رواية الشاهد جوش ماكدويل / منير فرج الله

مشاهدات

 





بقلم اسمهان حطاب العبادي
(كن حريصا وانت تصارع الوحوش حتى لاتصبح واحدا منهم) نيتشة

.
هنا رفيق رمزي المليونير ورجل الاعمال،يشعر بالخوف بسبب التهديد بقتله ،بعد ان قتلوا ابنته وخطفوا زوجته،يستعين ب( مروان العقاد)،رجل التحريات والمحامي المهم الذي طالما اشتغل  في حماية وتأمين  كبار المسؤولين ورجال الاعمال ،هو الان يعمل لصالح هذا الرجل الخائف والمهدد،دفع مبلغا ماليا ضخما ومايزال يتعرض للابتزاز والتهديد والخوف،اخرج مروان من حوزته صورة لزوجة  رفيق وهي تجلس في   غير مقيدة ولامكممة انما تجلس على طاولة تتحدث مع موظف رسمي او مدير مسؤول ولايبدو عليها الاختطاف.اوضح له ان زوجته هي التي استملت مبالغ التهديد ومازالت مستمرة،في خضم تلك الصدمة التي تلقاها ( رفيق)، حدث هجوم على المبنى من كل مكان اطلاقات نارية قاتلة دمرت كل شي وقتلت رفيق تمكن ( مروان)، من الخروج بصعوبة بالغة،وكاد ان يكون ضحية لو ذكائه وتصرفه اتجه الى فندق ميرديان وهناك تعرض الى هجوم اخر يستهدفه اتجه الى مكان اخر وكان هذا الهجوم المسلح الثالث،اصيب على اثره باطلاقة نارية في كتفه،كان كل تلك الفترة يتذكر صديقته رانيا التي هجرها منذ ستة اشهر مايزال يحبها.
في مكان اخر حضرت سيارات الشرطة للتحقيق مستعينة بكاميرات المراقبة التي سجلت دخول( مروان) كشاهد اخير قبل وفاة (رفيق)، اصبح الان مروان مطلوب من الشرطة فهو يعرف اخر شي قاله رفيق قبل وفاته بلحظات ولابد ان يشارك الشرطة بمعلوماته،هرب مروان بعد ان اخذ جواز سفر مزيف وغير شكله ومظهره العام الى شاب مسافر الى عشيقته في فرنساونفذ بحكمة من رجال التفتيش ،كما استطاع ان يخلص من استجواب المضيفة التي احست انه متضايق من جرح في كتفه بعد ان غيرها في حمام الطاىرة.
استعانت الشرطة بخيرة رجالها المسمى ( الشبح)، هو خبير استخباراتي شهير ومحنك شكل فريق مع جودار ودوفال،تفحص المكان جيدا واخبرهم ان الشاهد يكون الان مسافرا الى فرنسا.
وصل  ( مروان الى صديقته ( رانيا)، وعالجت جرحه بعد اعتراض شريكتها في النزل.

المصاعب هي التي جعلت من ( مروان) رجلا صلبا وقويا،حيث ان اثنين من اعمامه واطفالهما قتلا بطلقات المدافع التي انهمرت عليهم في عيد ميلادهالاول،مروان وشقيقه رامي شاهدا والديهما يقتلان في انفجار سيارة ملغومة امام اعينهما في احد شوارع بيروت بعد بضع سنوات،هذه الاسرار كشفها المحقق ( لومبي) ولام المحققين لانهم لم يخبروه بها.

