المرشحين وأرقامهم العشرية والمئوية والألفية

مشاهدات




بقلم ابراهيم المحجوب 


في كل مرحلة انتخابية من دورات مجلس النواب العراقي يفاجئ الناخب بوجوه جديده سرعان ما تختفي بعد اعلان نهاية الانتخابات وحيث ان نظام الاقتراع في الدورات السابقة يختلف عن نظام  الدورة الانتخابية المقبلة كونها فرديه وبدون قوائم جماعية ومناطقية وليس شمولية وبذلك سوف يخوض الانتخابات المرشح معتمدا على اصوات ناخبيه دون ان ينتظر اي مساعدة من رئيس كتلته الذي اصبح هو الآخر يواجه صعوبة الفوز فحصوله على مقعد في دائرة انتخابية عدد مقاعدها خمسة فقط في ظل وجود اكثر من مئة مرشح بات ليس بالأمر السهل...

سوف يتنافس الجميع ومن المؤكد ان اغلبهم يتأمل الفوز ولكنه يعرف جيدا ان ذلك مستحيل فكل الاجواء المحيطة به تشير الى عدم وجود قاعدة جماهيرية له ولكن اصراره على الترشيح جاء من خلال اما الاستفادة الشخصية وتشتيت الاصوات فقط او كما يقول المثل الشعبي ((على دگة الطبل خفن يرجليه)) وسوف تظهر النتائج بعد اجراء الانتخابات ولن نفاجئ بحصول المرشح الفلاني ابن العشيرة الفلانية او مرشح القائمة الكبيرة بعشرة اصوات فقط والامر جدا طبيعي للناخب وخاصة ان الشارع العراقي تعود على تقبل النتائج المتفاوتة للمرشحين ولكن هذه المرة سوف يكون لها طعم خاص فكل مرشح سوف يلقى طائره بيمينه وعدد اصواته سوف يعرفها القاصي والداني وعليه ان يتقبل النتائج بكل رحابة صدر فالذي لا يستطيع ان يحصل على عشرات الاصوات وترشيحه جاء لمطامع شخصية كالحصول على سيارة او مبلغ مالي بسيط ولكنه  يتصدر المجالس ويتكلم بلغة الارقام العاليه وحفاظاً على ماء الوجه فمغادرة البلد افضل من بقاءه فيها والذي يتكلم لنا بآلاف الاصوات وانا. وانا...وتظهر نتيجته تحت رقم الالف صوت فعليه ان يعيد حساباته جيدا لأنه اضاع اصوات اقاربه واصدقاءه والتي جمع اغلبها من باب الحياء او ربما احتراما لأسم عائلته او عشيرته ولذلك يستوجب ان يدرس موضوع الترشيح جيدا في المستقبل وعدم المخاطرة بأصوات الناس وان يترك المجال لغيره من المؤهلين لذلك..

اما النوع الثالث والمستحق الترشيح  سواء فاز في الحصول على مقعد برلماني او لم يتأهل لذلك ولكنه حصل على اكثر من الف صوت وربما الفان او ثلاثة فهذا لا يعني انه دخل الانتخابات بطريقة خاطئة لأننا جميعا نعرف ان عدد المقاعد محدود ولابد ان تكون هناك منافسه قوية ومن يحصل على اعلى الاصوات يكون قد تأهل للمقعد النيابي القادم.. ورغم حلاوة الفوز ومرارته في حالة الخسارة الا ان كل مرشح يعرف مسبقاً ان النتائج غير مضمونه ويحددها صندوق الاقتراع في حالة شفافية الانتخابات والتي نتأمل منها ذلك... 

وسواء فاز زيد ولم يفز عمر فالفائز سوف يتحول بطريقة اوتوماتيكية لخدمة كل اهالي محافظته وتنتهي عندها حدود المنطقة الانتخابية الواحدة لأنه بعد الانتخابات مباشرة سوف تبدأ تشكيل الكتل النيابية والتحالفات على اسس مختلفة منها مناطقي ومنها قومي ومنها مستقل والجميع سوف يجلسون تحت قبة البرلمان ليبدأوا مشوارهم السياسي الجديد وعندها سوف نعرف من يقوم بغلق الموبايل ومن يستقبل المراجعين وكل شيء يظهر في أوانه... اعانهم الله على السنتنا النارية في ظل العملية الديمقراطية واعاننا على فراقهم اذا لم نشاهدهم اربعة سنوات اخرى... 

وعاشت الديمقراطية وادام الله لنا سفينة الانتخابات وهي تحمل معها مرشح زماره ومرشح جكسارة ومرشح طياره والجميع سالمين ان شاء الله....

إرسال تعليق

0 تعليقات