بقلم عبد المنعم إسماعيل
جاء القرآن الكريم ليحمل بين طيات صفحاته قضية رئيسية واضحة المعالم محددة الآليات لكل مسلم على ممر التاريخ وفي عالم اليوم .
حدد القرآن الكريم قضية رئيسية له يدركها المسلم القارئ لكتاب الله قال تعالى : الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ.
خصائص القضية العامة التي حددها القرآن الكريم.
١- أن القرآن الكريم كلام الله انزله الله عزوجل لهدف واضح المعالم .
٢- وضوح الغاية العظمى من إرسال القرآن الكريم وهي : لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ.
وهذا الهدف الرباني يوجب معرفة أمرين بكل دقة وشمولية فَهْمْ وَهُمَا :
إدّراك الظلمات بكل مظاهرها وآلياتها سواء ظلمات الشرك وجاهلية تغيير الحق ووثنية القصد والفصل في الأمور .
معرفة محددات النور الشامل الذي جاء به القرآن الكريم والسنة المحمدية الصحيحة الشارحة والمبينة للقرآن الكريم كلام الله المُنْزَل .
ومن هذين الأمرين تتشكل المعرفة لحقيقية الفكر الرشيد للمسلم المعاصر فلا تنزوي به حيل وهم الجاهلية المعاصرة بكل صورها وأكاذيبها الماكرة الساعية لتغيير عقول الاجيال تجاه تصورها لحقيقة المهمة الربانية لطبيعة الخطاب القرآني.
همسات :
الجهل بطبيعة الخطاب القرآني يعتبر يعتبر المؤسس الفاعل للخلل الذي يسيطر على العقل المعاصر ففساد التصور لطبيعة الباطل يُؤسس لخلل التبعية لكل أساليب الجاهلية المعاصرة التي حذرنا منها النبي صلى الله عليه وسلم في سنته.
التعايش مع الظلمات وعدم الشوق لصحبة نور التوحيد والسنة وفهم الصحابة رضي الله عنهم أجمعين دلالة قطعية على عدم إدراك حقيقة القضية والمهمة التي جاء بها ولأجلها القرآن الكريم.
كيف يمتلك المسلم المعاصر قلباً لا يتعايش مع قليل الباطل أو كثيرة ؟
هذا السؤال هام جداً لأنه يحمل بين طياته خصائص الجيل الفريد الذي نأمل في وجوده في الواقع المعاصر.
أنه الجيل الذي يدرك الأَثر الحقيقي لدلالة كل كلمة أو حرف من حروف القرآن الكريم.
إنه الجيل الذي يعيش بفاعلية مع قضية القرآن العامة وقضايا سورة الفاتحة خاصة :
هل يَسْتَشْعِر المسلم المعاصر قضايا السبع المثاني والقرآن العظيم؟
- قضية التعرف على الله عزوجل بأسمائه الحسنى والصفات العلى هي أم القضايا فمن أدركها خاف يوم الدين .
- قضية الاستعداد ليوم القيامة تؤسس في حياة العبد معرفة طريق النجاة الذي هو عبادة الله وحده لا شريك له .
قضية العبودية لله رب العالمين ومن دلائلها الخوف والرجاء وموافقه أصحاب النعيم .
قضية موافقة أصحاب النعيم وهم الصحب الكرام رضي الله عنهم أجمعين ومن عايشها حقق حقيقة الاستسلام للثانية.
قضية مخالفة أصحاب الجحيم وهم اليهود والنصارى ومن سار على دروبهم .
هذه القضايا الخمس هي قاعدة النجاة للمسلم المعاصر في عالم اليوم فمن تجاهلها جهل حقيقة النجاة وانحرفت به جغرافيا الحق في عقله وجغرافيا الأرض تحت أقدامه.
0 تعليقات