كانت اللفافات القطنية التي تركها مروان في الطائرة دليلا مهما للشرطة ليصلوا الى محل اقامته الجديد،كانت ( رانيا ) قد ضمدت جراحه وابلغت ان عليه الرحيل قبل ان يصل اليه الشرطة وبالفعل حزم حقيبته الصغيرة وخرج وهو لايعرف هل يذهب الى الخليج ام مصر.لايعرف مايعمل لامكان يقيم فيه ولا احد يذهب اليه،اتصل باخيه رامي في بيروت  واخبره انه يريد العودة الى بيروت لكن اخوه حذره من العودة.وحجز له بطاقة سفر باسم جديد ( طارق جميل)،اسم مستعار وله جواز سفر  الى القاهرة.لكن رامي ايضا عليه ان يغير اقامته فهو اخ الشاهد.اتجه الاخير الى بغداد فهي منطقة خطرة  وفيها حالات ارهابية ولاتثير الشكوك،بقي ( مروان) عدة ايام في نزل قديم حتى وصلت اليه حقيبة من ( رامي) فيها ثياب ومبلغ من المال ومسدس،في جانب اخر تمكنت الشرطة من معرفة مكان رانيا ومعلومات تفيد عن سكنها.في القاهرة تعرف ( مروان) على فتاة شابة جميلة( داليا) واصبحت وسيلة للهروب من ضغط الايام تجول معها في احياء مصر ومتاحفها.فيما وصل المحقق ( لومييه)، الى رانيا واستجوبها عن مكان مروان الذي تجهله.انتهى الصراع باطلاقات نارية عليها وعلى ليلى صديقتها.بعد ان اخبرت( لومييه) انها لاتعرف مكانه او وجهته.
استمر التحقيق مع رامي ،وتمكن ( لومييه)، من الوصول الى ان رئيس التحريات ( لومييه)، خيط مهم في العملية حيث تم الاتفاق بينه وبين زوجه ( رفيق) في عملية الاغتيال.
الاردن تقيم فيها عائلة داليا حبيبة وخطيبة ( مروان) اصبحت حبيبته بلا منازع ذهب للتعرف على عائلتها المسيحية ووالدها القس وتعرف على تفاصيل العهد الجديد وتعاليم دينهم،جمعتهم وجبات طعام غداء وعشاء وحديث عائلي ومودة وتقارب .وحاول جاهدا اخفاء حياته الحقيقية والجرائم التي ارتكبها.في احدى الجوالات في البتراء  اعترف صادقا بأسمه الحقيقي وقبل ان يكمل تلقتهم اطلاقات نارية ترددت اصدائها في جنبات الوادي وسقط على اثرها على الارض يتلوى من الالم،واخبر والديها في لحظتها انه مطارد من عصابة وعملية كبيرة،وجد نفسه محاصرا من الشرطة والمسلحين الذين طلبوا منه ان يسلم نفسه.في تلك الدقائق غطى المكان طائرة هليكوبتر وفيها جودار وهو يقول في مكبرة صوت انه وصل زوجة رفيق المحتالة ومشتركة مع لومييه وانه ايضا من قتل رانيا وصديقتها ليلى،طلبوا منه ان يترك سلاحه وبعدها حدثت مشادة وعراك بالايدي بكل ما لديه من غيظ وحقد ولف يديه باحكام من حول رقبته وامسك به بقوة واحكام.ويتم القاء القبض عليه.

الرواية عبارة عن تجوال في مدن ودول متعددة.اوربا ومغامرات بطولية مثيرة شيقةومطاردات عنيفة،جولات تحقيقية فيها مخاطر ومخاوف وعقبات ومفاجأت وبحث وتقصي،تهز المشاعر وتحرك القلب وتسرع نبضاته.بين طياتها حبو وقلق وضياع وحيرة ،جولة بين حضارة مصر والاهرامات والجيزة واسرار الفراعنة الى البتراء واثارها ،وقفات كثيرة على الدين المسيحي والعهد الجديد،اقتباسات توضح احقيتهم وصدقهم وايمانهم،بين سطورها رغبة الشباب من التحرر من قيود الدين والعادات والتقاليد.طمع الانسان في المال والسلطة تدفعه نحو القتل والغدر ،زوجة تتأمر لقتل زوجها،وضابط تحقيقات كبير ومهم يتعاقد مع اخر في سبيل المال والثروة،نزوات الانسان وتحكمه في مصير الاخرين،واستغلال المانصب لصالح القوي والتكالب على الضعيف
اما التقنيات السردية التي استخدمها الكاتب فهي السردية المتنقلة بين الماضي والحاضر،اضافة الى العرض السينمائي على ايقاع الاكشن والسرعة،لا مجال للتوقف والسكينة الا في لحظات الحب.احيانا استخدم السرد الحواري بين شخوصها.اللغة بسيطة  الخالية من الشعر والسحر،بل لغة التحليل والكشف واللغة الاخبارية الايضاحية الاعتيادية،مستعينا بالفلسفة الوجودية حول الحياة والموت والوجود.

إرسال تعليق

0 تعليقات