جائحة كورونا (حالة دراسية)

مشاهدات



منقذ داغر


نشرت مجلة لانسيت الطبيه،وهي الاشهر عالمياَ، بحثا كنت فيه عضوا ضمن عشرة باحثين من انحاء العالم عن تأثير طبيعة المجتمعات وشدة معاييرها الأجتماعية على الاستجابة لجائحة كورونا(ادناه رابط الدراسة بالانكليزي). تباينت البلدان في جميع أنحاء العالم على نطاق واسع في قدرتها على الحد من الحالات والوفيات خلال أزمة. COVID-19.إن فهم ما يفسر هذا التباين على مستوى الدول يمكن أن يساعد في معالجة التهديدات الجماعية المستقبلية. نتائج البحث تظهر أن الدول ذات المجتمعات التي تتميز بالتماس Tight بشكل عام كانت أكثر نجاحًا من الدول ذات المجتمعات المتراخية loose في التعامل مع COVID-19 . وقد سجلت الدول ذات المستويات العالية من التراخي 4.99 ضعفًا لحالات الاصابة و 8.71 ضعفًا لحالات الوفيات مقارنة بالدول شديدة التماسك.اي ان الدول المتماسكة كانت أكثر نجاحًا من الدول المتراخية في التعامل مع COVID-19 لغاية وقت اجراء البحث في أكتوبر ، 2020. وجد أن المجموعات المتماسكة tight تتعاون بشكل أسرع بكثير تحت تأثير التهديدات الجماعية المختلفة(كالوباء) ولديها معدلات بقاء أعلى من المجموعات المتراخية loose .

دلالة اخلاقية

تجدر الأشارة الى أن وسم مجتمع ما انه متراخي او متماسك لا يحمل دلالة اخلاقية أو حكم قيمي. فالمجتمعات ذات الثقافة المتماسكة او الشديدة Tight مثل الصين واليابان وسنغافورة والمانيا تتميز بمعايير اجتماعية شديدة تجبر الافراد على الانصياع لها والا تعرضوا لعقوبات اجتماعية(وليست قانونية) تجعلهم منبوذين. في حين ان المجتمعات المتراخية Loose مثل امريكا والبرازيل واسبانيا واليونان وفرنسا فهي تلك التي تتميز بضعف المعايير الاجتماعية الملزمة للافراد والزيادة في الفردانية والحرية الشخصية. كل مجتمع له ميزاته ومساؤه حسب قيم وفلسفة الفرد. يذكر انني اجريت وفريق البحث في مجموعة المستقلة وبالتعاون مع البروفيسورة كيلفاند(صاحبة نظرية المجتمعات المتماسكة والمراخية)من جامعة مريلاند بحثا هو الاول من نوعه عالميا لقياس المجتمع العراقي. أستند البحث الى مسح شامل لعينة( 1500 فرد) ممثلة لكل افراد المجتمع وبممختلف شرائحه.

نخبة عراقية

كما أجريت الدراسة على عينة (غير ممثلة) من حوالي 300 من النخب العراقية أيضا. وقد تم استخدام الة قياس نفسي للتعرف على توجهات العراقيين نحو المعايير الاجتماعية المتماسكة والرخوة. وعلى الرغم من ان النتائج لازالت تحت المراجعة الا ان المجتمع العراقي كما يبدو هو من المجتمعات التي تميل للتماسك عموما.

ورغم ان عينة النخب أظهرت مزيجا من (مرتخي-متماسك) الا انها ايا كانت تميل أكثر نحو التماسك.

وقد ظهرت اختلافات واضحة بين العراقيين في درجة تمسكهم بالمعايير الاجتماعية وبحسب الجنس والعمر والمنطقة الجغرافية والقومية.

ملاحظة: قد لاتكون ترجمة متراخي-متماسك هي الافضل لمصطلحي Tight-Loose وسبق واستخدمت مصطلحي مرن-محافظ للتعبير عن فحوى المصطلحين.

إرسال تعليق

0 تعليقات