العراقُ ما بعد عام 2003 أيديولوجياتٌ متطرفة وصراعٌ على السلطة

مشاهدات




حامد عوض البركات



إن افراح العراقيين بالخلاص من حقبة نظام البعث المقبور الذي جثم على صدورهم قرابة الثلاثة عقود ونيف لم تدم طويلا، لما آلت اليه أوضاع الدولة العراقية بعد الحرب من كوارث ودمار نتيجة لاستهتار القوات الامريكية وحلفاؤها بأرواح العراقيين وأموالهم، وتدمير اغلب البنى التحتية لدولة اثناء فترة الحرب وبعدها .


ان وضع البلد الأمني لم يستقر طويلا بعد الحرب، حيث اندلعت عام 2004 شرارة الحرب بين القوات الامريكية وبعض الفصائل الاسلامية واستمرت الحرب عدة شهور، أندلع بعدها فتيل الحرب الطائفية التي بلغت ذروتها في عام 2006 ، والتي راح ضحيتها الألف العراقيين  .


في ظل هذه الأحداث المؤلمة مايزال الصراع محتدم بين الاحزاب الاسلامية وحلفائها على من سيتولى دفة الحكم، وبعد عقد عدة تحالفات وتعهدات أستلم رئاسة الوزراء "نوري المالكي" وخلال فترة توليه الحكم حاولت بعض الجهات الإطاحة بحكومتهِ لكنها فشلت، لكن مع نهاية فترة حكمهِ استولى تنظيم داعش الارهابي على ثلث الاراضي العراقية في المناطق الغربية حتى وصل أطراف العاصمة بغداد .


بعدها استلم رئاسة الوزراء "حيدر العبادي" في عام 2014 ، عندما كان البلد يعاني من عدم الاستقرار في جميع الاصعدة ناهيك عن الفساد المالي المستشري، وبعد ثلاث سنوات من توليه الحكم فرض سيطرته على المناطق التي استحوذ عليها تنظيم داعش معلنا النصر عام 2017 ، إن الفضل الكبير في هذا النصر يعوّد لفتوى الجهاد الكفائي التي اطلقها السيد "علي السيستاني" (دام ظله) والتي هب جميع المؤمنين لتلبيتها في داخل البلد وخارجه، وكانت الدافع المعنوي الاساسي لبث الروح في القوات الامنية من جديد بعد فترة الانكسار التي تعرضت لها .


بعد تحقيق النصر وفي عام 2018 تولى رئاسة الوزراء "عادل عبد المهدي" والذي أراد النهوض بأقتصاد الدولة فعقد اولى اتفاقياته الإقتصادية مع الصين، لكنها سرعان ما اطاحت بحكومتهِ، حيث تزامن توقيعها مع اندلاع "ثورة تشرين" وبعد ضغط الاحزاب والجماهير عليه اعلن "عبد المهدي" استقالته من الحكم، فتولى "مصطفى الكاظمي" رئاسة الوزراء عام 2020 ومع بدايات حكمه اجتاحت البلاد جائحة كورونا والتي تزامت ايضا مع تظاهرات تشرين المطالبة بالاصلاحات، فبقيت آمال الشعب معلقة بالحكومات المتعاقبة دون جدوى، رغم إن حقيقة الأمر تتعلق بالشعب نفسه في سوء اختيار المرشحين .

إرسال تعليق

0 تعليقات