استسلام المرأة لقهر العادات

مشاهدات



سحر الخزاعي


للمرأة في بيئتنا حكايات طويلة مع محيطها المجتمعي الذي اعتاد ان ينسج من مخيلته  الكثير من المحرمات والممنوعات التي هددت كيان المرأة كونها عنصر فاعل مؤثر في العديد من مجتمعات العالم 

منطقتنا العربية والشرقية منها بالذات تصطدم يوميا المرأة بقوانين وضعتها المنظمومة المجتمعية مما عطل كثير دورها  في المجتمع وغدت اسيرة لتلك العادات والتقاليد الا قليل ممن منحتهن الجرأة لتشق طريقها بشكل معتاد وصحيح.

حتى إن بعض تلك النساء التي تمكن من الإفلات من قبضة المجتمع بقت الى حد ما اسيرة لبعض تلك القوانين إلا ما ندر .

المجتمع هنا عندما يقيد سلوك المرأة ويحدد منهج تحركاتها فأنه يغرس نبتة من التخلف في كيانه وهو غير مدرك تماما لما يفعله غير أنه يستجيب لحدود الخارطة التي رسمها مجموع الجمهور والفكر الجمعي والذي في الغالب هو فكر اعتمد على موروثات لم تعد تصلح لنسق الحياة.

المرأة كائن يحتاج منا الوقوف على قدراته التي لايمكن ان تكون اقل فاعلية من قدرات الرجل وهنا يجب ان نتلمس واقعها الفكري وليس واقعها العضلي كما هو حال المجتمعات القبلية.

حين نعطل دورها ونسلبها مايتوافر لديها من مقدرات فأننا نجهل تماما معنى ان نتشارك الحياة لنمضي بها الى الأحسن.

مجتمعاتنا التي توصف بالذكورية لم تتمكن من تجاوز هذا المعنى إلا قليلا وتبرز النزعة الذكورية حال لحظة الإصطدام بها حتى على مستوى عال من انصاف المثقفين.

المرأة وحدها غير قادرة على تجاوز محنة الاستلاب في مجتمعاتنا الذكورية إن لم يتمكن المجتمع من النهوض بتفكيره هو أولا فالصراع هنا يطول 

وحتى تتمكن المرأة من اجتياز حاجز القهر سنكون قد دفعنا ثمنا  باهضا جدا ً.

التحولات الفكرية وتكنلوجيا الإتصال يمكن ان تفكك الكثير من منظومة القهر هذه بعد اطلاع مجتمعاتنا على مستوى التحديث الفكري الذي تنجزه المرأة في الغرب عند التركيز على الجوانب الفكرية في المساهمة الفاعلة للمرأة وليس التحرر الشكلي الذي يوصف بالقشور المحيطة بالتحرر.

التحرر من الإستلاب الذي نرجوه هو تحرر فكري ناهض بدور المرأة من خلال السماح لها بولوج ساحات الابداع الثقافي والعلمي والفكري والفني.

تلك المحاور التي من شأنها اعادة المرأة لمكانتها الصحيحة واعادة لها مقومات وجودها الإنساني الحقيقي والخروج بها الى ساحات العطاء بدل التمركز بين جدران الخدمات البيتية.

دور المرأة اكبر من هذا وهي القادرة على أداء دورها كأم ودورها كمنتج حقيقي في المجتمع.

المنتج الفكري بتفاصيله كافة.

لابد لمجتمعاتنا ان تتخلى عن دور استلاب حقوق المرأة في الحياة وهذا يتطلب العديد من التشريعات التي يمكنها ضمان حماية حقيقية للمرأة في الحياة .

الحياة بموصوفها منظومة متكاملة تقوم على قواعد احترام الإنسان بعيدا ً عن كونه ذكرا ً أو انثى.

لم يعد هنالك متسع من التأخير في اعادة المرأة لدورها الذي يفترض ان تكون عليه ولنا في العالم من حولنا الكثير من العبر والدروس.

إرسال تعليق

0 تعليقات