فهل من مُدّكر.. أو مُعتبر' !!؟

مشاهدات




 د. سحر أحمد علي الحاره

     

   هناك وقفتان في عمر كل إنسان

   تجعلانه يراجع حساباته

   أو بالأحرى يحاسب نفسه،

   إذْ يشعر بعدم جدوى كل ما يفعله

   من تناقضات وصراعات الحياة

   وخاصة مع من يتعامل معهم،

   وربما شعر بسخافة كل ما يجنيه

   فائضاً عن طاقة او حدود معيشته.. 

   أما الوقفة الأولى،

   فهي المثول أمام طبيب التّخدير

   والعمليّات الجراحية.. 

   فهل من مُدّكر؟!

       **

   أما الوقفة الثانية والأهم،

   فهي الوقفة أمام المسجى

   في مقبرة أو مدفن.. 

   لحظة واحدة أمام هؤلاء

   تجعلك زاهداً محجّماً

   لترى نفسك رخيصاً جداً أمام الحقيقة..

   لا تحتاج إلى أكثر

   من غرفة صغيرة بحجمك،

   خالية من كل مغريات الدنيا

   حتى لو كنت غنياً بنعمة الخَلْق والخُلُق

   إنه الزهد، بعيداً عن بوهيمية وهمية.. 

   يمضي العمر ربيعاً خريفاً

   طفولةً وشباباً أو كهولةً

   مجتازاً كل أبواب الفصول العمرية

   ثم طريق العودة إلى الوراء،

   إنه طريق ليس كباقي الطّرق

   ليصل في النهاية إلى باب

   ليس كباقي الأبواب ..

   وقفة حافيه ..

   دموع قلب قاسيه ..

   صراع نفس عاريه

   فهل من مُعتبر؟!

       **

إرسال تعليق

0 تعليقات