عذراً نيافة البابا

مشاهدات




نصار النعيمي


ضمن التغطيات الاعلامية التي نسمعها ونشاهدها يوميا عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، هو التحضيرات لزيارة بابا الفاتيكان، فرنسيس ماريو بيرجوليو، الى العراق وبالذات الى مدينة الموصل.


عذراً نيافة البابا " لقد صدع السياسيون والمسؤولون رؤوسنا بالزيارة وبالحملات الخدمية والاعلامية، ويوميا نشاهد أو نسمع من مدراء الدوائر الخدمية عن حملة لتبليط شارع أو تنفيذ مجرى للمجاري أو سحب خط للماء في الشوارع والمناطق والاماكن التي من الممكن أن تزورها او حتى يسير موكبك فيها، رغم أنها ما زالت منسية، وأخص بالذكر مدينة الموصل القديمة. التي لم تشهد اي اهتمام دولي او حكومي يليق بالدمار الذي لحق فيها، وهي شاهد العصر على تاريخ إخواننا المسيحين في الموصل.


نيافة البابا" كل الشعب العراقي يقول ان زيارتك مرغوبة فيها من كل الأطياف، المسلمين قبل المسيحيين، وجميع العراقيين، ولكن:

نسمع يومياً من قبل السياسيين والمسؤولين أنهم يقومون بالتحضيرات لاستقبالك وعلى مختلف الأصعدة، وأن شعبنا المسيحي هو أصل بلاد الرافدين ، وأن المحبة والسلام هي السائدة في عموم العراق، وان اخواننا المسيحيين الأفضل في العراق، ولكنني أقول لهم، ان البابا:


لا يرغب بتبليط بضعة شوارع في مدينة الموصل القديمة من أجل أن يسير فيها موكبه.

ولا يرغب بصبغ الارصفة وتزيين الطرق العامة.

ولا يرغب بتجمع السياسيين والمسؤولين لاستقباله.

ولا يرغب بأن يرى البعض يعانق الاخوة المسيحيين أمامه.


البابا يرغب أن يرانا فعلاً نعيش بمحبة وسلام.


البابا يرغب أن يرى الدعم الدولي والحكومي ينتشل الموصل وقديمتها من الدمار ، ولا يرغب أن يبلط الشارع أمام كنيسة الطاهرة التي سيؤدي الصلاة فيها بأيمن الموصل قرب منطقتي الميدان والشهوان المنكوبتين.

البابا يرغب أن يرانا نسهل أمر عودة اخوتنا المسيحيين ونحثهم على العودة ونسهل الامر عليهم بل ونحميهم من الفاسدين قبل المتطرفين.


البابا يرغب أن يصلي ويزور كنيسة الطاهرة بقديمة الموصل ويرى الفقراء من الاف المهجرين من جميع الاطياف وقد بنيت دورهم العتيقة وانتشلت من الدمار، بل لا يرغب بان تحجب الصورة أمامه عن دمار، لم يحدث بكل الحروب العالمية.


البابا لا يرغب بأن يرى الاف المتضررين من المنطقة القديمة يشكون له مرور اكثر من خمس سنوات ولم تكتمل معاملات تعويضاتهم، بل ولم تبت فيها لجان التعويضات بل ولم تصل حتى تعويضات من اكتملت معاملته. 


البابا لا يرغب ان يقدم له أطفال بملابس أنيقة باقات الزهور بل يرغب أن يعرف مصير الاف الاطفال المشردين وماذا قدم لهم المجتمع الدولي وما قدمت لهم منظمات حقوق الانسان، وهل سينتشلون من الضياع والحرمان أم سيخلق منهم جيل جديد من المتطرفين؟


البابا لا يرغب أن تستفر الجهود الخدمية من أجل أن تظهر مدينة الموصل بصورة بهية ويسير في الشوارع المحدثة التبليط، البابا يرغب أن يرى حياة الناس على حقيقتها ومعاناتهم من عبور الجسور بين جانبي مدينة الموصل التي مازالت مقطعة الاوصال ، وخير شاهد على ذلك اكتمال اعمار الجسر الثالث ونحن ننتظر من سيحضر ويقطع شريط الافتتاح من الحكومة المركزية.


البابا لا يرغب بالكثير يا سادة.


البابا يرغب بأن تعود الحياة للموصل ويعود أهلنا الطيبون من المسيحيين، وتنتشل من الدمار والحرمان والضياع وبأن يقدم المجتمع الدولي والجهات المانحة دعم حقيقياً وليس دعماً اعلامياً وتبرعات بأرقام خيالية لا تعدو أن تكون حبراً على ورق.


عذرا نيافة البابا" الحقيقة لا تغطى بغربال.


إرسال تعليق

0 تعليقات