د. فاتح عبدالسلام
الاحداث الطارئة التي تقع فجأة تحيلنا الى أسئلة متكررة، كما في حرائق سوريا الهائلة التي دمرت ملايين اشجار الزيتون والكروم والثمار الاخرى ومشكلة السيطرة على النيران، أو حادث غرق العبّارة ومقتل مائتين من الافراد في نهر دجلة بالموصل، أو حادثة جديدة شغلت العراق قبل ايام قليلة، وهي رمي امرأة، بسبب خلافات اجتماعية و زوجية، ولديها الرضيعين في النهر وسط بغداد واستمرار البحث عن جثتيهما أياماً.
والاسئلة تتصل بأمرين، سرعة القرار لدى الجهات المعنية في المعالجة، ومواجهة الأزمة والامكانات المتوافرة للتنفيذ.
حادثة جريمة الأم التي رمت ولديها في دجلة، تعيد التساؤل المرّ حول ضعف امكانات الشرطة النهرية، حيث كان هناك زورق واحد وبإمكانات بحث وإنقاذ محدودة جداً يجوب النهر بحثاً عن الجثتين لعدة أيام، حتى تمّ العثور عليهما. وعمليات البحث كانت بدائية واشترك فيها أهالي منطقة الاعظمية المطلّة على مكان الحادث .
كنّا نظنّ واهمين طبعاً كما في كُلّ مرّة، أنَّ مأساة غرق العبّارة النهرية في الموصل استنفرت خطط الإدارات والوزارات المعنية لتأسيس أقسام انقاذ خاصّة ومجهّزة بغوّاصين وزوارق مع تدريب كوادر جديدة واشراك المحافظات في تلك الاستعدادات.
كيف نفيد من الدروس ومتى ولماذا نستمر في اللامبالاة وقد تقع حوادث أكثر وأكبر.
الحجج جاهزة، في القول انَّ الامكانات المالية غير متوافرة، وقد رأيناهم كيف كانوا يبذرون الموازنات المليارية من دون أن يفكروا بمثل هذه النواحي التي لا تحتاج الى موازنات عظيمة إذا توافرت لها الخطط المناسبة والارادة الوطنية في العمل.
0 تعليقات