تغريدة أحمد ملا طلال

مشاهدات



زيد الحلًي


ما كنتُ اريد التدخل في شأن استقالة او اقالة السيد احمد ملا طلال ، الناطق باسم رئيس مجلس الوزراء ، غير ان كثرة التعليقات والآراء التي زخرت بها وسائل الاعلام ، لاسيما التواصل الاجتماعي ، لفتت انتباهي ، كون التغريدة التي نشرها السيد ملا طلال ، على ” تويتر” جاءت كلماتها بغير ما كان يريد كاتبها ، فانقلبت ضده .. وهنا ، يتبين قوة الكلمة ، ورصانتها ، لكنها تفقد هدفها ، ان كُتبت على عجالة ، دون وعي ..

ولتوضيح ما اريد قوله .. اذكر ان السيد احمد ملا طلال الناطق الرسمي باسم رئيس مجلس الوزراء كتب الاسبوع الماضي ، على صفحته في تويتر ، سطورا ، كانت اشبه بالوداع لمنصبه ، بل هي الوداع .. لكن ما اثار الانتباه ، هو الكلمات التي حملتها تغريدته ، حيث اعطت معاني اخرى ، اظن ان ناشرها لم ينتبه لها ، فجاءت معكوسة ، حيث قال مشيدا بمحيط عمله في مجلس الوزراء ، وبرئيس المجلس ما نصه ..(كانت مَهمّةً دقيقةً وحسّاسة، كلّفني بالتصدّي لها رجلٌ وطنيّ، صادقُ النوايا، يسعى إلى تحقيقِ مشروعٍ طَموحٍ بمعيّةِ فريقٍ جريءٍ متحمّسٍ مخلص، له فهمَه للواقع ) غير انه يقول في ختام تغريدته (كانَ فَهمي مُغايرًا..) .. والبسيط من الناس ، يدرك ان الرجل من خلال تأكيده على فهمه المغاير لتحقيق “مشروعٍ طَموحٍ بمعيّةِ فريقٍ جريءٍ متحمّسٍ مخلص، له فهمَه للواقع ) لديه أراء اخرى عكس توجهات ” الفريقٍ الجريءٍ المتحمّسٍ المخلص، الذي له فهمَه للواقع “.. فما هو هذا ( الفهم المغاير) لمشروع طموح !

ليست الكلمة التي نطلقها في تويتر او الفيس او بقية وسائل التواصل الاجتماعي عبئاً ثقيلا نلقيه عن كاهلنا ، ولكنها تبعات ومسؤولية وموقف ، فإن كانت نابعة من وعي ، فهي مغنَم ، وان كانت فاقدة للمعنى فهي مأثم.. الكلمة هي الحياة ، وسبب النجاح أو الفشل، وهي عنوان السعادة أو الشقاء، وللكلمة ارادة على علاقة المرء بمن حوله ، فربما تقدمه بين الناس وربما تجعله بعيدا عن الذاكرة .

لا شك في القول ان مسؤولية الكلمة تتحدد في التفكير بها قبل إطلاقها ، ولا تكون نتيجة انفعالات واتخاذ مواقف مضادة، وأن يكون اختيار الأحسن من بين الكلمات المؤثرة هو الصائب .. فالتسرع في نشر الكلمات كثيرا ما يؤدي إلى نتائج غير محمودة ، فيما يؤدي انتقاء الكلمة ذات المعاني والدلالة إلى نتائج إيجابية طيبة . ان الكلمة تبقى نافذة عظيمة يطل منها المرء على ما يريد من المعاني، ويتبع بها ما شاء من الأحوال ، فكيف يمتدح المرء شيئا ايجابيا ، ثم يقول ان فهمه مغاير لهذا الشيء الايجابي … عجباً !

أعرفُ ان الكلمة بكل حدودها ومعانيها مسؤولية باهظة والتزام أدبي وأخلاقي ، ينتجها الفكر الناضج والطرح المستقيم والنيات الحسنة.. والله من وراء القصد

إرسال تعليق

0 تعليقات