكثر مبيعًا . ونشرت مجلة المسيحية اليوم خلاصة تجمع المُلتقى العقائدي غوردون كونويل انتهى فيه المُشاركون إلى أن الإسلام يعتنقه سنويا حوالي 40 ألف فرنسي و500 ألف أميركي منذ تفجيرات 11 سبتمبر . وفي 1996م انضم هوروفيتز إلى نيناشيا اليهودية مؤلفة كتاب (عرين الأسد) الذي زعمت فيه أن مصر والسودان والسعودية وباكستان هي الأكثر اضطهادًا للنصارى . ونظما مُؤتمرا عُقد في واشنطن تحت عنوان ( أثر الأسلمة على العلاقات الدولية وحقوق الإنسان) دعا إلى إنقاذ مسيحيي الشرق من ( براثن الإسلام) كما وظفوا السينما لإعداد الأطفال لخوض معركة صليبية وشيكة في فيلم بعنوان (معسكر يسوع) يظهرون فيه والدموع تنهمر من أعينهم بينما يقال لهم أنهم مُنافقون وعليهم أن يغسلوا أياديهم من أجل طرد الشيطان وتجهيزهُم للحرب دفاعًا عن الإنجيل وفي مشهد آخر يظهرون وهم يدعون للرئيس الأمريكي رافعين أيديهم وينشدون أغنية الحُكام الصالحين تأكيدا لما قالهُ بوش أن الرب أمرني أن اذهب إلى الحرب واستقبل في 2006 ثلاثة من رموز الإنجيليين في الصين هُم المحامي ليبي غانغ والكاتب وانغ لي والروائي يوجي . اعتبرته بكين لعبًا بالنار من البيت الأبيض . إن الحرب الدينية قائمة وليست قادمة باعتراف رئيس الوزراء الإسباني الأسبق خوسيه ماريا أزنار الذي قال في محاضرة له ( إننا في زمن حرب فإما هم وإما نحن والغرب لم يهاجم الإسلام بل هم الذين هاجمونا ) وكذلك تصريحات البابا التي اتهم فيها الإسلام بالعنف واللاعقلانية .
إن أقوى ضربة وُجهت لديننا جاءت على يد الملالي الذين صوروا للعالم أن ما يجري في ظل جمهورية الموت هو حقيقة هذا الدين فقد نشروا الإرهاب في وجوه عديدة لإسلام خرج من رحم المُخطط الشيطاني الذي إتفقوا عليه حين كان القادة والقدوات يغطون في سُبات عميق . كانت انعكاساته السيئة كبيرة لوجود أجهزة الإعلام التي سعت لإظهارهُ على انه منهج التخلف فقد نفذوا جرائمهم بأشكال تقشعرُ لها الأبدان وتحت أنظار العالم الذي اطلع عليها في ثواني من خلال وسائل التواصل الاجتماعي .
الصفويين واليهود هما وجهان لعملة واحدة . اما وقوفهم ضد الصهاينة فهو ليس من اجل سواد عيوننا بل من اجل نشر الشرك والرذيلة والسيطرة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة ) والسؤال هنا . ما هو الحدث الذي سيُؤدي الى نقل اليهود الى ايران ؟ انه ما يسمى تحرير القدس على يد الملالي وسيطرتهم القريبة جدا عليها . الصفويين واليهود وعملائهم هم الحكام الجدد لفلسطين العربية ... كما حصل مع العراق واليمن وسوريا وافغانستان . وسيحصل للسعودية .
يعيش اعضاء منظمة ناطوري كارتا اليهودية المعادية للصهيونية في القدس . الحركة التي تم تأسيسها عام ١٩٣٥م . وهي تتبع ما جاء في التوراة والإنجيل بأن لا حق لهم في وطن وهم يؤيدون الحق الفلسطيني . ايران قاومت الاحتلال الصهيوني الامريكي نعم . بدليل دخلت بعد ان يئسوا وبدئوا بتصفية قادة المقاومة والمؤثرين الذين تمكنوا من التقرب منهم واغروهم بالمال وجندوهم . قاوم الملالي من خلال تدمير الاراضي العربية والجيوش التي كان يخشونها هم واليهود ومهدوا لهم الطريق في السيطرة المشتركة على اوطاننا . واخيرا اصدرت وزارة الخارجية الايرانية بيانا جاء فيه : "نود التأكيد على أن الحل الوحيد والعادل لقضية فلسطين في إطار حق تقرير المصير يتمثل في إجراء استفتاء شعبي بمشاركة كل الأبناء الأصليين لأرض فلسطين من المُسلمين والمسيحيين واليهود ". لاحظ كلمة ( اليهود . وعد الى احصائية اليهود الفرس . مثل اتباعهم الموالين لهم في العراق ) ودانت بشدة " العدوان الصهيوني الذي أدى إلى استشهاد العشرات من المدنيين وتدمير المباني السكنية والمنازل المأهولة الأمر الذي يُشكل انتهاكا فاضحا لمبادئ حقوق الإنسان والقوانين الدولية " ... نفس اللعبة والطريقة حتى تغرس مخالبها في جسد شعب جديد وتجعل منهم عبيد . والضحية هُم العرب والمُسلمون والنصر النهائي لليهود الذين يتجمعون من اجل بدء المرحلة الجديدة من التاريخ .
المشروع الفارسي اليهودي الصليبي للإطباق على الامة قد نجح وخصوصا في شرق الوطن العربي حيث النفط والغاز والكنوز المكدسة في هذه البقعة من الارض ومحاصرة المقدسات الاسلامية التي يطمح الصفويين الى تدميرها وكذلك اسيادهم . وستبدأ في قادم الايام الصفحات الاخطر والاخيرة من الذل والغربة للإسلام الذي سيعود الى مهده وينطبق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الإسلام لَيَأرِز إلى المدينة كما تأرِز الحية إلى جحرها ) ولكن لا تحزنوا فهي بداية عودة امتنا الى عزها وقوتها من جديد بعد ان نحققُ شرط ربنا الذي وعدنا بالنصر والله لا يخلف الميعاد ...
0 تعليقات