البصري والكاشفي والگيلاني والواعظ وصالحه النقشلي من مشاهير خطاطي باب الشيخ

مشاهدات



طارق حرب


باب الشيخ محلة تراثيه بغداديه اسمها السابق محلة باب الازج اي الباب المسقف( اعگاده) اشتهرت منذ اواسط العهد العثماني حيث بنى فيها القاضي ابو سعيد المخرمي جامع ومدرسه والذي كان استاذ الشيخ عبد القادر الگيلاني المتوفي والمدفون في هذا الجامع سنة ٥٦١ هج سنة ١١٦٦ م زمن الخليفه العباسي المستنجد ومنح القاضي المخرمي الشيخ خرقة التصوف لعلمه وفقهه وقد ازدهرت المحله في الفقه الحنبلي والطريقه القادريه الصوفيه. ويمكن اعتبار محلة باب الشيخ المحلة البغداديه الاولى في الخط العربي اذ يمكن اعتبار خطاطوا باب الشيخ نصف خطاطوا بغداد والنصف الاخر خطاطوا محلات بغداد الاخرى بأجمعها يشكلون النصف الثاني لخطاطي بغداد وحسب محلة باب الشيخ فضيلة ان المرأه البغداديه التي اجادت الخط العربي هي ابنة محلة باب الشيخ الخطاطه الحافظه صالحه النقشلي المرأه العابده الصالحه الناسكه التي اشتهرت بالفضل والعلم والادب المولوده في هذه المحله وبها نشأت وقرأت القرآن وتعلمت اصول الخط العربي على شيخ الخطاطين في القرن التاسع عشر سفيان الوهبي البغدادي وتخرجت بالفقه والحديث الاصول على العلامه عبد السلام الشواف من آثارها الفنيه الرائعه نسخة من القرآن الكريم بخطي الثلث والنسخ تحوي الصفحه منه ثلاث اسطر بالثلث تليها اربع اسطر بالنسخ ثو تعقبها ثلاث بالثلث وقد حلته بالذهب الخالص والمينا اللازورديه واوقفته على الحضره الگيلانيه عاشت في القرن التاسع عشر الميلادي توفيت سنة ١٨٧٧ ودفنت في مقبرة الغزالي. ولقد ضمت محلة باب الشيخ في القرن التاسع عشر أكثر من خمسة عشر خطاطاً من مشاهير خطاطي بغداد سواء منهم من كانت ولادته او سكناه او عمله او مكتبه او وفاته اومحل دفنه باب الشيخ وتبدأ قائمة الخطاطين في هذه المحله بالشيخ اسماعيل البصري المتوفي سنة ١٨٠٤م والملا سليمان الكاشفي المتوفي سنة ١٨٠٥م والسيد عبد الرحمن الگيلاني المتوفي سنة ١٨٠٦م وتنتهي القائمه بالخطاطين السيد عبد الرحمن الأدهمي المتوفي عام ١٨٨٨م والسيد حبيب الأدهمي المتوفي سنة ١٨٨٠م والمدفون في مقبرة الغزالي والسيد عبد القادر الأمام المتوفي سنة ١٨٦٨م والمدفون في مقبرة الغزالي وبقية الخطاطين في باب الشيخ ممن حصلت وفاتهم بين هذين التاريخين اي بين ١٨٠٠ م الى سنة ١٩٠٠م٠ فالخطاط الشيخ البصري هو الشيخ بن صالح البصري البغدادي كان من أئمة الخطاطين المجودين في بغداد

له براعه تامه بأنواع الخطوط كافة دقيقها وجليلها وكان يحسن التزويق بالذهب والمينا واللازورد وله خبرة ودراية بالزخرفه وكان يحترف الخط وينسخ بالاجره ويتنافس العلماء بخطه لحسنه وضبطه واتقانه ومن آثاره الفنيه الرائعه كتاب( الدر المختار شرح تنوير الابصار) للحصفكي وكتاب( التوضيح في حل غوامض التنقيح) للمحبوبي وكتاب(تغيير التنقيح) لابن كمال باشا وغير ذلك من المخطوطات في المكتبه القادريه بباب الشيخ وغيرها وقد أخذ عنه فنون الخط كثير من علماء بغداد وفضلائها ومن أشهر تلاميذه السيد علي الكبير نقيب الأشراف ببغداد توفي سنة ١٨٠٤ ودفن في مقبرة الغزالي. وثاني خطاطي باب الشيخ في القرن التاسع عشر الملا سليمان الكاشفي الذي كان من أساتذة الخط العربي في بغداد وقد عمر طويلاً وكان له ذوق رفيع وتفنن في خط الثلث ومن آثاره الفنيه الآيات القرآنيه في جامع الشيخ عبد القادر الگيلاني وقد أخذ عنه فنون الخط جماعه من البغداديين وتخرجوا عليه ومن أشهر تلاميذه في الخطا الخطاط الشهير غالب الفوزي البغدادي توفي سنة ١٨٠٥م.

ومنهم الخطاط السيد عبد الرحمن بن فيض الله الگيلاني نقيب الاشراف ببغداد الذي كان من مشاهير الخطاطين بحسن الكتابه الدقيقه بصورة نادره وله ابداع في خط التعليق ( الفارسي) ومن آثاره الفنيه حاشيه للعلامه صبغة الله الحيدري توفي سنة ١٨٠٦ م٠ ومن خطاطي باب الشيخ السيد عبد الفتاح الواعظ ابن السيد محمد بن جعفر الأدهمي المولود ببغداد وبها نشأ ودرس على الشيخ علاء الدين الموصلي والشيخ محمود المرعشي الحلبي جد والي بغداد تقي الدين باشا والي بغداد لمرتين من سنة ١٨٦٨ الى سنة ١٨٨٦ م وغيرهم من فحول علماء بغداد وسلك الطريق القادريه على الشيخ محمد عرب واصبح من كبار العلماء مع الورع والتقوى والفضل وكانت له صلات وموده مع السيد احمد خطيب الاعظميه وكان من أشهر الخطاطين في زمانه اخذ فنون الخط على درويش نعمان الذكائي ونال اجازته وكان شاعراً بارزاً ومن شعره:

عرج بركبك ايهذا الحادي

نحو المعاهد من حمى بغداد

توفي السيد الواعظ في سنة ١٨٣٠ م ودفن في تكية البكري في محلة باب الشيخ ورثاه كثير من العلماء والشعرا٠

إرسال تعليق

0 تعليقات